تعديل

الخميس، 7 يوليو 2016

من فقه القرآن : رمضان " ولعلكم تتقون"

من فقه القرآن
رمضان " ولعلكم تتقون"
الشيخ الدكتور محمد سليم محمد علي
إمام وخطيب المسجد الأقصى المبارك
الأمين العام لهيئة العلماء والدعاة ببيت المقدس

www.algantan.com


قال الله تعالى :" يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون"

ذكر الله تعالى في هذه الآية الكريمة المقصود من الصيام وحكمته وهي " تحقيق التقوى ، فهل حققنا التقوى في أنفسنا وفي مجتمعنا من خلال الصيام في شهر رمضان؟

الجواب في المسائل الآتية:

المسألة الأولى : إن حقيقة التقوى تجمع أمرين هما : أداء الفرائض واجتناب المحرمات ، فما هو نصيب هذين الأمرين فينا؟

المسألة الثانية : لنبدأ بالمحرمات ونحصرها في شهر رمضان الذي نحن فيه :

أولا : التبرج :لم تغير النساء من تبرجهن وخروجهن بملابس لا ترضي الله تعالى ، فنراهن في الأسواق والطرقات متبرجات وقد نهاهن الله عن ذلك فقال : " ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى" فأين حقيقة التقوى عند الصائمات المتبرجات وغير الصائمات من المسلمات ؟

ثانيا: الاختلاط بين الرجال والنساء وبخاصة في الأسواق والأماكن العمة بحيث تتلاصق الأجساد ويحدث مالا يرضي الله ، فأين النساء من نهي النبي صلى الله عليه وسلم النساء عن عدم مزاحمة الرجال في الأسواق وقوله لمن خرجن من المسجد " استأخرن لا تزاحمن الرجال" فماذا نقول لمن يزاحمن الرجال في الأسواق وليس في المساجد من أجل النزهة والتسوق من غير ضرورة؟


ثالثا: الغناء والموسيقى في البيوت والحارات وعلى درج باب العامود ،الذي يحب القدس يحترم من جاءها فاتحا بالإسلام ليقيم فيها شرع الله وليس شرع الشيطان ، والذي يحب القدس يحافظ على شعيرة الصيام وشهر رمضان ومشاعر المسلمين الصائمين ، والذي يحب القدس فطرق حبها أشهر من أن يعرف بها ، وما يحصل من انتهاك حرمة ليالي رمضان في القدس وبخاصة في باب العامود يدل على أننا ننسى أننا نعيش في احتلال وأن العودة إلى الدين والتقوى أساس في ردعه وإنهائه.

رابعا: المعارك بين الناس على أتفه الأسباب ،وأقول المعارك وليس الشجارات لأنها والله أشبه بساحة حرب ، وصار شعارنا على أخي أسد وعلى عدوي نعجة ،ف]ن حرمة المسلم في دمه وعرضه وماله ؟ وأين نحن من قول النبي صلى الله عليه وسلم :"فإن قاتلك أحد أو سابك فقل اللهم إني صائم "

خامسا : عقوق الوالدين وقطيعة الرحم الذين نهى الله عنهما وحرمهما لا زالت في شهر رمضان وفشت وظهرت فيه ، فأين الصائم من قول الله تعالى للرحم :" من وصلك وصلته ومن قطعك قطعته" وأين الأبناء والبنات من قول الله تعالى :" ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما"؟وأين التقوى في شهر رمضان؟

سادسا : المطاعم والفنادق ودعوتها الصائمين لإفطرات شهية ولكن على أنغام الموسيقى والرقص الشعبي ، فهل يعقل يا سادة أن يفطر المسلم الصائم مساء على أنغام الموسيقى والرقص الشعبي ،هل هذا هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم أم أن هديه أن نفطر على تمرات وحسوات من ماء ثم نصلي المغرب ونقول اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت ، فأين التقوى من الصيام ولسان من يفطر في الفنادق والمطاعم يقول : اللهم لك صمت وعلى إغضابك بسماع الأغاني أفطرت؟؟؟؟

سابعا: المقاهي في الحارات والأحياء السكنية : لا يحلو لهم أن يفتحوا مقاهيهم إلا مع أذان المغرب ليفطروا أثناءه وطوال الليل على سب الدين والذات الإلهية ولعب القمار والسهر في إغضاب الله تعالى ،فهل هذه التقوى المطلوبة من المسلم في رمضان؟؟

ثامنا :كثرة الطعام على موائد الإفطار ثم إلقاء ما فضل وزاد في الحاويات ،فأين التقوى في حفظ النعمة ؟ وأين الفقراء على موائدنا ؟

تاسعا: الذين يمضون فترة ما بين الظهر والعصر في المسجد الأقصى كثير منهم يكون بين متحدث في شؤون الدنيا والغيبة والنميمة والرفث ، أو نائم نومة قبيحة على بطنه أو بشكل غير مقبول أمام الناس ، ولا أدري إن كان هؤلاء لا يجدون مكانا للنوم في بيوتهم؟ أو لا يعرفون أن المسجد إنما هو للصلاة وقراءة القرآن ولذكر الله تعالى ، فهل هذه التقوى في رمضان؟؟

عاشرا : مزاحمة النساء للرجال بعد الخروج من صلاة الجمعة في المسجد الأقصى وبعد صلاة التراويح ، فهل التقوى تطلب منهن مزاحمة الرجال بعد الصلاة أم التريث والانتظار؟ وهل صلاة الجمعة فرض على النساء أو صلاتهن في بيوتهن خير لهن كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم ،وإذا أحبت المسلمة الصلاة في المسجد الأقصى فمن الذي يمنعها من ذلك ما دامت متمسكة بآداب الإسلام وإلا فصلاتها حينئذ في بيتها أفضل وأخير .



هذا غيض من فيض مما لم يتحقق من التقوى في شهر رمضان فأين أنتم يا مسلمون ذاهبون؟؟؟؟؟



0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More