تعديل

الجمعة، 28 فبراير 2025

استقبال شهر رمضان

استقبال شهر رمضان
رقائق إيمانية
الدكتور محمد سليم محمد علي
خطيب المسجد الأقصى المبارك
لأن شهر رمضان يتميز بحضوره فينا عن باقي الشهور، فإن من واجبه علينا أن نستقبله استقبالا يليق به ، وذلك على النحو الآتي : أولا : التوبة النصوح ، لأنه شهر المغفرة ، وشهر العتق من النار ، وشهر علوّ الدرجات ، وشهر تفتح فيه أبواب الجنة ، وتغلق فيه أبواب النار ، فلا يليق أبدا لمسلم أن يستقبله ، وهو متسخ بقاذورات المعاصي ، وأدران الذنوب ، فلا بدّ له من توبة نصوح تليق به ، وتصلح لاستقباله ، وأول التوبة الندم على التقصير في الفرائض ، والندم على الاجتراء على المحرمات ، والتوبة النصوح هي التوبة الصادقة ، وليست توبة الكذابين ، وليست استغفار المستغفرين بألسنتهم دون قلوبهم وجوارحهم ، قال الله سبحانه : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً) سورة التحريم:(8)، فنستقبل رمضان ببغض المعاصي ، وعدم الرجوع إليها ، وإدمان الطاعات ، وهجر قرناء السوء، ورد المظالم والحقوق إلى أصحابها ، واستحلال الخصوم ، وقلة الطعام والكلام والمنام ، فكل هذه المعاني للمسلم يحتاجها في رمضان ليحسن استقباله أحسن استقبال ، ثانيا : الإخلاص : فلا يقبل صيام صائم رياء أو سمعة ، وليس من المروءة أن يستقبل المسلم شهر رمضان بقلب لا يحمل الإخلاص فيه لرب رمضان عزّ وجل ، مع العلم أن العمل لا يقبل من مسلم حتى يكون خالصا لله تعالى ، وحتى يكون صوابا موافقا لسنة رسولنا صلى الله عليه وسلم ، فحتى تكون من المقبولين في رمضان أشهر توبتك ، وأحسن إخلاصك لربك العظيم ، ثالثا: قطع الوشائج والعلاقات قبل دخول شهر رمضان ، مع كل عادة أو عمل ، مخالف للقرآن الكريم ، ولسنة نبينا صلى الله عليه وسلم ، بل ومخالف لتعليم ديننا الحنيف ، فشهر رمضان شهر الطاعات ، فكيف تستقبل شهرا بهذه الصفة،وأنت معتاد على المعاصي والسيئات والذنوب ؟رابعا:العزيمة الصادقة على التشمير لفعل الطاعات ، والإقبال على الله سبحانه بالأعمال الصالحات ، فأنت تستقبل ضيفا كريما ، يفتح لك فيه أبواب الخير ، ويغلق لك فيه أبواب الشر ، ويقول لك : ( يا باغي الخير أقبل ، ويا باغي الشرّ أقصر ) ، وكما أن هذا الشهر كريم ، فكن أنت حين تستقبله كريما مع أهلك ، أوسع عليهم من النفقة ، وكن كريما مع رحمك ، بصلتهم حق الصلّة ، إن أساءوا أعفُ عنهم ، وإن منعوك رفدهم وخيرهم ، فأعطهم ولا تمنع عنهم خيرك ورفدك ، وإن قاطعوك ولم يصلوك فكن أنت المبادر لصلتهم ، وكن خير الفريقين ، وكن مثل رسولك صلى الله عليه وسلم الذي كان جوادا ، وكان أكثر ما يكون جوادا في رمضان ، فكان أجود من الريح المرسلة ، كما روى عنه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في صحيح البخاري ، فاستقبل رمضان بجودك بنفسك ، وجودك بجاهك ، وجودك بمالك ، وجودك بوقتك ، فهذا هو الجود الذي كان يستقبل به رسولنا صلى الله عليه وسلم شهر رمضان ،خامسا :استقبل شهر رمضان بالوقاية من كل ما يخدشه ، ويشينك فيه ، فمن العار أن تستقبل شهرا كرمضان ، وأنت تصومه صياما " مرّقعا" كالثوب المُرقّع" ، تخرقه بلسانك بغيبة ،أو نميمة ، أو كذب ، أو شتم لمسلم ، أو تخرقه بيدك فتقتل مسلما ، أو تعتدي عليه بها ، أو تخرقه بشهوة بطنك فتأكل حراما ، أو تقابل هذا الشهر وبطنك متخم بالحرام ، فقد قال رسولنا صلى الله عليه وسلم : ( والصوم جُنَّةٌ ما لم يخرقها) ، رواه أحمد والنسائي وغيرهما، فلا تخرق صيامك ، لأن خرقك الصيام هو سوء استقبال لشهر رمضان ، وقد قال مجاهد رحمه الله: خصلتان من حفظهما سلم له صومه: الغيبة والكذب، ورُوي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: (الغيبة تخرق الصوم والاستغفار يرقعه، فمن استطاع منكم أن يجيء غدا بصومه غير مرقَّعً فليفعل)، فلا تكن صاحب صوم ممزق ، كثير الخروق ، لأن من عادة الناس التي تتصف بالمروءة ، أن تحسن استقبال ضيوفها باللباس الجميل ، والهندام النظيف ، والرائحة الزكية العطرة ، سابعا : استقبل رمضان بعلّو الهمّة ، فاجعل همتك التزود بالتقوى والعمل الصالح ، وليس التزود بالطعام والشراب ، واجعل همتك رضوان الله تعالى ، فصم إيمانا واحتسابا ، ولا تجهل همتك موافقة الناس فحسب في صيامهم ، بل كن همّاما لعلوّ المنازل في شهر رمضان ، كما أن شهر رمضان هو شهر العلوّ في المنازل ، لمن أحسن استقباله على الوجه الذي ذكرناه ، والله وحده الموفق ، والهادي إلى سواء السبيل .
والحمد لله رب العالمين

الجمعة، 14 فبراير 2025

الاجتماع للعزاء من منظور شرعي

الاجتماع للعزاء من منظور شرعي
رقائق إيمانية
الدكتور محمد سليم محمد علي
 خطيب المسجد الأقصى المبارك
تعزية أهل الميت بميتهم مشروعة ، وتأخذ حكم الاستحباب ، فإذا مات المسلم أو المسلمة ، استحب تعزية أقاربه من الرجال والنساء ، والكبار والصغار ، واستثنى الفقهاء تعزية المرأة الشابة فلا يعّزيها إلا محارمها ، والمقصود بالتعزية هو : حثُّ أهل الميت على الصبر ، ومواساتهم ، كأن يقول لهم : "أعظم الله أجركم ، وأحسن عزاءكم ، وغفر لميّتكم ، وعوّضكم الله عن مصيبتكم خيرا " ،أو أن يقول لهم : " إنّ لله ما أخذ ، وله ما أعطى ، وكلُّ شيء عنده بأجلٍ مُسمّى ، فاصبروا واحتسبوا " ، كما ورد في حديث أسامة بن زيد الذي رواه البخاري ، رقم (1224) ، ويثاب المسلم على تعزية أخيه المسلم بميّته بتكريم الله له يوم القيامة ، كما جاء في الحديث الشريف الذي رواه ابن ماجة في سننه رقم (1601) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما من مسلم يُعزّي أخاه بمصيبة ، إلاّ كساهُ الله من حُللِ الكرامة يوم القيامة ) ، ومن السُنّة التعزية قبل الدفن وبعده ، أما قبل الدفن فلأنه الوقت الذي يكون فيه الحزن الشديد على الميت ، والأفضل التعزية بعد دفن الميت ، لأن أهل الميت قبل الدفن يكونون منشغلين بتجهيز ميّتهم ، وتقبيره ، والتعزية تكون في الأيام الثلاثة الأولى من موت الميّت ، وتكره التعزية بعد هذه الأيام الثلاثة ، إلاّ لمن كان غائبا، أو مسافرا ، وذلك حتى لا يتم تجديد أحزان أهل الميت ، إذ العادة أن أحزانهم تسكن خلال هذه الأيام الثلاثة ، وأما الجلوس للتعزية خلال هذه الأيام الثلاثة ، في بيت يجتمع فيه أهل الميّت ، ليأتيَ الناس لتعزيتهم ، فهو في المذهب الشافعي مكروه ، إذا لم تجتمع فيه بدع ، أو منكرات ،فإذا اجتمعت فيه بدعة ،أو منكر ، صار الاجتماع حراما ، والأصل أن ينصرف أهل الميّت في هذه الأيام الثلاثة ،لقضاء حوائجهم ومصالحهم ،فمن قابلهم عزّاهم ، وحكم الجلوس للتعزية يشمل النساء أيضا ، وهو الكراهة ، والسُنّة أن يقوم غير أهل الميت بصنع الطعام لأهل الميت ، لأنه لما جاء مقتل جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه ، قال صلى الله عليه وسلم : ( اصنعوا لآلِ جعفر طعاما فإنه قد جاء ما يشغلهم ) رواه الترمذي ، رقم : 998) ، وبناء على ما سبق بيانه من أحكام شرعية تتعلق بالتعزية ، والجلوس لأجلها ، وحتى يكون العزاء مشروعا ، ليس فيه مخالفة لسّنة رسولنا صلى الله عليه وسلم ، وليس فيه بدعا محدثة تناقض السُنّة النبوية ، أضع بعض الملاحظات ، وهي ما يلي : أولا : الاجتماع لأجل العزاء خلال الأيام الثلاثة الأولى من موت الميت مكروه ، لأنه ليس من هدي السلف الصالح ، ولأنه كما جاء في الأثر عن جرير بن عبد الله قال : ( كنّا نعدّ الاجتماع إلى أهل الميت ، وصنيعة الطعام بعدُ من النياحة) ،رواه أحمد ،رقم : (6866) ، والمقصود بصنع أهل الطعام من أهل الميت ، وجمع الناس عليه ، فهذا أيضا من البدع المحدثة ، وهذا مذهب الشافعي – كما قلت سابقا - ، والحنابلة ، وكثير من المالكية ، وكراهة الجلوس للتعزية في هذه الأيام الثلاثة ، لأنها تجدد أحزان أهل الميت ، وتكلّفهم المؤنة من غير حاجة إليها ، كما قال الشافعي في كتابه "الأم" (1/318) ، ثانيا : ولرفع الحرج عن الناس اليوم ، لا مانع أن نأخذ بما ذهب إليه بعض علماء الأحناف ، وبعض علماء المالكية ، وبعض علماء الحنابلة ، وهو القول بالرخصة في الاجتماع للتعزية في الأيام الثلاثة الأولى من موت الميت ، ولكن بشروط وهي : الشرط الأول : أن يخلو مجلس التعزية من المنكرات والبدع ، مثل : إظهار مظاهر الفرح بموت الميت من توزيع الحلوى ، وإطعام الطعام للمعزّين ، وقراءة القرآن ، والناس في غفلة عن الاستماع إليه ، ورفع أصواتهم فوق صوته ، وغيرها من المنكرات التي يفعلها الناس في هذه البيوت ، ويعرفون أنها منكرات ، الشرط الثاني : عدم إظهار أي مظهر لتجديد الحزن على الميت وإدامته ، مثل : إلقاء الكلمات ،وغيرها ، الشرط الثالث: ألا يكلّف أهل الميت بأي نوع من أنواع المؤنة ، حتى القهوة ، وأجرة القاعة ، لأنها مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم ، وعلى الناس من ألأقارب الأباعد ، والأصدقاء للميت ، تحمّل مؤنة ذلك ، من غير تجاوز الحدّ في هذه المؤنة ، كشراء الحلوى للمجتمعين للعزاء ،لأن هذا مكان تسلية بمصيبة ، وليس مكان فرح بسرور ونعمة ، ويمكن للقارىء الكريم الرجوع إلى المصدرين التاليين – مثلا - لمعرفة هذه الشروط بشكل عام ، وهما: البحر الرائق ( 2/207) ، ومواهب الجليل ، (2/230)، وقد كنت كتبت على صفحتي على " الفيسبوك" فتوى بما يجري في بيوت العزاء ،وفي القدس خاصة ،وتحريم الاجتماع فيها، لما فيها من بدع ومنكرات ، وهو – كما أفتيت – إن اشتمل بيت العزاء على بدعة أو منكر ، ولم يلتزموا بالضوابط التي ذكرتها في هذا المقال ، والذي جاء لبيان الضوابط ، والشروط ، التي إن التزم بها الناس ، زالت كراهة الاجتماع في بيوت العزاء ، لأن الكراهة تزول عند الحاجة ، كما ذكر ذلك الفقهاء ، ولأن أدلة الشافعية ، والحنابلة ، والمالكية، يمكن مناقشتها ،وهذا هو البديل لفتح بيت العزاء ، لمن يسأل عن البديل الذي يكون في هذه البيوت من المنكرات والبدع ، والله تعالى أعلم .
والحمد لله رب العالمين

الجمعة، 7 فبراير 2025

خطبة الجمعة من المسجد الأقصى للدكتور الشيخ محمد سليم محمد علي

خطبة الجمعة من المسجد الأقصى للدكتور الشيخ محمد سليم محمد علي

خطبي اليوم  - الجمعة 8 شعبان (8) 1446 - 7 شباط (2) 2025م










فضل الزواج في القدس

رقائق إيمانية
فضل الزواج في القدس
الدكتور محمد سليم محمد علي
 خطيب المسجد الأقصى المبارك
للزواج بشكل عام فضائل عديدة منها : أولا : أنه عبادة من العبادات المشروعة التي يتقرب بها المسلم الرجل والمرأة إلى الله سبحانه ، ولذلك عليه أن يستشعر هذه العبادة طيلة فترة زواجه ، فيحسنها ، ويؤديها كما أمر الله تعالى ، بمعاشرة الزوجة بالمعروف ، وبأداء الزوجة حقوق زوجها عليها ، ثانيا : أن المسلم يلبي دواعي الفطرة الإنسانية بحيث يقضي المسلم والمسلمة وطريهما ( شهوتهما) بالحلال ، بعيدا عن الحرام كالزنى ومقدماته ، وبالتالي تبرأ ذمّته مما يشينها مما حرّم الله عليها ، ثالثا: أن المسلم يلبي دواعي الفطرة الإنسانية بإنجاب الذريّة ، وتكوين الأسرة المسلمة ، فمقصد الزواج هو : تكوين الأسرة المسلمة ، والمقصد من تكوين الأسرة المسلمة الإنجاب والنسل ، رابعا : المحافظة على النوع الإنساني ، بتكثيره ، وبقائه ، فلو عزف الناس عن الزواج ، لقلّ عددهم ، وقد يؤدي إلى انقراضهم ، وأما الزواج في القدس فله نكهة إيمانية خاصة ، وله فضائل محصورة فيه دون باقي البلدان ، وقد أرشدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى هذه الفضائل حين سأله الصحابي الجليل ( ذو الأصابع ) : إن ابتلينا بالبقاء بعدك، أين تأمرنا ؟ فقال له صلى الله عليه وسلم : (عليك ببيت المقدس، لعل الله يرزقك ذرية ، يغدون ويروحون إليه) ، ونلاحظ في جواب النبي صلى الله عليه وسلم أنه خصّ المسجد الأقصى بالذكر ، وفضيلة الزواج في القدس ، وفضيلة الذرية التي من شأنها أن تغدو إلى المسجد الأقصى وتروح ، للصلاة ، والذكر ، والعبادة ، وطاعة الله عزّ وجلّ ، ومن هذا الحديث الشريف يمكننا استخلاص فضائل الزواج في القدس ، وبالقرب من المسجد الأقصى المبارك ، مع بعض الملاحظات والتوجيه للمقبلين على الزواج من أبنائنا وبناتنا ، وهذه الفضائل هي : أولا : فضيلة الزواج في القدس ، وأنه زواج مميز ، ودرجة أولى ، لأنه زواج أهل رباط ، وإذا كان للمرابط عديد الفضائل عند الله تعالى ، فكيف إذا أنشأ هذا المرابط بزواجه أسرة مكونة من زوجة وأولاد مرابطين مثله ، حقاً ، إن هذا لشيء عظيم ! ، ثانيا : عقد الزواج في المسجد الأقصى ، يأخذ حكم عقد الزواج في المساجد عموما ، وعقد الزواج في المساجد لا يمنعه الشرع ، لكن له ضوابط يمنع المسلم تجاوزها ، فكيف إذا كان هذا المسجد هو المسجد الأقصى ، أفضل بقاع الدنيا عند الله وعند المسلمين ، بعد المسجدين الحرام ، والنبوي ؟ إذن يجب مراعاة هذه الضوابط ، وكما يحرص العروسان على عقد زواجهما في المسجد الأقصى لينالوا بركة العقد والزواج ، فعليهما أن يحرصا على مراعاة هذه الضوابط الشرعية ، حتى لا يحرمان هذه البركة ، ومن هذه الضوابط ، عدم تبرج العروس ، والمجيء بزينتها إلى المسجد الأقصى ، وعدم التصوير من خلال الضمّ لبعضهما البعض ، أو بأي طريقة مخالفة للآداب العامة ، وغير ذلك من الأمور التي حرمها الله تعالى ، وجميعنا يعرفها ، فهي كما يقال : معلومة من الدين بالضرورة ، ثالثا: ينبغي على العروسين أن ينويا بزواجهما الرباط ، بمعنى التزام ما أمر الله به ، والانتهاء عما نهى الله عنه ، فهذا هو أساس الرباط ، ومقوماته التي يقوم بها ، فإذا نويا هذه النيّة ، كان زواجهما مميزا ، لأنه تكوين لأسرة مرابطة ، رابعا : وحتى يكون الزواج رباطا ، وله فضله المميز في القدس ، يجب على العروسين الحرص ، والعزم ، على إنجاب الذرية ، وعدم التفكير في تحديدها ، كما يفعل بعض الأزواج ، لضعف إيمانه ، وخوفه من العوز والفقر ، مع التذكير أن مثل هذه الأفكار راجعة لعادات الجاهلية التي أبطلها الله وحرّمها ، حيث كان الناس قبل الإسلام وفي جاهليتهم ، يئدون أولادهم خشية الفقر ، كما يئدون بناتهم خشية السبيّ والعار ،ومع التذكير أيضا أننا نحتاج إلى الإنجاب للمحافظة على وجودنا ، مع العلم أن الله هو الرازق ، وكما رزقك الله أيها الزوج ، وأنت أيتها الزوجة ، فإن الله سيرزق كل من تنجبون من الأولاد ، فكل مولود وهو جنين في بطن أمّه يُكتب : أجله ، ورزقه ، وشقيٌّ ، أو سعيد ، خامسا : ولأن الزواج في القدس له فضيلة الرباط ، وله صورة التعبد لله سبحانه ، فينبغي على العروسين أن يحرصا ألا يلوّثا حفل قرانهما بالمحرمات ومن الكبائر خاصة ، كالتبرج ، والتعري ، والاختلاط ، والموسيقى ، والأغاني الماجنة ، فكل ذلك يغضب الله تعالى ، ويرفع البركة من زواج العروسين ، بل ويعجل لهما العقوبة في الدنيا ، بحيث يكون الزواج القائم على المحرمات ابتداء من عقد الزواج ، وانتهاء بإشهاره ، زواجا غير مبارك فيه ، وما المشاكل بين الزوجين ، والطلاق بينهما، وهما في بداية الزواج ، إلا صورة من صور نزع البركة من هذا الزواج الذي قام على ما حرم الله ، ولو كان بيت المقدس ، وأكناف بيت المقدس ، سادسا : وحتى يكون للزواج فضيلة في القدس ، يجب على الزوجين ، وبخاصة أهل العريس ، منع مظاهر ( العنترة) و( الفتوة) أمام الناس ، وعدم ترويعهم ، وتخويفهم ، والتضييق عليهم ، من خلال إطلاق الرصاص ، والمفرقعات ، وإغلاق الشوارع بالسيارات ، والماتورات ، فهذه مواطن لا يحسن فيها مثل هذه الأمور ، التي تمنع فضل الزواج في القدس .
والحمد لله رب العالمين

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More