تعديل

السبت، 25 نوفمبر 2017

خطبة الجمعة مكتوبة 24/11/2017م المصيبة في الدين


خطبة الجمعة
24/11/2017م
المصيبة في الدين

الحمد لله ربّ العالمين ، من ضحّى للدين أعزّه ، ومن ثأر للإسلام نصره ، ومن عمل للجنّة فاز وربّ الكعبة ، ومن جعل الدنيا همّه هلك وغوى " فالكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنّى على الله الأماني"...>> إذا متّ مضيّعا للصلاة والصيام والزكاة وسائر الفرائض من الذي يحاسب عنك يوم القيامة ؟؟؟؟> إذا متّ قاطعا لرحمك ، مؤذيا لجيرانك ، عاقا لأبويك من يعذّب عنك في النار ؟؟؟؟؟.؟>> يا من يموت بائعا لدينه ، وولاؤه لغير المسلمين ، وخائنا لوطنه وأمّته من غيرك  تشهق به جهنّم وتزفر ؟؟؟؟؟>>

والذي لا يسلم المسلمون من لسانه ويده ، والذي يزني أو تزني ،والذي يقتل مسلما بغير حق ،  والذي يتجرأ على المعاصي ولا يتوب منها،  من سواه تطبق عليه الحطمة ؟؟؟؟؟>> إذا متّ ودفنك الناس ، هل زوجتك ، وأبناؤك ، وأحبابك يدفنون معك ؟؟؟؟؟، فاستعدوا أيها العقلاء لعاقبة أمركم ، فأحسنوا صحبتكم لدين الله ، بلزوم الطاعات ، واجتناب المنكرات ...>>  كلّ الذنوب فإنّ الله يغفرها إن شيّع المرء إخلاص وإيمان >> وكلّ كسر فإنّ الله يجبره وما لكسر قناة الدين جبران>> > اللهمّ يا مقلب القلوب قلب قلوبنا على دينك وطاعتك ، نشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد بيده الخير يحيي ويميت ،وهو على كلّ شيء قدير ، قال وهو أصدق القائلين " إن الحكم إلاّ لله يقصّ الحقّ وهو خير الفاصلين " ... ونشهد أن سيدنا وحبيبنا وقائدنا وقرّة عيوننا محمدا عبد الله ورسوله وهب عمره للدين كلّه ، فدعا وجاهد وبلّغ عن ربه ، قال وهو الصادق المصدوق " لا تنسوا العظيمتين : الجنّة والنار " ثمّ بكى وقال " والذي نفس محمد بيده لو تعلمون ما أعلم من الآخرة لمشيتم إلى الصعدات ولحثيتم على رؤوسكم التراب "ولهذا الحديث شاهد عند الحاكم وغيره من حديث أبي ذر فيه " لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرا ولضحكتم قليلا ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله " ... يا رسول الله : >> أنت عندي كروحي بل أنت منها أحبّ >حسبي من الحبّ أنّي لما تحبّ أحبّ>> اللهمّ صلّ وسلّم وبارك عليه ، صلاة وسلاما دائمين متلازمين إلى يوم الدين ، واجعلنا رفقاءه على الحوض وفي الفردوس الأعلى ، وصلّ اللهمّ على آله وأصحابه وعلى الخلفاء الراشدين المهديين أبي بكر وعمر وعثمان وعليّ ، الذين نصروا الدين ، وحكموا بشرع الله القويم ، وحاربوا الردة وأعداء الإسلام ، وصلّ اللهمّ على تابعيهم بإحسان ، وعلى المرابطين في المسجد الأقصى إلى يوم الدين .>>أمّا بعد  عباد الله :> ,,,إذا أصابت المسلم مصيبة في ماله أو نفسه أو ولده ، صبر واحتسب ورضي بقضاء الله وقدره ، فينال بهذه المصائب رفع الدرجات أو تكفير السيئات، قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة "... وإذا أصابت المسلم مصيبة الموت ، ففارق أهله وماله ، فإنّه يعلم أنّ فراقه لهم مؤقت ، حيث يزول هذا الفراق وتنتهي هذه المصيبة بلقائه بهم في دار خير من داره ، ومال خير من ماله ، في جنات عرضها السماوات والأرض ، قال الله تعالى "والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كلّ امرىء بما كسب رهين "... فما يصيب المسلم من مصائب في الدنيا عاقبتها كلّها إلى خير ،إلاّ مصيبة واحدة وهي المصيبة في الدين ، فهي الطامّة الكبرى التي تدفن صاحبها في النار يوم القيامة ،قال النعمان بن بشير رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول :إنّ أهون أهل النار عذابا يوم القيامة لرجل يوضع في أخمص قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه ما يرى أنّ أحدا أشدّ منه عذابا ، وإنّه لأهونهم عذابا " ، وهل هناك مصير أسوأ من عذاب جهنّم ؟؟؟فالمصيبة في الدين أمّ المصائب وأعظمها ، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلّم وهو المعصوم يدعو الله أن يجيره من هذه المصيبة ويقول : ولا تجعل مصيبتنا في ديننا " فاللهمّ لا تجعل مصيبتنا في ديننا ، ولا تجعل الدنيا أكبر همّنا ولا مبلغ علمنا ...>>أيها المسلمون :> ,,,,الأعراض عن تحكيم شريعة الله والرضا بشرائع البشر أكبر مصائب الدين ، فالله أرسل الرسل ، وأنزل الكتب ليحتكم الناس إلى شرعه ، وليعملوا بأحكامه ومنهاجه ، فبالرجوع إلى الله بالعبادة والتشريع تجود السماء بغيثها ، وتخرج الأرض خيراتها ، وينتشر العدل ، ويعم الأمن ، وترغم الفتن ، ويدفن أدعياؤها ، ألم يقطع الصديق رضي الله عنه رأس الردة ؟ ألم يأمن الناس في زمن الفاروق عمر ؟ ألم يحفظ المسلمون كتاب ربهم في خلافة عثمان ؟ ألم يشرع عليّ سيفه لمحاربة الفتن والضلال ؟؟ فلماذا نصاب في ديننا في زماننا هذا ولا نحكّم شرع الله في قضايانا وأمور حياتنا ؟؟؟إنّ ما جرى ويجري للمسلمين من ظلم وإفساد في بلادهم ،واستخراب لها من أعدائهم ، وما يحدث من استضعاف لهم في كل البلاد  .... كلّ ذلك لأننا أصبنا في ديننا ، فبأي حق   تستباح دماء المسلمين  ومن غير نكير ؟ وكيف يسكت المسلمون على أصحاب الأخدود الذين انتشروا في كل مكان  ؟؟ وإلام يسمح العرب والمسلمون بتدخل الكفار في شؤؤنهم وكأنهم أهلها ؟؟ ؟؟من الذي يحرق مساجدنا ويغلقها ؟ من الذي يمنع شعائر الدين ؟ من الذي يحتلّ بلاد المسلمين ؟ من الذي يعتدي على أعراضنا وأطفالنا وشيوخنا ؟ اليسوا هم الذين يحكمون الدنيا بعقائد الشر وبمبادىء الضلال ؟فاتقوا الله يا مسلمون ، وارجعوا إلى دينكم ، وعضوا عليه بالنواجذ ، يقول الله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم "> يا عباد الله :>> ومن المصيبة في الدين أن ينشغل المسلم بالحياة الدنيا عن الآخرة وهو يعلم كما قال أبو الدرداء رضي الله عنه " أنّ من هوان الدنيا على الله ألاّ يعصى إلاّ فيها ، ولا ينال ما عنده إلاّ بتركها " فأين العقلاء الذين يعمرون الآخرة الباقية ؟ ويعلمون " أنّ ما عند الله خير وأبقى " إن المسلم العاقل هو الذي كما وصفه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما " الذي يعمل لدنياه كأنّه يعيش أبدا ، ويعمل لآخرته كأنّه يموت غدا " وهو الذي إذا أمسى لا ينتظر الصباح وإذا أصبح لا ينتظر المساء " فجددوا صلتكم بالله ، واعلموا أنّكم مغادرون هذه الدنيا كما غادرها من سبقكم ، وأن القبر هو أول منازل الآخرة ، ومن مات فقد قامت قيامته ،فتذكروا يوم ينفخ في الصور ، ويبعث من في القبور ، ويظهر المستور، يوم تبلى السرائر ، وتكشف الضمائر ، ويتميز البر من الفاجر ، فاجعلوا شعاركم كشعار الصحابة : اللهمّ لا عيش إلاّ عيش الآخرة ! اللهمّ ارزقنا رضاك والجنّة ، وأعذنا من غضبك والنار ..." كلّ نفس ذائقة الموت وإنّما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنّة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلاّ متاع الغرور "> يا مسلمون ،>> والجرأة على فعل المعاصي ، والاستهانة بفعل المنكرات من البليّة والمصيبة في الدين ،وإنّ هذا البلاء عظم شرّه ، فلم يعد الناس يستترون من فعل المنكرات ، ولا يخطر على بال بعضهم أن يتوب منها ، ونرى المعاصي ترتكب جهارا ، ليلا ونهارا ، عن دراية وعلم ، يتفاخرون بها كما يتفاخر الصالحون بالطاعات ، أيتها الكاسيات العاريات ، أيها المرابون ، أيها الظالمون ، أيها المعادون للمسلمين ، أيها الآكلون المال الحرام ، من منكم يطيق زفرة من زفرات جهنّم؟من منكم يطيق ساعة من ساعاتها ؟من منكم يطيق لقمة من زقّومها ؟ من منكم يطيق شربة من حميمها ؟؟ ألم تهلك المعاصي عادا بالريح العقيم ؟ ألم تأخذ ثمود بالصيحة ؟ ألم تقلب قرى قوم لوط؟ ، أما آن للمسلمين اليوم  أن يخلعوا لباس الذل  عنهم  فعدوهم يتسلّط الله عليهم بالقتل والتشريد واحتلال بلادهم تارة ، وبالتدخل السافر في شؤونهم وقضاياهم المصيرية ؟ واستدراجهم إلى الذل والصغار  كما نرى ونشاهد ونعيش ؟ أذكركم يا عباد الله أّنّ الله تعالى عذب العرب بعذابين شديدين وهما عذاب الجوع وعذاب الخوف ، حين كذّبوا محمدا صلى الله عليه وسلم فقال عزّ وجلّ :" وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون "، ودعا الله العرب إلى عبادته وإلى الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم ممتنا عليهم بنعمتي الأمن والشبع ، فقال سبحانه " فليعبدوا ربّ هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف "فيا ايها العرب لا ترتدوا على اعقابكم ولا تضعوا القدس والأقصى على رفوف نسيانكم فبهما تسودون وتعزون والاسلام هو الذي جعلكم خير أمة تقودون الناس ولا يقودنكم وأنتم يا عباد الله ارفعوا هوان المعصية عنكم بعزّ الطاعة ، وبنصرة المظلومين ، ومعاداة الظالمين ، وبالثبات على الحق والدين ، أكرهوا المعاصي والمنكرات وحاربوها ولا ترتضوها ، ولا تجاملوا أحدا فيها ،فإن إرضاء العباد لا يكون على حساب رضى الله ، وتخلصوا من مصيبتكم في دينكم بإحسان الرجوع والعودة إلى ربكم ، روى أبو هريرة رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلّم قال : " افعلوا الخير دهركم ، وتعرضوا لنفحات رحمة الله ، فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده ، وسلوا الله أن يستر عوراتكم ، وأن يؤمّن روعاتكم " > اللهمّ استر عوراتنا ، وآمن روعاتنا ، اللهمّ أقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك ، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا ، اللهمّ متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا ، واجعله الوارث منّا ، واجعل ثأرنا على من عادانا ، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ، ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ، ولا تسلط علينا من لا يخافك ولا يرحمنا...>  عباد الله : جاء في الحديث الشريف قوله صلى الله عليه وسلّم " إنّ الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل ساه له ، فادعوا الله وأنتم موقنون بالعبادة ...
 
الخطبة الثانية>>
الحمد لله يستحقّ الحمد والثناء ، به آمنا وعليه توكلنا ، هو نصيرنا وهو رجاؤنا وهو وليّ المؤمنين ، ونشهد أن لا إله إلاّ الله وحده نصر عبده ، وأعزّ جنده ، وهزم الأحزاب وحده ، ونشهد أنّ سيدنا محمدا عبد الله ورسوله ، وصفوته من خلقه ، بلّغ الرسالة ، وأدى الأمانة ، ونصح أمّته ، وما فتىء يعمل للإسلام حتى أتاه اليقين ، اللهمّ صلّ وسلّم وبارك عليه ، وعلى آله وأصحابه وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين ...>>أمّا بعد ، يا عباد الله :>> من المسلّمات في ديننا أنّ أمّة المسلمين منصورة ، وأنّ أعداءها من الأمم الكافرة وإن كثرت رجالا وعتادا فهي بإذن الله مقهورة ، فمهلا أيها الكافرون مهلا ! ومهلا أيها المتخاذلون مهلا ! فنحن على هذه الأرض ، بشرى النبي صلى الله عليه وسلّم " لا تزال طائفة من أمّتي يقاتلون على الحقّ ظاهرين إلى يوم القيامة " ...>>


ولله درّ الشاعر إذ يقول :>>...لئن عرف التاريخ أوسا وخزرجا.... فلله أوس قادمون وخزرج >> وإنّ كنوز الغيب تخفي طلانعا..... لها في بلاد الشام يوما مخرج >>أيها المسلمون :>> إنّ أعداءنا مهما قدمنا لهم من تنازلات لا يرضيهم إلاّ أن نكفر بالإسلام كما قال ربنا عزّ وجلّ :" ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم " فخابوا وخسروا ،وقد كان شعار الكفار زمن النبي صلى الله عليه وسلم " لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون" وكان يقولون صبأ محمد واتباعه ، واليوم يسيرون على هذه النهج  ويرددون نفس الشعار بوصفهم المسلمين بالإرهاب ، وما باض الإرهاب وفرّخ إلا في حضونهم ، وعلى كل حال  فنحن إن أصبنا في ديننا مرّة ، نفيء إليه سراعا ، فديننا هو لحمنا ودمنا وعظمنا وعصبنا وحياتنا وآخرتنا ، فتعالوا نجدد العهد مع الله ، ونتوب إليه ، ونعطي ولاءنا لمن وآلى الله ، ونعادي من عاداه ،


فهذه هي الطريق إلى العلّو في الأرض بشرع الله ، وهذه هي السبيل إلى العزّة والتمكين ، خرج أهل العراق على الحجاج ليقاتلوه ، فقال لهم الحسن البصري :" يا أهل العراق إنّ الحجّاج عذاب سلّطه الله عليكم بذنوبكم ، فتوبوا إليه يرفع عذابه عنكم ، فإنّ الله يقول " ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون "" ، فأعدوا أنفسكم يا مسلمون لسنوات قادمات عجاف كسنيّ يوسف وأشد ،فعلامات الساعة  الصغرى التي ظهرت بالفساد والإفساد في الرض نذير للناس بين يدي عذاب شديد ،فالأوبة الأوبة إلى ربكم ، والرجعة الرجعة إلى الله ، فتوبوا إليه توبة نصوحا واعلموا  إنّ من توبتنا إلى الله أن لا نرفع السلاح في وجوه بعضنا بعضا ، فأنت  يا من ترفع سلاحك لتقتل جارك أو قريبك لا أجد لك في قاموس الرجولة والوطنية اسما فاعتبر ، يا عباد الله   ومن توبتنا إلى ربنا  أن نقوم بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،وذلك حتى نعطى وننصر ،صعد النبي صلى الله عليه وسلّم المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال :يا أيها الناس إنّ الله يقول مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن تدعوا فلا يستجاب لكم ، وتسألوني فلا أعطيكم ، وتستنصروني فلا أنصركم ">> اللهم ربنا بفضلك ورحمتك أعل كلمة الدين ، وانصر الإسلام والمسلمين ، ودمّر الشرك والكافرين ، وأعزّ عبادك المؤمنين ،

 

اللهمّ بفضلك ورحمتك انصرنا حاكما صالحا يحكمنا يشريعتك ،اللهمّ إنا نستودعك رباطنا في المسجد الأقصى ، ونستودعك ثباتنا في بيت المقدس ، فاحفظنا اللهمّ بحفظك ، وارعنا برعايتك ، وأكلأنا بعنايتك ،اللهم ّ أعطنا ولا تحرمنا ، وأكرمنا ولا تهنّا ، وآثرنا ولا تؤثر علينا ، اللهمّ لاتهتك عنّا سترك ، ولا تنسنا ذكرك ، يا ربنا ومولانا يا ألله احفظ المسجد الأفصى من كيد الكائدين ، ومن عدوان المعتدين ، وارزقنا الغدوّ والرواح إليه في كل وقت وحين ،يا ربنا يا الله أطلق سراح الأسرى والمعتقلين ، واقض الدين عن المديونين ، واغفر اللهمّ لنا ولوالدينا ولمن لهم حق علينا ، واغفر لجميع المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات ، اللهمّ أحينا مسلمين وأمتنا مسلمين وابعثنا من قبورنا مسلمين رحمتك يا أرحم الراحمين ...>>وأنت يا مقيم الصلاة أقم الصلاة " إنّ الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون :>>

 



 

من فقه القرآن : سورة الإسراء 6


من فقه القرآن
تفسير سورة الإسراء  :  (6)

 الشيخ الدكتور محمد سليم محمد علي
إمام وخطيب المسجد الأقصى المبارك

الأمين العام لهيئة العلماء والدعاة ببيت المقدس

 


     قال الله تعالى :" وقضينا......إلى قوله :و وليتبروا ما علوا تتبيرا "


 فقه الآيات وفوائدها في المسائل الآتية:


 المسألة الأولى:  الآيات الكريمات الثلاثة فيها ثلاثة وعود من الله عزّ وجل ، وعشرة أخبار ، وتحذير ، أما الأخبار فهي: الخبر الأول: قضاء الله لبني إسرائيل في الكتاب ، والكتاب هو التوراة ، والقضاء هنا معناه : الإخبار والإعلام والحكم وإتمامه ، وأصل القضاء هو : إحكام الشيء والفراغ منه، وهذا يدل على أن هذا الإخبار موجود في التوراة التي أوحى الله بها إلى سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام ،وأن هذا الوحي صار مبتوتا ومقضيا بأن الإفساد في الأرض لا بد وأن يحصل ،الخبر الثاني: هو الإفساد في الأرض ، والمقصود ب(الأرض) هو بيت المقدس وأكنافها لدلالة السياق عليه ، وهذا منهج القرآن في عديد السور مثل "ما جئنا لنفسد في الأرض" وهذا قول إخوة يوسف فالأرض هنا هي أرض مصر ،ثم جاء سياق الآيات بعد ذلك يبين أن هذا الإفساد سيمتد ليشمل الأرض كلها وذلك حين يمدد الله بني إسرائيل بالأموال والبنين ، وهذا لا يكون إلا بالإمداد الخارجي الذي يكون له ما بعده...، والخبر الثالث: الإفساد إفسادان وليس إفسادا واحدا ، والخبر الرابع : أن بني إسرائيل سيعلون في الأرض علوا كبيرا ، الخبر الخامس: هزيمة بني إسرائيل في أول مواجهة مع أعدائهم بعد إفسادهم الأول، الخبر السادس: إعادة الغلبة لبني إسرائيل على أعدائهم وتمكنهم منهم ، الخبر السابع : التفوق العسكري لبني إسرائيل على أعدائهم ، لكثرة ما يمتلكون من عتاد وأموال  وجيش، الخبر الثامن: إساءة وجوههم بعد الإفساد الثاني من قبل أعدائهم ، الخبر التاسع دخول أعداء بني إسرائيل المسجد وهو المسجد الأقصى ، الخبر العاشر : الدمار الهائل الذي سيحصل بسبب المواجهة العسكرية الطاحنة بين بني إسرائيل وبين أعدائهم .


المسألة الثانية : أما الوعود الثلاثة فهي :الوعد الأول: بعث الله تعالى على بني إسرائيل عبادا له أولي بأس شديد يقاتلوهم ويدخلون ديارهم ويشردوهم بسبب إفسادهم الأول، الوعد الثاني : التأكيد على أن الوعد الأول سيكون ولن يتخلف أبدا، الوعد الثالث، وقد سماه الله وعد الآخرة وهو دخول أعداء بني إسرائيل المسجد الأقصى كما دخلوه أول مرة.


المسألة الثالثة: أما التحذير الذي في الآيات الكريمة لبني إسرائيل فهم تحذيرهم من مخالفة تعاليم التوراة التي أنزلت على موسى عليه الصلاة والسلام ، وترك الإساءة والإفساد في الأرض ، ولكن سياق الآيات يدل على أنهم لن يحسنوا كما أمرهم الله ويدل عليه أن أعداءهم سيسلطون عليهم تسليطا آخرا ليس بعده تسليط بهزيمتهم وإخراجهم من الأرض المقدسة.


 المسألة الرابعة : في آيات سورة الإسراء بشارات للمسلمين بفتح بيت المقدس ودخول المسجد الأقصى ثلاث مرات ، المرة الأولى: إسراء النبي صلى الله عليه وسلم إليه والتأكيد على أنه مسجد للمسلمين وحدهم ، المرة الثانية : فتح المسلمين  له في عهد الصحابة الكرام بعد الإفساد الأول في الجزيرة العربية بدلالة إضافة العباد إلى الله (عبادا لنا) وهذه إضافة تشريف لا تكون لغير المسلمين ، المرة الثالثة : وهي لم تتحقق حتى الآن وستتحقق في المستقبل وهي دخول عباد الله المؤمنين المسجد الأقصى غالبين .


المسألة الخامسة : تؤكد الآيات على أن أرض بيت المقدس وأكنافها هي أرض صراع ومرابطة ومراغمة إلى يوم القيامة ، ولهذا فإن ادعاءات تحقيق السلام الدائم عليها غير صحيح ومخالف لما نصت عليه آيات سورة الإسراء.


 المسألة السادسة : أن الجولة الأخيرة بعد الإفساد الثاني ستكون مدمرة ومهلكة للبشر وللبنيان ، ونسأل الله العافية .


والحمد لله رب العالمين


 

من فقه القرآن : تفسير سورة الإسراء 5



تفسير سورة الإسراء  :  (5)

 الشيخ الدكتور محمد سليم محمد علي

إمام وخطيب المسجد الأقصى المبارك

الأمين العام لهيئة العلماء والدعاة ببيت المقدس

WWW.ALGANTAN.COM

 

    قال الله تعالى :" إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين    يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا "

    فقه الآية الكريمة وفوائدها في المسائل الآتية:

 المسألة الأولى: وجدت من  خلال دراستي المعمّقة في التفسير أن في كل سورة آية تقوم عليها ،فهي محور السورة التي تدور وتنبني عليها آياتها الكريمة ، وهذه الآية هي محور سورة الإسراء ،وذلك للأسباب الآتية: أولا: أن هذه الآية مستأنفة استئنافا ابتدائيا لبيان أهم أغراض سورة الإسراء وهي تأييد الرسول صلى الله عليه وسلم بالمعجزات الدالة على صدق نبوته وأعظم هذه المعجزات القرآن الكريم فناسب أن تكون هذه الآية محورا للسورة الكريمة تقوم عليه ، ثانيا أن السورة ابتدأت ببيان أن التوراة  أنزلت كتاب هداية لبني إسرائيل  ولكن لما  لم ينتفعوا به أصابهم ما أصابهم من الإفسادين في الأرض  وعاقبة هذين الإفسادين بتسليط الله تعالى عليهم عباده المؤمنين ، فجاءت هذه الآية لتطمئن المسلمين أنهم لن يصيبهم ما أصاب بني إسرائيل من العذاب الدنيوي لأن هذا القرآن من صفته أن يعصمهم مما وقع فيه بنو إسرائيل فهو يهدي للتي هي أقوم أي :أقوم من هدى التوراة ، وبهذا فإن أمة القرآن معصومة في كتابها،  ومعصومة في نهجها ، ومحفوظة بحفظها لكتاب ربها عزّ وجلّ ،ثالثا:جاءت عدة آيات في السورة تؤكد على محورية هذه الآية الكريمة فيها ، وان السورة كلها تقوم عليها ،فقال تعالى في الآية الحادية والأربعين :" ولقد صرفنا في هذا القرآن ليذكروا وما يزيدهم إلا نفورا"، والتصريف كناية عن التبيين للناس بكل أنواع التبين لكي يتذكروا ويتعظوا وينتفعوا به ومع هذا التبيين كله إلا أن حالهم يدعو إلى العجب فهم يهربون من القرآن وهدايته كهروب الدابة والحيوانات الوحشية مما يؤذيها فهم كالدواب والنعام لفرط جهلهم ، وفي هذا تعريض بأهل الكتاب من بني إسرائيل الذين ذكرتهم السورة في بداياتها وأشارت إليهم في أواخرها ، وتعريض بالمشركين الذين كذبوا بالقرآن وبالنبوة وبالإسراء بالرسول صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس ، وآيات السورة الكريمة تدور حول علاقة الكفار وأهل الكتاب بالقرآن  جحودا وإنكارا فناسب أن  يكون قوله تعالى :"إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم؟؟؟ألخ الآية ، ثم أخبرت السورة عن عدم انتفاع هؤلاء جميعا بالقرآن للسبب الذي ذكرناه فقالت :" وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا وجعلنا على قلوبهم أكنّة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولّوا على أدبارهم نفورا"،فلما نوّهت السورة بأن القرآن يهدي للتي هي أقوم  من أصول العقيدة وجوامع الأعمال الصالحة وتخلل ذلك مواعظ وعبر أكدت هنا  على أن أهل الكتاب والمشركين لا يفقهون أن كل ما في الكون ينزه الله تعالى عن كل نقص ، وعادت لتنبيههم على وجوب  الانتهاء عن الكفر و المعاصي عنادا واستكبارا ، وطمأنت النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم على عدم وصول ضرهم ومكرهم إليه ، أضف إلى ذلك أن السورة نوّهت بأن القرآن الكريم هو  مصدر الشفاء والرحمة لم آمن به فقالت في الآية الثانية والثمانين :" وننزل من القرآن ما ه شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا"،فالسورة من بدايتها إلى آخرها  تتحدث عن الصراع بين الحق وهو القرآن وأتباعه وبين الباطل وهو الكفر بالقرآن  فجاء قول الله تعالى " وننزل من القرآن ما هو شفاء.." بعد قوله تعالى:" وقل جاء الحق وزهق الباطل" للتاكيد أن نهاية المعركة مع بني إسرائيل ومع المشركين  هو هزيمة الباطل وانتصار الحق وأهله أهل القرآن ، بدلالة أن القرآن الكريم هو شفاء من كل عقيدة باطلة   ومن كل عمل فاسد  ومن كل خلق ذميم وذلك  بأوامره ونواهيه وقصصه وأمثاله ووعده ووعيده الذي تخللته هذا السورة وجاء في كل سور القرآن الكريم ، ولما كان القرآن بهذه الصفات والهيمنة والعلو تحدت السورة الكريمة الإنس والجنّ أن يأتوا بمثله ، وفي هذا دلالة على أن من يكفر بالقرآن لا مصير له إلا الخسران  ففي الآية الثامنة والثمانين قال الله تعالى :" قل لئن اجتمعت الإنس والجنّ على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا"... وهكذا نرى أن قوله تعالى " إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم.." هو محور السورة التي تقوم عليها آياتها .

  المسألة الثانية : القرآن الكريم معظمه وعد ووعيد ، فالوعد فيه الترغيب والوعيد فيه الترهيب ، ومن أسلوب القرآن في تربيته للنفوس البشرية تقديم الترغيب على الترهيب ، لأن النفوس تميل إلى الترغيب والاستجابة من خلاله إلى المأمور به أو الانتهاء عن المنهي عنه أكثر من الترهيب ، لآن في الترغيب ميل واستثارة و تحبيب للشيء أما الترهيب ففيه تيأييس وتقنيط ، والآية  جاءت بالترغيب أولا قبل الترهيب فبينت أن القرآن مصدر هداية لكل خير ، وبشرت أن من يتبعه له الأجر الكبير وهو الجنة وما فيها من نعيم مقيم ،ثم أكدت على أنه مصدر هداية بنون التوكيد ، وباسم الإشارة (هذا) للدلالة على قربه ممن آمن به وسهولة الانتفاع به من غير عناء فهو ليس طلاسم ورموز لا تعرف معانيها بل هو آيات واضحات محكمات بينات لمن أراد الهداية به والبشارة من خلاله .

 المسألة الثالثة:  قوله تعالى (القرآن) في الآية   ولم يقل الكتاب أو أي صفة أخرى له كالفرقان أو غيرها للدلالة على أن القرآن الكريم محفوظ من التبديل والتغيير على مدى العصور والأزمان لأن القرآن مأخوذ من القرء وهو الجمع ، والقرآن مجموع ومحفوظ في الصدور عدا عن حفظه في السطور ، وهذا فيه دلالة أن القرآن وحده من دون الكتب السماوية مصدر الهداية ، ولا هداية في غيره من الكتب السماوية السابقة ،لأنها غير محفوظة من التبديل والتغيير ، فلا يسع الكفار والمشركين وأهل الكتاب إلا اتباعه إن أرادوا الهداية والبشارة بالجنة والنجاة ومن النار ولهذا جاءت الآية بعدها تحدد مصير من يكفر بالقرآن الكريم فقالت :" وأن الذين لا يؤمنون بالآخرة أعتدنا لهم عذابا أليما"؟

والحمد لله رب العالمين

 


 

 

 

السبت، 4 نوفمبر 2017

خطبة الجمعة 3/11/2017 للشيخ الدكتور محمد سليم محمد علي من المسجد الاقصى المبارك

خطبة الجمعة 3/11/2017 للشيخ الدكتور محمد سليم محمد علي من المسجد الاقصى المبارك





خطبة الجمعة مكتوبة 3/11/2017م وعد بلفور ووعد الله تعالى


خطبة الجمعة
وعد بلفور ووعد الله تعالى
3/11/2017م
    الحمد لله أمرنا فقال :" وجاهدوا في الله حق جهاده "  ... يعني: امثلوا جميع ما أمر الله به ... وانتهوا عن كل ما نهى الله عنه ...وجاهدوا أنفسكم في طاعة الله وردوها عن الهوى ... وجاهدوا الشيطان في رد وسوسته ...  والظلمة في ردّ ظلمهم ... والكافرين في ردّ كفرهم ...  ونشهد أن الله وحده لا شريك له  ... جعل بالإسلام حياة العرب ... وجعلهم أمواتا بدونه ... فقال سبحانه :"كماا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ" ...  ونشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله ...  بعثه الله من العرب ...وجعله نبيا لكل الأمم ... سأله رجل عند الجمرة الأولى : أي الجهاد أفضل ؟فلم يجبه ...  ثم سأله عند الجمرة الثانية : أي الجهاد أفضل؟ فلم يجبه ...

 ثم سأله عند جمرة العقبة : أي الجهاد  أفضل؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " كلمة حق عند سلطان جائر " ...  وقال النبي صلى الله عليه وسلم أيضا:... " المجاهد من جاهد نفسه لله عزّ وجلّ " ...  اللهم صل وسلم وبارك عليه ... وعلى آله الطاهرين...  وعلى أصحابه الميامين ...  وعلى التابعين وتابعيهم بإحسان ...  وعلى المسلمين المرابطين العاملين لنصرة الدين إلى يوم القيامة.......  أما بعد ... قضت المحكمة الإسلامية العادلة في خلافة عمر بن عبد العزيز...  أن يخرج جيش المسلمين  كله من سمرقند...  بعد أن فتحها قتيبة بن مسلم ...  وذلك لأن قتيبة  لم يخيّر أهلها بين الإسلام أو الجزية أو القتال ... لأنهم  عبّاد أوثان ...ولأنهم  لم  يسمعوا بالإسلام ...  ولأن قتيبة وعد أهل سمرقند أن يخرج منها ... وأن لا يلبث فيها إلا قليلا ... فجاء أهل سمرقند شاكين ظلامتهم لأمير المؤمنين ... عمر بن عبد العزيز...  وقالوا له :  ... "إن قتيبة غدر بنا وظلمنا ... أخذ بلادنا  دون أن يعطينا الفرصة لقتاله ... وقد وعدنا أن يخرج منها ولم يفعل...   وكان  لأهل سمرقند ما أرادوا...   فلم تغب شمس ذلك اليوم ... إلا وجيش المسلمين قد خرج منها...
   ... ولكن  فلسطين...  ومنذ مئة عام...  تغيب شمسها كل يوم ...على وعد باطل مشؤم...  بإقامة وطن لليهود فيها ......  وعد من رجل يدعى  بلفور...   وزير بريطاني حاقد ...  ..وعد ممن لا يملك ... لمن لا يملك ... على حساب من يملك ... وصدق ربنا العظيم ...   حيث يقول لنا في هؤلاء... " لا يرقبون في مؤمن إلاّ ولا ذمة ...   وأولئك هو المعتدون" ...   فالكافرون ناقضون لعهودهم ... ومجاوزون الحلال إلى الحرام ...  ويعتدون على المسلمين ...فاللهم إنا نستنصر بك عليهم .. اللهم ومن عادانا فعاده ... ومن كادنا فكده... ومن بغى علينا فأهلكه...
يا مؤمنون ... يا مرابطون:  ...  ولم يتوقف عداء بريطانيا...  للشعب الفلسطيني خاصة ...   وللعرب والمسلمين عامة ... حيث اقتسمت مع فرنسا وروسيا القيصرية...  بلاد الشام والعراق وتركيا بينها ...  وجعلوا من فلسطين منطقة دولية ....   تمهيدا لإخراج أهلها منها وتشريدهم .  ..وكان لهم ما أرادوا ... في معاهدة ظالمة باطلة أخرى ....   تدعى " سايكس بيكو" ...

ولكن مهما كادوا ودبروا ...  فتدبيرهم ضلال ...   وكيدهم إلى زوال .... وقد توعدهم الله فقال:  ...  "ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا ... إنهم لا يعجزون  "  .... يا عباد الله...  يا مسلمون:  ...   وجرائم بريطانيا ...ضد  شعبنا الفلسطيني... قديمة منذ الحروب الصليبية  ..فالتاريخ  سجل صفحات سوداء لجيشها وقتئذ ...  فقد قاموا بقتل أكثر من ستين ألف مسلم...  في القدس وفي المسجد الأقصى ...ولو كان هذا المسجد ينطق...  لجأر إلى الله بظلمهم ...وفي بريطانيا اليوم... من يحتفل بمرور مئة عام ... على وعد بلفور الظالم الباغي .  ..وهنا نقول إذا كانت بريطانيا .... عبر تاريخها الطويل...  شجاعة في الظلم والبغي والباطل .... فإن عليها أن تكون شجاعة....  في العدل والإنصاف...   وأن تعترف بخطئها ... وظلمها وجورها .... لشعبنا الفلسطيني ...   وأن تعمل على تصحيح هذا الظلم والخطأ والبغي ... وأن تتحمل المسئولية الكاملة .... عن كل ما جرى لشعبنا عبر تاريخه ......وأن تلتزم العدل الذي أقرته محكمة عمر بن عبد العزيز....  في سمرقند ...      مع جيش المسلمين فيها ...
 يا مسلمون ...  يا مرابطون:   .... عندما وصل وفد سمرقند إلى دمشق  .... فاجأته عدة مفاجآت ...  المفاجأة الأولى : أنه وجد المسجد الأموي عامرا بالمسلمين ....  بين  ساجد وقائم وراكع .... وبين تال للقرآن وجالس في مجلس علم .. .   فعلموا أن قوة المسلمين وعدلهم وعزهم .... إنما هو لأنهم اتخذوا المسجد بيتا وبرلمانا ....  ولهذا فإن أعداء المسلمين ومنذ زمان طويل...  لا يألون جهدا في الاعتداء على المساجد والمقدسات الإسلامية ... بهدمها أو إغلاقها أو منع المسلمين من عمارتها ... أو تحويلها إلى مقاه واستراحات... فتنهبوا يا عباد الله.... واتخذوا من المسجد الأقصى ومن مساجدكم ....  بيوتا ومراكز لبناء الجيل وتربيته ...  على حب الله ...  وحب رسوله صلى الله عليه وسلم ... وحب القرآن ... وفي بعض الآثار ...  :"أدبوا أولادكم على ثلاث خصال ....حب نبيكم.... وحب أهل بيته وقراءة القرآن ....فإن حملة القرآن في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله" .....

واعلموا  أيها المرابطون الصابرون....أن المسجد الأقصى ...هو آخر حصونكم  ...  في هذه الأرض المقدسة .... فلا تخرجوا من هذا الحصن فتهلكوا ... ولا تفرطوا فيه فتندموا   ...   وإن القدس هي ميزان الحرارة لأمة المسلمين.. ورحم الله    من  منكم .....   يسمع كلامي ويعمل به.....   ....فاللهم ربنا .....    اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.....  يا مسلمون :....  وأما المفاجأة الثانية لوفد سمرقند....   فهي أنهم عندما وصلوا إلى أمير المؤمنين ....  عمر بن عبد العزيز  ...وجدوه يحمل طينا....  ويشتغل في جدار بيته ....  فلما وقفوا بين يديه .... جاءته امرأة مسلمة....  وطالبته أن يزيد في عطائها من بيت المال....  وكان معها ابنا لها .... فضرب ابن الخليفة عمر ....وشجّ رأسه  وأدماه..... فقام عمر بلف رأس ابنه وتطببيه....  وأمر بزيادة عطائها وانصرفت ...    وكم من طفل  مسلم .... تنزف دماؤه اليوم .... ويحرق ويقتل.....وحكام المسلمين منشغلون عنهم ! .... وكم من امرأة مسلمة تسجن وتقتل ويعتدى عليها ...  ولا صارخ لها من حكام المسلمين ...    وكم من مسلم ومسلمة جوعى  وفقراء .....   ولا نادب لهم من  الحكام......أين المعتصم من مسلمات ومسلمي بورما ؟ ....
 أين عمر بن عبد العزيز .... من مصائب المسلمين في بلاد الشام؟....   أين هارون الرشيد .... من المذابح للمسلمين في العراق ؟؟....  أين فاروق المسلمين عمر .....  من ظلم الحكام وجورهم ؟.....أين درتك  يا فاروق ؟ كم من ظهر وكتف يحتاج إليها !.... وأين صولتك .... تضع بها حدا للمتخاذلين؟....   وأين قولتك ... "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا"...  قم  أيها الفاروق فليس في المسلمين خالد ولا القعقاع...  قم يا عمر .. قم يا حبيب المستضعفين...  فأمة المسلمين مستعبدة كلها ...لأعدائها ...ولشهواتها ... ولوهنها  ...  وتعس عبد الدينار ...  وتعس عبد الدرهم....  وتعس عبد الفرج والشهوة....  وتعس عبد المنصب والجاه.... وتعس عبد قوى الظلم والطغيان ...  وتعس الجواسيس والعملاء ...    وتعس عبد الشيطان ...وتعس من عمّر دنياه وخرّب آخرته ... هذا ربنا عزّ وجلّ ينكر علينا و يحذرنا بقوله:.... " أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة ....فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل".....
 
 يا عباد الله ...   يا أحباب محمد صلى الله عليه وسلم.. وأما المفاجأة الثالثة .....فهي ما دار في المحكمة.... بين قاضي المسلمين جميع بن حاضر.... وقتيبة ....     قائد الجيش الفاتح سمرقند...    قال القاضي جميع لقتيبة :    لم دخلت سمرقند...   ولم تمهل أهلها ...  ولم تدعهم إلى الإسلام ...  ولم وعدتهم فأخلفتهم ؟ قال قتيبة : ...  إن أرضهم خصبة وواسعة....  فخشيت إن أمهلتهم...  أن يتحصنوا فيها علينا...   فقال القاضي:...  نحن نخرج مجاهدين داعين ....  ولا نخرج  لنفتح الأرض بطرا وأشرا ...  وظلما وعدوانا ... يا عباد الله ...  وإذا كانت أرض فلسطين ....  خصبة وواسعة .... وأرضا للسمن وللعسل...   فعسلها وسمنها ....  وخصبها وشمسها...  وهواؤها ودفؤها وبردها...  للشعب الفلسطيني... ولا حق لغيرهم فيه...فهي أرضهم ووطنهم ...وهي  حقهم في الدين والتاريخ .....
 
 يا مسلمون:...  إن مئة عام ...   مرت على وعد  بلفور الظالم المشؤم .....  ومرت على اتفاقية سايكس بيكوا  ...وإن العرب والمسلمين ومنذ سنوات .. في العراق وفي الشام....   وفي كوسوفو ...  وفي بورما....وفي أماكن عديدة من العالم.....  يكابدون ظلم الدول الكافرة ......بالعنصرية بكافة أشكالها ...    وبالكيل بمكيالين.. ...  وبهدم البيوت .....  وتهجير الناس .....  وحرق الزرع وتقطيعه.. ...    والتضييق على الناس بأسباب الرزق ...  وبالقتل والتمثيل بالرجال والنساء والأطفال...   القسوة عندهم رحمة ...    والباطل عندهم حق...   والمدنية في عقيدتهم استعباد...   والغدر شجاعة......   أما نحن المسلمين ...  فوصايانا لجيوشنا كانت :....   لا تقتلوا طفلا ولا امرأة ...  ولا تحرقوا بيتا ولا تقطعوا شجرة....   ومن كان عابدا في صومعته فذروه ولا تقتلوه...

 وعلى مدى تاريخنا الإسلامي الطويل  ... ..   كم أحسنّا  إلى الأمم الكافرة ...  فقابلت الإحسان بالإساءة......  وكم رحمنا الشعوب ...ثم ظلمتنا وأنكرتنا .... كم وفيّنا عهودنا مع الكافرين ثم  خانوها......  إنها ملل الكفر....  لا ترعى الوفاء والصدق..... ولا تعرف العدل والرحمة...   إنه الحقد على الإسلام وأهله.... إنه البغض للعرب  ....              وصدق الله العظيم حيث يقول:    .....  " إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً ....  وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ....   وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ"....  وجاءَ في الحديثِ الشريف ... عن النبي-صلى الله عليه وسلم- أنه قال: " ما منِ امرئٍ يخذلُ امرأً مسلماً في موضعٍ تنتهكُ فيه حرمتُه... وينتقصُ فيه من عرضِه ... إلا خذلهُ الله في موطنٍ يحبُّ فيه نصرتُه.... وما من امرئٍ ينصرُ مسلماً في موضعٍ ينتقصُ فيه من عرضِه....  وينتهكُ فيه من حرمتِه إلا نصرَه الله في موطنٍ يحبُّ نصرته"  ....ربنا أعنّ ولا تعن علينا... وانصرناولا تنصر علينا.... وامكر لنا ولا تمكر علينا... واهدنا ويسر الهدى إلينا... وانصرنا على من بغى علينا...عباد الله : ....استغفروا الله فإنه غفور رحيم ......                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                   وادعوه وأنتم موقنون بالإجابة....
.
َ،.
الخطبة الثانية
 الحمد لله القائل ....:" ونريد أن نمنّ على الذين استضعفوا في الأرض.... ونجعلهم أئمة ....ونجعلهم الوارثين".... .    ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ....له  الملك وله الحمد... وهو على كل شيء قدير .... ونشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله بشرنا بالنصر والتمكين....... فقال:...   "بشر هذه الأمّة بالسناء والرفعة والنصر..... والتمكين في الأرض ....فمن عمل عمل الآخرة للدنيا  .... لم يكن له في الآخرة نصيب".... اللهم صل وسلم وبارك عليه... وعلى آله وأصحابه... وعلى التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين....أما بعد....أيها المسلمون....شتان بين وعد الله  وبين وعود البشر... وعد الله صادق وحق ... ووعد بلفور كذب وباطل ...وهو إلى زوال ... فإن عمر الدول كعمر الأفراد ....   .فالأفراد يهرمون ويموتون... ...والدول تهرم وتموت .......   .وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :"...... أرأيتكم ليلتكم هذه ...على رأس مائة سنة منها...... لا يبقى  ممن هو على الأرض أحد"  ... ..ومئة عام  مضت ..... على وعد  بلفور..... تعني أن زوال ما أدى إليه متحقق لا محالة ....... .فهو باطل .. والله تعالى يقول:" ويمح الله الباطل ويحق الحق"...

 
.ويقول سبحانه:"..... إن الله لا يصلح عمل المفسدين" ...... . ووعد بلفور إفساد في الأرض... .... والله لا يديمه ...بل يسلط عليه الدمار والزوال....... .................... .يا عباد الله .................... يا مؤمنون....           وقد وعد  الله المسلمين عامة بالنصر والتمكين .........فقال :" وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض..كما استخلف الذين من قبلهم .....    وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم......   .وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا"...........وأما أهل فلسطين خاصة ........فوعودهم بالنصر والثبات على هذه الأرض........ من الله ورسوله صلى الله عليه وسلم عديدة .............. .فالمسجد الأقصى بالنص القرآني والنص النبوي الصريح .......   هو مسجد مبارك فيه وحوله للمسلمين.........  قال الله عز وجل :" سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى.......  الذي باركنا حوله ".........      وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم .......   أن القدس هي حاضرة الخلافة الإسلامية قبيل قيام الساعة......     .فقال لابن حوالة رضي الله عنه ......   :"...إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة ...فقد دنت الزلازل والبلايا والأمور العظام..."....
 
أيها  المؤمنون.... يا عباد الله... إن  وعد بلفور كان مجرد وعد .. ولو لم يعمل اليهود لتحقيقه لما تحقق...رغم أنه باطل... ووعد الله لكم لا يتحقق إلا بالعودة إلى دينكم ... والعمل به... وكما قال القائل...إذا لم تقم في الأرض أمّة أحمد.... فكل الذي يرجى على الساح ضائع... وهذا المعنى موجود في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ... ....والتي منها :" لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين... لا يضرهم من خالفهم " ... لا يضرهم من خالفهم بالوعود الباطلة الكاذبة ... ولا يضرهم من خالفهم ممن صدق أكذوبة السلام ... ولا يضرهم من خالفهم وعصى الله تعالى وفرّط ... ولا يضرهم من خالفهم وارتضى الوهن...... وحسبنا كتاب الله تعالى ... وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم ... فبهما يكون العز والمجد ... والنصر والسؤدد... والعلو والتمكين ...وحسبنا وعد رسولنا صلى الله  عليه وسلم :"... إن الله يبعث على رأس كل مائة عام من يجدد لها دينها ....
 
  هذا وعد الله .. ووعد رسوله صلى الله عليه وسلم... وقد كان عمر بن عبد العزيز مجدد القرن الأول...... كما ذهب إلى ذلك أكثر العلماء.... لآنه ألغى الملك العضوض في زمنه....ولأنه دوّن السنة النبوية ... وحفظها من الضياع... ولآنه منع سبّ وشتم أيا كان ...ولأنه  حفظ مال المسلمين... وزكى نفوسهم ... وأخلاقهم ...لقد كان عمر بن عبد العزيز وعد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم للمسلمين في زمانه....   فاللهم ارزقنا من يجدد لنا ديننا .. ويعيد لنا أمجادنا ... ويخرجنا من الذل والصغار الذي نحن فيه ... اللهم أبطل الباطل  وأحق الحق..  اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه ..... وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه .... اللهم انصر الإسلام والمسلمين ... وأعل بفضلك كلمة الحق والدين... اللهم احفظ أقصانا ومسرانا من اعتداء المعتدين ..ومن ظلم الظالمين... وخلصه مما هو فيه من البلاء... اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمن  لهم حق علينا ... واغفر الله لوالدينا ولزوجاتنا ولأولادنا ولبناتنا ولأهلينا ... وللمسلمين والمسلمات ... الأحياء منهم والأموات....  وأنت يا أخي يا مقيم الصلاة أقم الصلاة:" إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر ... والله يعلم ما تصنعون"  

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More