النبي والصحابة أخذوا بالأسباب وهذا أهم الدروس التي يجب على المسلمين أن يأخذوها من الهجرة النبوية سواء الحكام أو المحكومين
الهجرة التي أسست للوجود الإسلامي
من جانبه، قال الشيخ الدكتور محمد سليم خطيب المسجد الاقصى المبارك " إن الهجرة بالمفهوم العام هي حركة الإنسان عبر تاريخه الطويل، بهدف الوصول إلى المكان الذي يراه ملائما لاحتياجاته المتنوعة."
وأضاف: "أما الهجرة بالمفهوم الديني الخاص، فهي حركة الرسل والأنبياء عبر امتداد تاريخهم الدعوي، من أجل الوصول إلى المكان الآمن لتبليغ دعوتهم، ونشرها، وامتداها" .
وأضاف سليم من هذا المنطلق يأتي الحديث عن الهجرة النبوية، كونها هجرة آخر الرسل، وكونها الهجرة التي أسست للوجود الإسلامي، وامتداده عبر الزمن، وحتى يومنا هذا.
وتابع: "نحن المسلمين نحتفل بها كل عام، لأنها صارت مفتتحا لتاريخنا المجيد، المليء بالانتصارات والفتوحات".
وذكر أن هذه الهجرة لم تتوقف عند طموح النبي صلى الله عليه وسلم، أو عند أحلام الصحابة الكرام ، الذين حملوا الدعوة معه، وهم نائمون على فراشهم، أو وهم يتواكلون على الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تبشرهم بالفتوحات والانتصارات، بل قاموا وبذلوا جهدهم، وأوقاتهم، وأعمارهم ، وأموالهم، في سبيل تحقيق هذه الهجرة وأهدافها ، لأنها كانت المخرج الوحيد لهم من العبودية لغير الله تعالى.
هجرة ما نهى الله ورسوله عنه
وأضاف: إن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة معه ، أخذوا بالأسباب، ولم يتكلوا على وعود الله لهم بالنصر والتمكين في الأرض، وهذا أهم الدروس التي يجب على المسلمين أن يأخذوها من الهجرة النبوية، سواء الحكام أو المحكومين، أن ينهضوا جميعا لهجرة واقعهم المذل والمخزي الذي جعلهم في ذيل قافلة الأمم، وتبعا لغيرهم.
ويرى الشيخ سليم أن على الأمة المسلمة، بمجموع أفرادها أن تجعل من أول هجرتها، أن تهجر ما نهى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم عنه، فهذا هو أساس الهجرة التي يطمح لها المسلمون، والتي تؤسس للهجرة الكبرى التي توصلهم إلى سدة الحكم، ونشر الدعوة الإسلامية في ربوع الأرض، ليحل الأمن والسلام في الناس
وقال: "وفي هذا المقام ، فإن هجرة المسلمين اليوم تختلف عن الهجرة النبوية، فالهجرة النبوية كانت الانتقال من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة ، لتأسيس نواة لدولة الإسلام. "
وختم الشيخ سليم حديثه بالقول "أما هجرة المسلمين اليوم فتتمثل في الثبات في بلادهم وأوطانهم ، وهجرة كل الأسباب التي تحول بينهم وبين استقرارهم فيها واستقلالهم عليها، من غير تبعية لأمة من الأمم ".