تعديل

الخميس، 24 مارس 2016

من فقه القرآن : الارض

من فقه القرآن
"الارض"
الشيخ الدكتور محمد سليم محمد علي
امام خطيب المسجد الأقصى المبارك
الامين العام لهيئة العلماء والدعاة ببيت المقدس
قال الله تعالى : ( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ) سورة الأنبياء : 105
فقه الآية الكريمة وفوائدها في المسائل الآتية
المسألة الأولى : الأرض أرضان ، أرض الدنيا وهي التي يعيش البشر عليها ، وأرض الآخرة وهي أرض الجنة .
المسألة الثانية : أرض الدنيا خلقها الله للإنسان لتكون له دار ابتلاء ، وأرض الآخرة وهي الجنة خلقها الله لمن يؤمن به ويعمل صالحا ويتبع دين الإسلام ، فهي دار جزاء .
المسألة الثالثة : وأرض الدنيا خلقها الله للناس جميعا ، فاستخلفها عليهم ، ليعمروها وفق دينه ومنهاجه ، لتحيا البشرية في أمن وسعادة وسلام في ظل منهج الله تعالى ، كما قال عز وجل ( وهو الذي جعلكم خلائق الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم فيما آتاكم إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم )
المسألة الرابعة : والواجب على الناس جميعا ، أن يعبدوا ربهم بالإسلام ، وأن يلقوا بالمناهج الأرض وراء ظهورهم ، لأن هذه المناهج هي التي تورثهم الفساد وسفك الدماء والجوع والفقر والأمراض ، ولهذا كان تعجب الملائكة  حين أخبرهم الله سبحانه أنه سيجعل في الأرض بشرا (  خليفة ) يعيشون عليها ، فسألوه سبحانه قائلين له :(اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء),وما نراه اليوم من حروب ودمار ,وتآمر على الانسان بقتله وسجنه وطرده وتجويعه انما هو بسبب تنكرهم للهدف الذي خلقوا له وهو عباده الله تعالى ،كما قال سبحانه (وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون)
المسأله الخامسه : ولقد جعل الله تعالى الارض وطنا للناس ، فحيثما ولد الانسان ونشأ كانت ارضه ووطنه ،وفي بدايه الخلق كانت الارض لآدم وحواء وذريتهما ، قال الله تعالى لآدم وحواء :( اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم بالارض مستقر ومتاع الى حين)، فالحياه بين الناس على هذه الارض هي حياه صراع بين الحق والباطل ، وبين من يريد تحكيم شرع الله وبين من يريد اتباع الاهواء والشهوات ، وهذا يفهم من حكمه خلق الله للناس ، ومن آيات عديده ، منها قوله سبحانه (بعضكم لبعض عدو).
المسأله السادسه : وبعد آدم وحواء وذريتهما ، صار لكل قوم ارضا تكون لهم وطنا ، وقد كانت مكه المكرمه  ارضا ووطنا للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ، حيث قال عز وجل( وان كادوا ليستفزونك من الارض  ليخرجوك منها واذا لا يلبثون خلافك الا قليلا) .
المسألة السابعة : وقد أخرج النبي صلى الله عليه وسلم من أرضه مكة المكرمة ، وقال وهو خارج منها " لولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت " لأن الأرض غالية على المسلم ، ولأنها وطنه التي يعبد الله فيها .
المسألة الثامنة : وكل إنسان يعتدي على الآخرين ، باحتلال أرضهم ، وأخذها بالقوة ، وطردها منهم ، هو عند الله ظالم ، وع
المسألة الثامنة : وكل إنسان يعتدي على الآخرين ، باحتلال أرضهم ، وأخذها بالقوة ، وطردها منهم ، هو عند الله ظالم ، وعلى المظلوم ينتصر لأرضه ، وأن يعمل لاسترداد حقه بالرجوع إلى داره وأرضه التي أخرج منها ، وهذا قرار من رب العالمين حيث يقول عز وجل ( الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع صلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز ) .
المسألة التاسعة : وجعل الله الحق للمسلمين أن ينعموا بأوطانهم ، وأن يقيموا فيها شعائر دينهم ، لأن هذا هو واجبهم حين يملكونها ، ويأمنون عليها من الأعداء ، وقد قال الله تعالى ( الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور ) .
المسألة العاشرة : وإذا أردنا أن يثبتنا الله فوق أراضينا ، ويطرد عنها الأجنبي المحتل ، فما علينا إلا أن نتصف بالصفات الأربعة المذكورة في الآية السابقة ، وهذه الصفات هي :
الأولى : الأمر بالمعروف
الثانية : النهي عن المنكر
الثالثة : إقامة الصلاة
الرابعة : إيتاء الزكاة
والثالثة والرابعة هما أول ما يكون من المعروف بعد الشهادتين
ونحن في أرضنا مقصرون في هذه الأربعة ، وبخاصة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولو فهمنا المعنى الحقيقي لهما ، وجزاء الأمر وعاقبة النهي ، لعلمنا لماذا نعيش فوق أرضنا وفي وطننا مغربين مضطهدين كالغرباء .
المسألة الحادية عشرة : قوله تعالى ( أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ) المقصود بالصالحين هنا أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، وقال سفيان الثوري : هم أهل الصلوات الخمس ، ولهذا ذكر الله بعد هذه الآية قوله عز وجل ( إن في هذا لبلغا لقوم عابدين ) ليؤكد أن الأرض لا يرثها إلا من كان عابدا مطيعا لربه ، وقال ابن عباس : هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم الذين يصلون الصلوات الخمس ويصومون شهر رمضان .
المسألة الثانية عشرة : وفي معنى الأرض في قوله تعالى ( إن الأرض يرثها .. ) أقوال لأهل التأويل وهي :
القول الأول : أن الأرض المقصودة في الآية الكريمة هي أرض الجنة ، وقد رجح القرطبي في تفسيره هذا القول ، فقال : أحسن ما قيل أنه يراد بها أرض الجنة كما قال سعيد بن جبير ، لأن الأرض في الدنيا قد ورثها الصالحون وغيرهم ، ودليل هذا التأويل قوله تعالى ( وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ منها حيث يشاء )
القول الثاني : أنها الأرض المقدسة ، أرض فلسطين ، وهو قول ابن عباس رضي الله عنهما
القول الثالث : أنها أرض الأمم الكافرة ترثها أمة محمد صلى الله عليه وسلم بالفتوح . والقول الثالث أكدته فتوحات المسلمين من قبل لبلاد فارس والروم وغيرها ، حين أخرجوها من الضلال إلى الهدى ، ومن الكفر إلى الإسلام ، وهذه  هي سنة الله مع أهل الإسلام ، أن يعيشوا في الأرض آخذين بسنة ( الدفع والمرافقة ) لدحر الظالم ، ونصرة المظلوم ، وإبطال الباطل ، وإظهار الحق ( ولن تجد لسنة الله تبديلا ) ( ولن تجد لسنة الله تحويلا )
المسألة الثالثة عشرة : وهذا الذي قلناه آنفا ، هو قدر الله في البشرية الذي كتبه في الزبور كما قالت الآية ( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ) .. والمقصود بالزبور في الآية الكريمة التوراة والإنجيل والقرآن ، وهو سعيد بن جبير ، والمقصود ( بالذكر ) اللوح المحفوظ ، فوراثة الأرض التي في الدنيا سيكون للمسلمين ، والله تعالى يقول ( والعاقبة للمتقين ) ووراثة الأرض التي في الآخرة وهي الجنة ، ستكون للمسلمين من اتباع محمد صلى الله عليه وسلم ..
المسألة الرابعة عشرة : وعليه يمكن أن نبين حال المسلمين على الأرض في الدنيا بما يلي :
أولا : أنهم في اختبار وابتلاء مع أعدائهم
ثانيا : أنهم يذمون ويبتلون في أراضيهم طردا وقتلا ونفيا حين يبتعدون عن دينهم والعمل بأحكامه
ثالثا : أنهم في أوطانهم وأراضيهم يعيشون بين الإستقرار وعدمه ، بحسب بعدهم أو قربهم من ربهم ودينهم
رابعا : أنهم مطالبون بالصبر والثبات
خامسا : أن مصدر سعادة البشرية يكون بعلو المسلمين في الأرض ، ومصدر شقائها يكون بقدر استضعافهم .
سادسا : أن ما يجري لنا على أرضنا ، وما يحصل مع المسلمين في كافة أرجاء الأرض هو قدر مكتوب .
المسألة الخامسة عشرة : وبمناسبة يوم الأرض فعلينا نحن أهل فلسطين واجبات عديدة غير الذي أسلفنا ذكره وبيانه ، وأهم هذه الواجبات :
أولا : المحافظة على الأرض وعدم تسريبها للاحتلال بأي نوع من أنواع التسريب ، سواء كانت أرض فرغة من العمران ، أو أرض عليها عقارات .
ثانيا : مقاطعة كل من يعتدي على الأرض بالتفريط فيها وهذه أقل عقوبة له .
 ثالثا : إحياء الأرض بالعمران إن أمكن ،وإلا   فبزراعتها ،وخير ما يأكل الإنسان من زراعة يده وفي أرضه.
رابعا : بيع الشقق السكنية بربح ومعقول ,هذا الكلام موجه خصيصا لتجار العقارات من أبناء القدس ، وليس من التقوى والدين ومن الوطنية في الوقت الحاضر بيع الشقق السكنية بمئات الآلآف من الدولارات وبربح مضاعف ،فهذا يزيد من غربة القدس ،وفرص تهويدها .

خامسا: وحدة أبناء الشعب الفلسطيني مهما اختلفت أفكارهم واتجاهاتهم ، فأقل ما تريده الأرض منهم في هذا الوقت وحدنهم ليحافظوا عليها.


الاثنين، 21 مارس 2016

الشيخ الدكتور محمد سليم محمد علي يشارك في ندوة الحج الكبرى ١٤٣٥هـ بمكة المكرمة

الشيخ الدكتور محمد سليم محمد علي يشارك في ندوة الحج الكبرى ١٤٣٥هـ بمكة المكرمة

وزير الحج قبيل افتتاحه «ندوة الحج الكبرى»:

العلماء والمفكرون مطالبون بالتعريف بجوهر تعظيم الشعائر
طالب بن محفوظ، سلمان السلمي (مكة المكرمة)
يفتتح وزير الحج الدكتور بندر الحجار، صباح اليوم، ندوة الحج الكبرى، بحضور مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء الدكتور الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ.

وتشهد الندوة، اليوم، محاضرتين رئيسيتين (الثانية والثالثة للندوة)؛ «تعظيم الشعائر في مراحل الحج.. مفهومه ومظاهره وأسبابه»، للرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس (صباحا)، وللرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدكتور عبداللطيف بن عبدالله آل الشيخ (مساء).

وبالنظر لجدول اليوم من الندوة، بوجود الافتتاح الرسمي للندوة والمحاضرتين الرئيستين، فإن القائمين على الندوة اكتفوا بثماني جلسات من الـ12 جلسة اليومية، م"وزعة على فترتين صباحية ومسائية، يحاضر فيها علماء وباحثون من: مصر، الكويت، الجزائر، موريتانيا، طاجكستان، ماليزيا، فلسطين، السنغال، وقطر، أبرزهم مستشار مفتي مصر الدكتور أسامة الأزهري، وإمام وخطيب المسجد الأقصى الدكتور محمد سليم مصطفى "محمد علي".

وكانت الندوة انطلقت، أمس، بـ12 جلسة صباحية ومسائية، شارك فيها باحثون من: السودان، جزر القمر، مصر، مالي، أوغندا، المغرب، قطر، الإمارات، تونس، وسويسرا، أبرزهم مفتي مصر السابق الدكتور علي جمعة، أعقبها المحاضرة الرئيسية للدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، المستشار في الديوان الملكي وإمام وخطيب المسجد الحرام.
من جانبه، أكد وزير الحج الدكتور بندر حجار أن تسليط الضوء على هذا الموضوع الحيوي واجب يحتم على العلماء والمفكرين القيام بأقصى الجهود العلمية والفكرية لتبصير الحجاج والمعتمرين، موضحا أن «تعظيم شعائر الحج هو من تعظيم الباري ــ تبارك وتعالى، وهو باعث كبير على تقوى رب العزة والجلال، ولهذا اختارت الوزارة (تعظيم شعائر الحج) موضوعا للندوة»، مبينا أن جوهر التعظيم يكتمل بمعرفة هذه الشعائر وتبيان المراد منها، وذكر أنواعها وحقوقها، ثم القيام بتعظيمها، مؤكدا أن هذا التعظيم يقتضي معرفة فقه ذلك، وكيفية تحقيقه وفق ما بينه الأئمة والفقهاء الأجلاء.

وأوضح حجار أن من الأهداف الرئيسية للندوة هذا العام ترسيخ المحبة والتعظيم والإجلال عند المسلمين لشعائر الحج ومشاعره، والنأي بمشاعر الحج وشعائره عن أن تكون ميدانا للأغراض الشخصية والتظاهر والصراعات المذهبية، والتوعية بأهمية احترام الأنظمة المتعلقة بالحج، والالتزام بها والعمل بموجبها، والتأكيد على إشاعة وتعميق مبدأ احترام الحقوق والحرمات والمقدسات وأجلالها، والربط بين أداء شعائر الحج واحترام مشاعره وتعظيمها، وبين السلوك الحضاري المنضبط المتوازن، وإبراز الجهود التي تبذلها المملكة في تعظيم الشعائر ورعاية المشاعر المقدسة، وجعلها دوما مركز الاهتمام، موضحا أن «وزارة الحج تسعى جاهدة على كل المحاور لأن يكون الحج فرصة لمد الجسور بين المسلمين عامة».


خطيب الاقصى يشارك ببحث محكم في المؤتمر العلمي العالمي في مقاصد الشريعة في جامعة اليرموك.

مؤتمر: "مقاصد الشريعة وتطبيقاتها المعاصرة" في جامعة اليرموك.

خطيب الاقصى يشارك ببحث محكم في المؤتمر العلمي العالمي في مقاصد الشريعة .

شارك الشيخ الدكتور محمد سليم محمد علي خطيب المسجد الاقصى واستاذ الفقه المقارن
في جامعة القدس في بحث محكم في المؤتمر الدولي العلمي في مقاصد الشريعة وتطبيقاتها المعاصرة
وكان بحثه بعنوان المقاصد الحاجيه باشتراك الولاية في جواز المرأه قانون الاحوال الشخصية الاردني
نموذجا وكان المؤتمر عقد في يومي الاحد والاثنين بتاريخ 23-12-2013 في جامعة اليرموك واليك نص الخبر كامل

................................................................................. 

رعى سماحة قاضي القضاة الدكتور أحمد هليل المؤتمر العلمي الدولي: "مقاصد الشريعة وتطبيقاتها المعاصرة" الذي نظمته كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة اليرموك بالتعاون مع جامعة العلوم الإسلامية العالمية, بحضور مفتي الديار المصرية الدكتور شوقي علام وبمشاركة عدد من الباحثين والمختصين من دول مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وعُمان وليبيا والعراق وفلسطين والسودان وساحل العاج وماليزيا بالإضافة إلى الأردن,  واستمر يومين.

وألقى الدكتور عبدالله الموسى رئيس جامعة اليرموك كلمة في الافتتاح أكد خلالها حرص اليرموك على البحث والدراسة في مختلف القضايا التي تهم الناس في دينهم ودنياهم ودعم البحث العلمي الهادف، لافتا إلى أن اليرموك من أوائل الجامعات التي أولت تدريس الاقتصاد الإسلامي والتربية في الإسلام عناية خاصة، مشيرا إلى أن أهمية عقد هذا المؤتمر تكمن في إرشادنا للفهم الصحيح للشريعة والتصور الكامل للإسلام، والتعمق في فهم كتاب الله عز وجل وسنة نبيه، والوصول إلى الحكم الشرعي في المسائل المستجدة والتيسير على الناس في دينهم ودنياهم، بالإضافة إلى تناول المؤتمر لقضية حفظ حقوق الإنسان التي عالجتها الشريعة الإسلامية قبل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، موضحا أن البحث في مقاصد الشريعة يعني أن تسود القيم الرفيعة بين الناس وان تنتقل من عالم التجريد إلى الحياة اليومية ونشر العدل وسيادة الحق وانتشار الحرية وتحقيق المساواة وبناء الحضارة الإنسانية.

وأضاف أن رسول الله محمد عليه السلام هو من وضع اللبنة الأولى للمقاصد الإسلامية من خلال سيرته النبوية وقد جاءت هذه المقاصد لتحقيق مصالح الناس والحفاظ عليها فقد سعت الشريعة للحفاظ على الدين، والنفس، والعقل، والنسل والمال من خلال إقامتها وتحقيق أركانها، معربا عن أمله للخروج من هذا المؤتمر بتوصيات واقعية وإيجاد حلول عملية قابلة للتطبيق.

عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في الجامعة الدكتور عبد الرؤوف الخرابشة أشار إلى أن عقد هذا المؤتمر جاء لشدة الحاجة إلى معرفة المقاصد الشرعية واقتناص فوائدها الدنيوية نظراً لدور المقاصد في حياة الأمة، لافتاً إلى أن مقاصد الشرع تعني تفعيل أحكام الشرع في جوارح المكلف وقلبه وتطبيقه للأحكام الشرعية وتفعيلها في نفسه علماً وعملاً واعتقاداً ، مشيراً إلى تنظيم هذا المؤتمر الدولي جاء بهدف بيان أهمية علم مقاصد الشريعة في التصدي لمستجدات العصر, وتوضيح مراحله التاريخية وأثره في التجديد في جوانب التشريع, وتوعية المهتمين والدارسين بأهمية علم المقاصد في تجديد الفقه الإسلامي وحيويته.

وتضمن برنامج المؤتمر في يومه الأول عقد جلستي عمل ناقشت الأولى والتي ترأسها الدكتور عبد الرؤوف الخرابشة خمس أوراق عمل تناولت "حقيقة المقاصد الشرعية وتأصيلها والألفاظ ذات الصلة" للدكتور إسماعيل السعيدات من الأردن، و"علاقة مقاصد الشريعة بالعلة والمناسبة والحكمة – دراسة تأهيلية تجديدية" لكل من الدكتور أسامة عبد الغُنميين وبسما ربابعة من الأردن، و"الأحكام الشرعية بين الوسائل والمقاصد" للدكتورة ديارا سياك من ساحل العاج، و"ومقاصد الشريعة ومكانتها في الشريعة" للدكتور احمد الباكري من السعودية، و"مكانة المقاصد الشرعية في فقه النصوص الجزئية" للدكتور محمد طلافحة من الإمارات.

وناقشت الجلسة الثانية التي ترأسها الدكتور محمد العمري ست أوراق عمل تناولت "مقاصد الشريعة وعلاقتها بالتربية الإسلامية" للدكتورة هيفاء فوارس من الأردن، و"المقاصد السياسة والاجتماعية في زواج النبي صلى الله عليه وسلم من السيدة صفية" لكل من الدكتور إسماعيل أبو شريعة والدكتورة صفية الشرع من الأردن، و"مقاصد الشريعة وتأهيلها في الاقتصاد الإسلامي" لكل من الدكتور فخري أبو صفيه والدكتور ابراهيم عبادة من الأردن، و"دور مقاصد الشريعة في تطوير صيغة التمويل الإسلامي" للدكتور أحمد بشناق من ليبيا، و"مدى تحقيق المنتجات المالية الإسلامية للمقاصد الشرعية" لكل من الدكتور زاهر بني عامر ومحمد عبابنة، و"المقاصد الشرعية في السلامة المرورية" للدكتور علي الصادق من السودان.

وتضمنت فعاليات اليوم الثاني والتي تم عقدها في جامعة العلوم الإسلامية العالمية بعمان عقد جلستي عمل ناقشت الأولى التي ترأسها الدكتور قحطان الدوري خمس أوراق عمل تناولت "آراء تجديدية في علم المقاصد عرض ونقد " للدكتور حسين إبراهيم من العراق، و"علاقة مقاصد الشريعة بالقواعد الأصولية والفقهية" للدكتور نواف الشراري من السعودية، و "أثر المقاصد في تعليل الحكم الشرعي (سفر المرأة بغير محرم نموذجا دراسة فقهية حديثة) " لكل من الدكتور خالد الشرمان والدكتور محمد الشرمان من الأردن، و"القواعد الفقهية وأثرها في تحقيق المقاصد الاقتصادية – عقد المضاربة نموذجاً " لكل من الدكتور أحمد السعد ومحمد السائح من الأردن, و "مقصد الشريعة من إقامة حد الحرابة وأثر ذلك في القضاء على العنف المجتمعي" لكل من الدكتور أحمد الربابعة والدكتور علي الكردي من الأردن.

كما ناقشت الثانية التي ترأسها الدكتور مصطفى البغا خمس أوراق عمل تناولت "الاستدلال بمقاصد الشريعة في النوازل المستجدة" للدكتور مسفر القحطاني من السعودية، و "حرية الرأي في الإسلام في ضوء المقاصد الشرعية" للدكتور عمر الشريوفي من السعودية، و "مراعاة مجلس الإفتاء الوطني الماليزي للمقاصد الشريعة في الإفتاء – دراسة وصفية نقدية" للدكتور عبد المنان اسماعيل من ماليزيا، و "المقاصد الشرعية في حق العمل للمرأة مقارنة بقانون تنظيم العمل الإماراتي" للدكتورة عالية ضيف الله من الإمارات، و "المقاصد الحاجية في اشتراط الولاية في زوج المرأة – قانون الأحوال الشخصية الأردني نموذجاً " للدكتور محمد سليم "محمد علي" من فلسطين.

وخرج المشاركون بالمؤتمر بعدد من التوصيات ركزت على ضرورة إنشاء مركز علمي متخصص يهدف إلى الاستقراء الكلي لأحكام الشريعة وصولاً إلى معرفة مقاصد الشريعة وجمعها، وفق تقسيماتها المتنوعة،وتحديد ضوابط للاجتهاد المقاصدي، تمنع بناء الأحكام الشرعية على مقاصد وهمية، إضافة إلى تفعيل الجانب العملي التطبيقي لمقاصد الشريعة، وتدقيق العلاقة بين علم المقاصد والعلوم الشرعية الأخرى.

وحضر الافتتاح رئيس جامعة العلوم الإسلامية الدكتور عبد الناصر أبو البصل ونائب رئيس جامعة اليرموك الدكتور أحمد العجلوني وعدد من عمداء الكليات والمسؤولين في الجامعة وحشد من الطلبة.





خطيب المسجد الأقصى يدعو إلى الالتزام بالوجيهات النبوية في المنخفض القطبي القادم


خطيب المسجد الأقصى يدعو إلى الالتزام بالوجيهات النبوية في المنخفض القطبي القادم.

 دعا خطيب المسجد الأقصى  الدكتور محمد سليم محمد علي إلى أن يأخذ الناس بالتوجيهات النبوية أثناء نزول الأمطار والبرد ،وقال : لم يترك النبي صلى الله علبيه وسلم شئيا إلا وبينه ، فالمسلم  يستقبل المطر بالحمد والشكر لرب العالمين ،ويدعو أن يكون المطر حوله ينفع الأرض والزرع ولا يضره ، وكذلك يلتزم بهدي النبي ضلى الله عليه وسلم بإطفاء النار في الليل ، وإحكام أغلاق الأبواب والنوافذ ، وتغطية كل ما يحتاج إلى تغطية ، والمبادرة إلى تقديم العون والمساعدة للناس بكافة ألوانها وبحسب قدرته، ويلتزم بالأذكار المسنونة عند نزول المطر ، وعند سماع الرعد وغير ذلك ، ويبتعد عن  الألفاظ  
المكروهة مثل ما يقوله الناس عند نزول المطر (مطر بجنون) وغيرها، وينتهز فرصة نزول المطر بالدعاء له وللمسلمين بالحيرات .


توضيح الحكم الشرعي فيما جرى في صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك

توضيح الحكم الشرعي فيما جرى في صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك

أم الإمام المأمومين في صلاة الجمعة في23/11/2013م في المسجد الأقصى المبارك،ووقف عند آية السجدة في سورة النجم وركع ولم يسجد،فتابعه أغلب المصلين في صلاته فركعوا معه،وبعضهم سجد ثم عاد وتابع الإمام في ركوعه،والبعض الآخر سجد ولم يركع،وآخرون لم يركعوا مع الإمام وأعادوا الركعة بعد أن خرج الإمام من الصلاة بالتسليم
فلما انتهت الصلاة حصلت فوضى عارمة من بعض المصلين وهذا هو بيان الحكم الشرعي في حكم الصلاة بحالاتها الثلاثة السابقة.
أولا:الإمام صلاته صحيحة ولم يخطأ في صلاته،فإن من صلى وأتى على موضع سجود استحب عند جمهور الفقهاء للإمام والمأموم السجود وهذا السجود ليس بواجب،والإمام لم يسجد بناء  على رأي جمهور العلماء وعن نافع عن ابن عمر :إن الله لم يفرض السجود إلا أن نشاء.
ثانيا:العادة عندنا في المسجد الأقصى المبارك أن الإمام إذا أراد أن يسجد نبه المصلين قبل تكبيرة الإحرام أنه سيسجد سجدة التلاوة وهنا الإمام لم ينبه المأمومين إلى أنه سيسجد وبالتالي فإن الواجب على المأمومين متابعة الإمام في صلاته لقوله صلى الله علليه وسلم"إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا وإذا ركع فاركعوا...الخ"
ثالثا:الذي ركع مع الإمام فصلاته صحيحة،وكذلك الذي سجد ثم تدارك وعاد وركع مع الإمام وهو راكع فكذلك صلاته صحيحة،لأن المأموم إذا فعل ذلك سهوا لم تبطل صلاته.
رابعا:والذي لم يركع مع الإمام ثم أعاد الركعة بعد أن خرج الإمام من صلاته بالتسليم وهو لم يخرج منها بالتسليم بل قام مباشرة وأعاد الركعة فصلاته صحيحة،لأن الركعة الثانية التي لم يركع فيها ترك فيها ركنا وهو الركوع،لأن من تركه سهوا أو جهلا مثل هذه الحالة فإنه يلغي الركعة التي ترك منها الركن فقط.
خامسا:والذي ترك الركوع مع الإمام،ولم يأت بركعة مكان التي ترك فيها الركوع فهو الذي أخطأ وليس الإمام وعليه أن يعيد صلاة الجمعة ظهرا.
سادسا:ما فعله الإمام من إعادة الصلاة هو فقط من أجل درء فتنة كانت قد تؤدي إلى أمور لا يحمد عقباها،ولذلك تدارك الإمام ذلك وأعاد الصلاة لإخماد الفتنة،أما الحكم الشرعي في الصلاة وما جرى من المأمومين أثناءها فقد تم توضيحه  في النقاط السالفة.
سابعا:على بعض الناس أن يتقوا الله وألا يكونوا سببا لإثارة البلبلة والفتنة بين الناس كما حدث في صلاة الجمعة في المسجد الأقصى بتاريخ23/11/2013 وكان الأولى بهؤلاء الناس أن يتوجهوا بالسؤال بهدوء إلى الإمام في حكم صلاتهم،وليس السب والشتم وغير ذلك مما لا يليق بأخلاق المسلم وبخاصة أن الخطبة كانت حول الأخلاق وفضائلها.
ثامنا:بعض الإذاعات المحلية أثارت موضوع الصلاة بعد تلقيها اتصالات من بعض المصلين وللأسف تم اتهام أئمة الأقصى بالجهل بالعلم الشرعي،والأمر ليس كما يقولون وهو أمر لا يليق بإذاعة رائدة،وخصوصا أن أئمة المسجد الأقصى من علماء الشريعة المشهود لهم ومن حفظة القرآن الكريم هذا عدا عن أن الإمام جزاه الله خيرا لم يخطأ في صلاته كما تم توضيحه آنفا
والحمد لله رب العالمين
الشيخ الدكتور محمد سليم محمد علي
خطيب المسجد الأقصى
أستاذ الفقه المقارن/جامعة القدس



خطيب الأقصى يدعو إلى اغتنام العشر الأوائل من ذي الحجة

دعا الشيخ الدكتور محمد سليم محمد علي المسلمين إلى اغتنام العشر الأوائل من ذي الحجة بكافة الأعمال الصالحات من صوم وصدقات وصلة الأرحام وصلح وإصلاح وغيرها من النوافل,وبين أن فضل هذه الأيام العشر أعظم من فضل غيرها وان العمل الصالح فيها أفضل من الجهاد,حيث يقول الرسول صل الله عليه وسلم (‏ما العمل في أيام أفضل منها في هذه قالوا ولا الجهاد قال ولا الجهاد إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء) ..
وحث الشيخ محمد سليم نساء المسلمين ورجالهم الى تعظيم شعائر الله في هذه الأيام.



خطيب الاقصى يحذر من انتهاك حرمة عيد الفطر

خطيب الاقصى يحذر من انتهاك حرمة عيد الفطر

حذر خطيب المسجد الاقصى الشيخ الدكتور محمد سليم محمد علي من انتهاك حرمة عيد الفطر السعيد وقال ان يوم العيد هو يوم طاعة وتعظيم لشعائر الله ولا ينبغي لمسلم ان يفسد ما كان عليه من تقوى وطاعة في رمضان بفعل المنكرات في ايام عيد الفطر وطالب المسلمين بترك المحرمات وعلى وجه الخصوص التبرج والاختلاط بين الرجال والنساء والخلوة بالنساء وارتياد شواطئ البحار وسماع الاغاني الماجنة والموسيقى واللهو بقضاء الاوقات في المقاهي وبين ان في دين الاسلام فسحة للفرح والسرور بالعيد واللهو بما هو مباح 


صدر مؤخراً مؤلفاً جديداً بعنوان (احسان الصيام) للشيخ محمد سليم محمد علي

صدر مؤخراً للداعية الشيخ الدكتور محمد سليم محمد علي مؤلفاً جديداً بعنوان (احسان الصيام) ويقع هذا المؤلف في ثمانين صفحة من الحجم المتوسط ويمتاز ببيان مظاهر احسان الصيام التي لا يكون صيام المسلم تاماً وكاملاً الا بها ويمتاز هذا الكتاب ايضاً بأتباعه المنهج العلمي في كتابة البحوث ويعتبر رافداً للمكتبة العربية والاسلامية


خطيب الاقصى يفتتح المدرسة القرآنية

خطيب الاقصى يفتتح المدرسة القرآنية 

افتتح خطيب الاقصى الشيخ الدكتور محمد سليم محمد علي المدرسة القرآنية في مسجد ابي عبيدة في مخيم شعفاط وذلك بالتعاون بين المجلس الشرعي للاصلاح المجتمعي ببيت المقدس ودار القرآن في المسجد.

ودعا الشيخ محمد سليم المسلمين الى الانضمام الى هذه المدرسة كل يوم اثنين بين المغرب والعشاء في المسجد المذكور ويذكر ان منهاج المدرسة القرآنية يقوم على عقد حلقه لكل الفئات من الناس بتلاوة القرآن جهراً وتصحيح التلاوة وتعلم أحكام العبادات وفق المذاهب الفقهيه الاربعة وطالب الشيخ محمد سليم أئمةً المساجد الى المبادرة الى القيام بهذه الحلقات في مساجدهم والتعاون مع المجلس الشرعي لتخريج اجيال عارفه بالقرآن واحكامه.


خطيب المسجد الاقصى يستنكر شتم المتطرفين للنبي محمد وللعرب

خطيب المسجد الاقصى يستنكر شتم المتطرفين للنبي محمد وللعرب          

استنكر فضيلة الشيخ الدكتور محمد سليم محمد علي خطيب المسجد الاقصى المبارك الاسلوب البذئ الجديد الذي ابتكره المتطرفون للنيل من النبي صلى الله عليه وسلم ومن العرب بشتمهم .
وقد كان المتطرفون في الآونة الاخيرة ابتكروا هذا الاسلوب عبر الاعلانات على سياراتهم لبيعها فإذا اتصل بهم احد العرب سمع شتائم للنبي صلى الله عليه وسلم وللعرب .
وقال خطيب المسجد الاقصى الشيخ محمد سليم "محمد علي" ان هذا ينم عن العنصرية والجهل والحقد على الاسلام وطالب بالاخذ على ايدي هؤلاء السفهاء وردعهم عن سوء ادبهم مع النبي محمد رسول الرحمة وتطاولهم على العرب لأن ما يفعلونه يتناقض مع ابسط حقوق الانسان في حفظ مشاعره العقائدية والدينية.



خطبة الجمعة مكتوبة 11/3/2016م .. العودة إلى الدين سبب النصر.

العودة إلى الدين سبب النصر
11/3/2016م

الحمد لله رب العالمين،أمرنا فقال: "وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون "، فيا أبناء بيت المقدس وأكنافها، اجمعوا أمركم على كلمة الله ودين الله ،  فأعماركم  في الحياة الدنيا محدودة  ، وأيامكم معدودة ، وأما على هذه الأرض فأنتم الباقون  إلى قيام الساعة ،فلا تقصروا بما أمركم الله به ،ولا تعملوا  بما نهاكم الله عنه ، لينتهين أقوام منكم كثيرون عن معصية الله أو لينتقمن الله منهم ، فالهلاك كل الهلاك أن تقترفوا السيئات في زمن الإبتلاءات ، والضياع كل الضياع أن  تغفلوا عن العودة إلى شريعة الله وأنتم تعيشون الرباط في سبيل الله  تحت حراب الكافرين ...

قل للمفرط يستعد    ....................           ما من ورود الموت بد
أو ما يخاف أخو المعاصي  .......................  من له البطش الأشد
فالإم يشتغل الفتى في لهوه  .................................   والأمر جد
يختال في ثوب النعيم   .........................         ودونه قبر ولحد
ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الناصر النصير والعزيز ذو القوة المتين ، نلجأ إليك يا ربنا ونستجير بك من ظلم الظالمين، ومن تسلط الكافرين ، ومن نفاق المنافقين ،  اللهم سلمنا ولا تسلمنا ، وامنحنا ولا تمتحنا ، اللهم ابسط علينا من بركات رحمتك ورزقك  ونصرك وتأييدك وتثبيتك ، اللهم إننا في المسجد الأقصى وفي القدس وأكنافها في لأواء ولا رافع لهذه اللاواء إلا أنت ،لا إله إلا أنت  ،سبحانك إنا كنا من الظالمين ، مسنا  وأهلنا والمسلمين الضر فاكشف ما بنا من ضر  فأنت أرحم الراحمين.  
ونشهد أن سيدنا محمدا ، مالك القلوب والأرواح  بحبها له ، ،هو عبد الله ورسوله ، سلطه الله على الكفار فأدبهم ، ورفع به المسلمين وجعلهم خير أمة أخرجت للناس ، يأمرون  بالمعروف وينهون عن المنكر  ،
 فالزموا هديه ونهجه وسنّته  ، قال وهو الصادق المصدوق: "وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري" ، وقال أيضا: "لن يهلك الناس حتى يعذروا من أنفسهم" ،أي:لن يهلك الله الناس ويعذبهم حتى تكثر ذنوبهم ومعاصيهم ، اللهم احشرنا في زمرته ،واجعلنا من أهل شفاعته واقبض أرواحنا ونحن ننافح عن شريعته ، اللهم صل وسلم وبارك عليه ،  وصل اللهم على آله الأطهار،وعلى أصحابه الأبرار ، وعلى التابعين ، وعلى من سار على هديهم ونهجهم إلى يوم الدين ...          أما بعد،أيها المسلمون:


المعاصي والذنوب شؤم على الإنسان ، وسبب من أسباب الإبتلاءات والنكبات والمصائب ، تلك هي سنة الله تعالى: "ولن تجد لسنة الله تبديلا"4 ، فالفرد يهلكه الكفر والشرك والمعاصي إن لم يرجع إلى الله بالتوبة والاستغفار والإنابة والندم ،فآدم وحواء أُخرجا من الجنة بالذنب أذنباه ،وإبليس طرد ولعن بمعصيته لله ، وفرعون أغرقه الله لإدعائه الألوهية والربوبية ،ولتجبره  في خلق الله ، والأمم والجماعات كالأفراد ، تشقيها  المعاصي  وتهلكها الذنوب إن هي أصرت عليها،ولم يعمل أحد منها على إنكارها وتغييرها ، فقوم نوح لما أصروا على معاداة نبيهم أغرقوا بالطوفان ، وعاد سلط الله عليهم الريح العقيم ، وأرسل الله  الصيحة على ثمود ، ورفع سبحانه  قرى قوم لوط ثم قلبها عليهم ، وما هي منكم ببعيد ، وسلط الله على بني إسرائيل قوما أولى بأس شديد ، وقد قال الله عز وجل:"فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم  ولكن كانوا أنفسهم يظلمون".
يا عباد الله:
........ إن القرآن الكريم يخبرنا بهلاك من سبقنا من الأمم والأفراد بسبب كفرهم وعصيانهم ليكون ذلك لنا ولغيرنا عبرة وعظة ودرسا "ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى!وصرفنا الآيات لعلهم يرجعون"  ، فهل انتفعنا بهذه الدروس؟  وهل استقمنا على أحكام شريعتنا؟ وهل أدينا حق الله علينا؟..........   أيها المسلمون:إن واقعنا الذي نحياه ونعيشه ينبىء عن سوء علاقاتنا مع ربنا عز وجل ، فقد نقضنا عهدنا مع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ،ولم يحكمنا  الحكام بكتاب الله تعالى بل عادينا القرآن ، وجعلنا التحاكم إليه رجعية  وتخلفا وإرهابا ، وصارت مؤتمرات قادة شعوبنا وقراراتهم حبرا على ورق  فماذا كانت النتيجة ؟، ضاعت فلسطين ،وانتهكت حرمة المسجد الأقصى وحرمة سائر المقدسات وغدونا حقل تجارب لبرلمان الاحتلال  ليسن التشريعات المنتهكة لحرمة مقدساتنا والمعادية لشعائر ديننا وآخرها التصويت على منع الأذان بمكبرات الصوت ،


،  يا مؤمنون : إن سكوت المسلمين والعرب عما جرى ويجري لفلسطين وشعبها ومقدساتها  كبيرة من كبائر الذنوب ، وإن عداء بعضهم   للإسلام جهارا وجعلهم الدين مصدر استهزاء فيهم  كبيرة من كبائر 0الذنوب أيضا  ، ولهذا أشغلهم الله بأنفسهم لعلهم يراجعون أنفسهم ويتوبون ، لقد هان أمرهم على الله حيث أضاعوا أمره  ،وانقلب حالهم من الغنى إلى الفقر ،ومن الأمن إلى الخوف ،  فمتى نرجع إلى الدين ونتمسك بحبله المتين فإن الله تعالى يقول:"إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم"........   


               عباد الله: وما يجري من تسلط المحتلين علينا بقتل نسائنا  وأطفالنا  وإعدامهم من غير ذنب ، والعقوبات الجماعية ، والاعتقالات التعسفية ، وكذلك بسومهم لنا سوء العذاب يتفننون فيه ويبتكرونه فهو سنّة الله فينا  ونحن أهل الرباط لتعلو درجاتنا عنده ، ولترفع مقاماتنا في عليين ، ولتكفر عنا سيئاتنا ومعاصينا ، أليس فينا من  يرتكب الكبائر ويعلن بها ويصر عليها وعلى رأسها الزنى ومقدماته  أليس من نسائنا من يخرجن متبرجات  ملعونات ؟ أليس منا من يأكل الحرام ويعتدى على حرمات الناس ؟ أليس من شبابنا من هو ضائع من غير أخلاق ؟ أليست أسرنا منها ما هو مفكك ، مقاطعات وخصومات ونزاعات ؟  ألبس من الأبناء من يعق الآباء ؟ ألم نأكل الربا من غير نكير ؟ فلا عجب إذن أن يشدد الله علينا  لمقامنا عنده ، ولحبه لنا ، وما  أقامنا الله على هذه الأرض للرباط فيها إلا لأننا كذلك ،"وأشد الناس ابتلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل" وأنتم أهل الحق وأهل الصبر وأهل الرباط ، فلا تنسوا هذه الكرامات لكم فالزموها ،وتوبوا إلى الله من كل ذنب  ومعصية ... 

     أيها المسلمون:
ترون غيرنا من الكافرين تتوحد كلمتهم ويجتمع  صفهم على الباطل والظلم ونحن أهل الإيمان وأصحاب الحق تفترق كلمتنا ولا يتوحد صفنا بأسنا بيننا شديد ، نزعم أننا  نريد المصالحة بيننا ولا نفعل ،كأن إخوة الإسلام لم تجمعنا وكأن آيات الرحمن لم تتنزل علينا ! ارتضينا لأبنائنا وبناتنا مناهج تربوية تخر ج ناشئة لا تتقرب إلى ربها ،ولا تعرف دينها ، أذللنا المعلمين فينا وهم سادة أبنائنا وأمراؤهم الذين بهم نصول وبهم نجول ، لم نعطهم حقهم ، ولم نضعهم  في مكانتهم التي يستحقونها  ثم نرفع أيادينا إلى السماء:يا رب يا رب فأنى يستجاب لنا! خرج أهل البصرة يستسقون أي:يصلون صلاة الاستسقاء فلم يمطروا فعادوا قالوا:عجبا والله استسقينا فلم تمطر ، فقال لهم مالك بن دينار:سبحان الله!تستبطئون المطر!  ، أما والله إني لأستطبىء الحجارة من السماء! هذا في زمان مالك بن دينار وزمانه خير من زماننا وناسه خير من ناسنا! فلا حول ولا قوة إلا بالله لديننا!ولا حول ولا قوة إلا بالله لدنيانا! ، ولا حول ولا قوة إلا بالله لخلاصنا ، ولا حول ولا قوة إلا بالله لكل ما أهمنا
يا عباد الله:
إن ذنوبنا ومعاصينا أخوف علينا من عدونا ،فهي سبب الهم والغم والهزائم والذل والضنك في الحياة الدنيا وفي البرزخ وفي الآخرة ،قال الله عز وجل:"ومن أعرض عن ذكري!فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال:كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى"





فتوبوا إلى ربكم واستغفروه ،وارجعوا إليه بالأعمال الصالحات ،
اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا وألهمنا رشدنا  وباعد بيننا وبين معاصينا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم...
عباد الله:
"إن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل ساه لاه فادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة "ا




الخطبة الثانية
الحمد لله له الحمد كله ، وله الملك كله وإليه يرجع الأمر كله علانيته وسره ،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، وصفيه وخليله ،بلغ الرسالة ،وأدى الأمانة ،ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك عليه ، وعلى آله الطاهرين ،وعلى أصحابه المرضيين ،وعلى التابعين وأتباعهم إلى يوم الدين...
أما بعد،أيها المسلمون:........  إنكم شعب تتطلعون إلى  الحرية وإلى الأمن والسلام وإلى الخلاص من الظلم والاعتداء المتكرر عليكم ليل نهار ، ، فإذا أردتم ذلك كله فعليكم بالإسلام ،التزموا أحكامه وعضوا عليها بالنواجذ ، وتراحموا فيما بينكم ، لا  تبالغوا في رفع أسعار العقارات بيعا وكراء ، وحاربوا كل معتقد  غريب عن عقائدكم ،واضربوا عرض الحائط كل العادات والتقاليد والقيم المخالفة لتعاليم الدين ، فالله تعالى يقول:"الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون"


 استقيموا على هدي القرآن ، وعضوا على سنة النبي عليه السلام بالنواجذ ، فهذا هو أمر الله تعالى لنبيكم ولكم حيث يقول سبحانه:"فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير"
...عباد الله:............ لا تركنوا إلى الظالمين،"الذين يصدون عن سبيل الله ويبعونها عوجوا وهم بالآخرة هم كافرون" ،لا تسربوا العقارات إلى المتحلين ، ولا تعطوهم الدنية في الدين ، فمن يركن إلى الظالمين ويتبعهم يهلك ورب الكعبة قال ربنا  عز وجل يقول عن قوم هود:"واتبعوا أمر كل جبار عنيد واتبعوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة ألا إن عادا كفروا ربهم ألا بعدا لعاد قوم هود"... اصبروا  يا مسلمون على طاعة الله فأدوا فرائضه ،واصبروا عن معصية الله فاجتنبوا نواهيه ، واصبروا على البلاء فإن الصبر جزاؤه الفرج في الدنيا ،والجنة في الآخرة ، والله تعالى يقول:"واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين" ...  بادروا يا مسلمون إلى التوبة النصوح ، واستغفروا ربكم ليلا ونهارا سرا وجهارا يمددكم بالأموال والبنين ويزيدكم قوة إلى قوتكم ويرسل السماء عليكم مدرارا ، كما وعد في كتابه العزيز ...وأما أنتم يا مسلمون في دولنا العربية والإسلامية ،متى تترجمون ما تتخذونه من قرارات  بشأن قضيتنا وشعبنا إلى أفعال؟ ومتى تنصرون القدس وأهلها ومقدساتها نصرا حقيقيا ؟ متى يرجع عمر الفاروق فينا من جديد ، ومتى يحط صلاح الدين رحاله في رحاب المسجد الأقصى من جديد ، متى يا مسلمون متى؟

 اللهم أيدنا نصرك المبين وبقائد تعز به الدين ، وأمددنا بجندك المخلَصين المخلصين ، اللهم انصر من في  بلاد الشام من المسلمين وانصر المسلمين في كل مكان يا ذي القوة المتين، اللهم واحفظ  المسجد الأقصى من الظالمين ، اللهم احفظ المسجد الأقصى من الطامعين ، اللهم واحفظ المسجد الأقصى من كيد الكائدين اللهم أعزنا بالإسلام وبالاحتكام إلى الدين ،اللهم من وال المسلمين فواله ،ومن عاداهم فعاده!ومن كادهم فكده وخذه وعذبه يا رب العالمين ،  اللهم أعل بفضلك كلمة الحق والدين ، وارفع عنا ما نحن فيه من بلاء ولأواء،اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمن له حق علينا ،واغفر اللهم للمسلمين والمسلمات!الأحياء منهم والأموات ،اللهم اجعلنا سلما لأوليائك ،حربا على أعدائك ،اللهم اجعلنا هداة  مهتدين غير ضالين ولا مضلين ، وتوفنا وأنت راض عنا  يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين ...وأنت يا مقيم الصلاة أقم الصلاة!"إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون".20



خطبة الجمعة مكتوبة 19/2/2016م .. غربة الدين

خطبة الجمعة
غربة  الدين
19/2/2016م



الحمد لله بيده الأمر كله ، وإليه يرجع الأمر كله ،سبحانه  من سنّته  أن يبدأ الإسلام غريبا ثم يعود غريبا كما بدأ ! فما أعظم غربتكم يا مسلمون  وما أعظم غربة الإسلام في هذا الزمان !نشهد يا ربنا أنه لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ، أتممت  علينا نعمة الإسلام وارتضيته لنا دينا ، ووعدتنا  بالفرج بعد الكرب ، وبالعزة بعد الذلة ، وبعودة الإسلام والتمكين له بعد غربته مهما طالت فقلت وقولك الحق :" حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين " ، يا أيها الملك يا الله ، يا أيها الملك يا ربنا ، عظمت غربتنا في ديننا فاكلأنا بعنايتك ، وحطنا برعايتك ، وشدد على أعداء المسلمين وطأتك ، بدد جمعهم ، وشتت شملهم ، وأشغلهم بأنفسهم ، وكن لنا مجيرا ونصيرا يا الله  فأنت ولينا فانصرنا على القوم الكافرين . ونشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله ، بعثه الله بالإسلام دين الحق ،فبدأ به فردا غريبا ، وبعد سنوات معدودات صار أمّة تقبض على ناصية الشرق بيمينها  وتهز الغرب بيسارها  وتجمع الشمال والجنوب بين يديها ، إنه محمد الحبيب المفدّى ، لا والله لا نقيل ولا نستقيل حتى يقبض الله أرواحنا تحت رايته ،قال وهو الصادق المصدوق :" إن الدين بدأ غريبا  ويرجع غريبا كما بدأ ، فطوبى للغرباء الذين يصلحون ما أفسد الناس من بعدي من سنّتي ". اللهمّ صلّ وسلّم وبارك على عبدك ورسولك محمد صلاة وسلاما دائمين إلى يوم الدين ، وصل اللهمّ على آله الطاهرين ، وعلى أصحابه الغرّ الميامين ، وعلى أتباعهم وتابعيه بإحسان ، وعلى المسلمين الغرباء في القدس وفلسطين وسائر البلاد إلى يوم الدين .
أما بعد، يا مسلمون :
 قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم كان الناس على ضلالة عامّة مقتهم الله وأبغضهم بسببها ، وقد وصفها الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله :" إن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم  إلا بقايا من أهل الكتاب " واليوم يمقت  الله أهل الأرض عربهم وعجمهم لكفرهم وشركهم ومعاصيهم إلا المسلمين الذين يعيشون غرباء ، فيا بشراكم بحب الله لكم ودخولكم في كنفه .
 أيها المؤمنون : ولما بعث  رسولنا صلى  الله عليه وسلم أعرض أكثر الناس واستجاب له النفر القليل فاستضعفوا وشرّدوا وطردوا ، فهاجر من المسلمين من هاجر  وعذّب من عذّب واستشهد من استشهد ،فكان الداخلون في الإسلام حينئذ غرباء ، وحال المسلمين اليوم كحال الغربة التي عاشها الرسول صلى الله عليه وسلم  وأصحابه  رضوان الله عليهم ، وغربتنا التي نعيشها غربة عامة تشمل كل المسلمين في كل بقاع الدنيا ، وغربة خاصة يعيشها شعبنا الفلسطيني في القدس والمسجد الأقصى وسائر الديار الفلسطينية ، أما غربة المسلمين العامة فمن مظاهرها توسيد الأمر إلى غير أهله وانتشار الفساد في المجتمعات الإسلامية ، واجتماع الغرب والشرق وأعوانه من المنافقين على محاربة الإسلام وعلى الإبادة الجماعية للمسلمين في بلادهم ، وصار المسلمون في غربتهم كغثاء السيل، الركب كثير والحاج قليل  تشرد وانكسار وذل وعار ومذابح وسفك دماء ، وانغماس في الشهوات والملذات وانتهاك لحرمات الله ، وتقصير وإعراض عن فرائض الله وعن العمل بأحكام شريعته ، والغرب والشرق يجتمع على محاربة الإسلام وعلى الإبادة الجماعية للمسلمين في بلادهم ، فمن لهذه الغربة من رجال  الإسلام وشبابه يجلي ليلها وينهي ظلمها وظلامها
أما لله والإسلام حق          يدافع عنه شبان وشيب
 فقل لذوي الضمائر حيث كانوا  أجيبوا الله ويحكموا أجيبوا
يا عباد الله ، يا مرابطون :
 أما غربتنا في بيت المقدس وأكنافه  فتدخل في غربة المسلمين العامة ، ويضاف إليها غربتنا في ظل الاحتلال ، قتل وحرق للأطفال من الذكور والإناث  وهدم للبيوت واعتقالات وأسر ونهب للعقارات  وانتهاكات يومية  لحرمة المسجد الأقصى الذي يعيش في غربة الاحتلال منذ عقود عديدة  ولا بواكي له ولا صريخ ! والغربة التي يحياها المسجد الإبراهيمي بالإعتداءات  المتكررة عليه  وعلى سائر المساجد والمقدسات ، وغربة  القضية الفلسطينية بتجاهلها وتجاهل معاناة الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج ..هذا من  جهة ومن جهة أخرى غربة قضيتنا المصيرية  بانقسام من يحملونها عللا أنفسهم وانشغالهم بهذا الانقسام إنها الامانة المفرط فيها فأين نحن من قول النبي صلى الله عليه وسلم : " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا"


يا عباد الله ، يا مسلمون:
إن غربتنا عن ديننا في بيت المقدس وأكنافه تزداد يوما بعد يوم ، ألا ترون تفلت بعض الشباب والبنات؟ ألا ترون  تنصل الآباء والأمهات من مسئولية تربية أبنائهم بحجة أنهم غير قادرين عليها ؟  ألا ترون سوء الجوار وانتشار المخدرات وازدياد المقاهي في الأحياء السكنية دون وازع أو حياء ؟ ألا ترون انتشار العادات الجاهلية في أفراحنا وأعراسنا وعادتنا ؟ ألا ترون الاختلاط المحرم في الجامعات وغيرها من الأماكن ؟ ألا ترون تسرب العقارات إلى يد الاحتلال ،  ألا يقض مضاجعكم ما ترونه وتسمعون عنه من تساقط أخلاقي وأمني ؟ لماذا بعض النساء يتوجهن إلى شرطة الاحتلال لحبس أزواجهن ؟ هل وصل التفلت من القيم الدينية إلى هذا المستوى؟ لماذا من الناس من لا يعجبه إلا أن يأكل أموال الناس بالباطل ولا يعجبه إلا أن يأكل الحرام ؟لماذا يستمرىء  أقوام مقدمات الزنا؟ لماذا صار بعض الناس من المسلمين  عندما يدخل المسجد الأقصى لا يراعي له حرمة ،لماذا  بعض أبنائنا يتشربون ثقافة الاحتلال في لبسهم وكلامهم وتصرفاتهم وعاداتهم ؟  إن رسولنا صلى الله  عليه وسلم خشي علينا من الشبهات والشهوات وحذرنا منها فقال :" إنما أخشى عليكم شهوات الغي في بطونكم وفروجكم ومضلات الفتن " وفي رواية " ومضلات الهوى" ، فيا أيها الغرباء في بيت المقدس وأكنافه قوموا وانهضوا وأصلحوا ما أفسده الناس فيكم،  وكونوا من الغرباء الذين يحبهم الله ، الذين يصلحون ما أفسد الناس ، والذين يفرون بدينهم من الفتن ، فهؤلاء وعدهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يبعثهم الله يوم القيامة مع عيسى بن مريم ، ولا تخيفكم كثرة الباطل والضلال وأهلهما فأنتم أقوى بالله وأقوى بدينكم ، إنكم تعيشون في أيام الصبر ، إنها أيام الغربة في الدين القابض فيها على دينه كالقابض على الجمر ، له أجر خمسين ممن سبقكم ، لأنه لا يجد على الحق والخير أعوانا فالزموا يا مسلمون دينكم وكونوا من الغرباء الذين  وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال :" قوم صالحون قليل في أناس سوء كثير من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم "وقال في وصفهم أيضا :" الذين يفرون بدينهم من الفتن "،

 يا  مسلمون ، يا مؤمنون
 أصلحوا أنفسكم عند فساد الناس وأصلحوا  ما أفسد الناس من أمور الدين فإذا فعلتم ذلك جمعتم الغربة بشمولها ، واعلموا أن أجر المسلم المتمسك بدينه إذا صار الدبن غريبا كبير فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :" طوبى للغرباء" وكلمة طوبى تشمل حسن الجزاء  والعاقبة في الدارين الدنيا والآخرة ، وأنتم اليوم تعيشون في بلاد الشام التي يهيؤ الله الغرباء فيها لحمل الدين  ونصرته  ونشره في الأرض ، وما يجري من الأحداث في بيت المقدس واكنافه ما هي إلا جولات تصبرون  وتعضون فيها  على دينكم بالنواجذ حتى يدحر الله الظالمين بذلهم وخزيهم ، جاء في الحديث الشريف : :" إن من ورائكم أيام الصبر ، الصبر فيهن كقبض على الجمر للعامل فيها أجر خمسين ، قالوا :يا رسول الله أجر خمسين منهم أو خمسن منا؟ قال :" خمسين منكم"
 اللهم ارزقنا منازل الأولياء وأجر الشهداء وحياة السعداء ،وأعد للدين عزّه ، وللإسلام مجده ، واجعلنا من قادته وجنده .
عباد الله : استغفروا الله فإنه سبحانه غفور رحيم وادعوه وأنتم موقنون بالإجابة ...












الخطبة الثانية
الغربة في الدين
 الحمد لله رب العالمين ، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ونشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله ، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه و التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين ... أما بعد يا مسلمون ، يامؤمنون :.....غربة النبي صلى الله  عليه وسلم وأصحابه في مكة المكرمة لم تدم طويلا ، فهاجر المسلمون إلى المدينة المنورة وفيها عزوا وسادوا ودخل الناس في دين الله أفواجا فطهر الدين ولم ينتقل النبي صلى الله عليه وسلم



إلى الرفيق الأعلى إلا والناس على الاستقامة وكلمة الإسلام هي العليا في الناس ،فغربتكم عما قليل تزول ، ومهما  استعلى أهل الكتاب واسترسلوا في ظلمهم فاندحارهم قريب  فقد قال الله تعالى :" والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملي لهم إن كيدي متين"، فسنّة الله في هؤلاء المجرمين الإمهال ليس الإهمال ،ولكن الله عز وجل لا ينزل نصره على الغافلين ولا على المنحرفين الضائعين النائمين ، وإنما ينزله على المسلمين الثابتين على دينهم ، فلا تخلوا بالأعمال الصالحات ، ولا تستبدلوا منهج الغرب بشريعة الله ، ولا تخلعوا ما ألبسكم الله من لباس التقوى والإيمان والكرامة ،واعلموا أن غربتكم التي تحيونها ليس تعذيبا من الله لكم بل هي اختبار وتمحيص لتكفير سيئاتكم ولرفع درجاتكم ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم :" ما يصيب المؤمن  من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهمِّ يُهمّه إلا كُفّر به من سيئاته" فمن كان أبا لشهيد فلصبر وليحتسب ، ومن كانت أما أو زوجة أو ابنة لأسير فلتصبر ولتحتسب ، ومن كان صاحب بيت هدم أو معرض للهدم فليوكل أمره إلى الله فإن الله حسبه ونعم الوكيل ،




وأنتم أيها الأسرى صبر صبرا فإن خذلكم أولو الأمر فيكم فلن يخذلكم الله والعاقبة لكم ،  وأنتهز الفرصة للمطالبة بالإفراج الفوري عن الأسرى المضربين عن الطعام وإنهاء سياسة الاعتقال الإداري لأنه اعتداء على حرية الإنسان وأنت أيها المسجد الأقصى انتظر ففاتحك القادم يمتطى صهوة جواده قادما إليك ، وأنتم يا مسلمون إذا اشتد عليكم البلاء في قادم الأيام  فاثبتوا ولا تيأسوا واعلموا أنه بشارة الفرج ، فالشدة عاقبتها الرخاء والهزيمة عاقبتها النصر والاستضعاف عاقبته التمكين في الأرض ، ويكفيكم فخرا وشرفا وتيها أنكم من الذين قال فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم :" لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين ، لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك"



يامسلمون:
 اجعلوا غربتكم الصلاح وحب الآخرة وجددوا إيمانكم واحرصوا على الفرار من الفتن ، وخذوا بوصية النبي لابن عمر رضي الله عنهما :" «كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ»، وفي رواية: «وَعُدَّ نَفْسَكَ مِنْ أَهْل القبور " وقال الحسن: المؤمن في الدُّنْيَا كالغريب لا يجزع من ذلها، ولا ينافس فى عزها، له شأن وللناس شأن.
 وهذا حق فالمؤمن في الدُّنْيَا غريب؛ لأنّ أباه آدم  إِنَّمَا كان في دار البقاء، ثم أخرج منها، فهمه الرجوع إِلَى مسكنه الأول، فهو أبدًا يحن إِلَى وطنه الَّذِي أخرج منه كما يقال: "حب الوطن من الإيمان". وفي الحديث الشريف :"  عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «الْمُتَمَسِّكُ بِسُنَّتِي عِنْدَ فَسَادِ أُمَّتِي لَهُ أَجْرُ شَهِيدٍ» .


اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، واجعلنا هداة مهتدين ، وانصر الدين بنا وانصرنا بالدين ، اللهم ارفع الظلم عن المسلمين في سوريا وفلسطين وسائر بلاد المسلمين ، اللهم ألف بين قلوب المسلمين ، وارفع راية الحق والدين ، اللهم احفظ أقصانا واجعله عامرا بنا وبالمسلمين إلى يوم الدين ، اللهم كن مع الأسرى والمعتقلين ،أطلق سراحهم ،وفك أسرهم ، وأرجعهم إلى أمهاتهم وزوجاتهم وأولادهم وبيوتهم سالمين ، اللهم اقض الدين عن المدينين ، وفرج كربات المكروبين ، اللهم اغفر لنا ولآبائنا وأهلينا ولمن لهم حق علينا ، واغفر اللهم للمسلمين والمسلمات ، الأحياء منهم والأموات ، اللهم أحينا مسلمين مؤمنين محسنين ,وأمتنا مسلمين مؤمنين محسنين ، وابعثنا من قبورنا مسلمين مؤمنين محسنين برحمتك يا أرحم الراحمين ، وأنت يا مقيم الصلاة أقم الصلاة :" إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون"




Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More