تعديل

الأحد، 25 سبتمبر 2016

خطبة الجمعة مكتوبة 23/9/2016 بر الوالدين


خطبة الجمعة
بر الوالدين
23/9/2016م
الحمد لله قرن الإحسان إلى الأبوين بتوحيده وعبادته فقال سبحانه:"وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا" ،  أيها الابن البار بأبويه ابشر برك بوالديك بابان من أبواب الجنة ، وأنت أيها الابن العاق لأمه وأبيه حاذر فعقوقهما بابان مفتوحان لك من أبواب النار، فاللهم ارزقنا بر آبائنا وأمهاتنا أحياء وأمواتا ، وارحمهم كما ربونا صغارا...
  
ونشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له ، ضرب مثلا للولد العاق لأبويه الصالحين وبين أنه من الهالكين في الدنيا ومن الخاسرين في الآخرة فقال عز وجل:"والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني أن أخرج وقد خلت القرون من قبلي وهما يستغيثان الله ويلك آمن إن وعد الله حق فيقول ما هذا إلا أساطير الأولين أولئك الذين حق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس إنهم كانوا خاسرين"...
  
ونشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله حبه نابت في عروقنا وقلوبنا ويجرى في دمائنا فنحن أتباع محمد صلى الله عليه وسلم  الذي هو أحسن الناس خلقا وخلقا ،وعبادة وورعا ، وزهدا وتقوى ،اللهم صلى وسلم وبارك عليه ما أشرق صباح وخفق طائر بجناحيه وصل اللهم على آله الأطهار وأصحابه الأبرار وعلى  التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين .
  
أما بعد، أيها المسلمون: من أبشع الجرائم الاجتماعية التي  نعيشها في هذه الأيام  جريمة عقوق الوالدين ،فنسمع ونرى من يشتم أباه وأمه ، ونسمع ونرى من يرفع صوته عليهما ويقلّ أدبه معهما ، فكم من الأبناء اليوم يضربون آباءهم وأمهاتهم من أجل زوجة ضالة لا تساوي  في ميزان  الله درهما ، أو من اجل شهوة ،أو دنيا زائلة!  فالله الله  أيها الأبناء في آبائكم ،
 
  إن ايذاءكم لهم بالأقوال والأفعال وغيرها هو العقوق ،وهو الجريمة النكراء ،وهو كبيرة من أكبر الكبائر ، فمن منكم يحب أن يلقى الله بكبيرة تدخله جهنم التي حرها شديد وقعرها بعيد؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ "ثلاثة" قالوا :بلى يا رسول الله . قال:"  الإشراك بالله ،وعقوق الوالدين ،وقول الزور،  فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت".
  
يا مسلمون: إن الله حليم يؤخر عقوبة كثير من الذنوب إلى يوم القيامة ، لكنه يعجل عقوبة الولد العاق والابنة العاقة لأبويها في الدنيا قبل الآخرة،  ففي الحديث الشريف: "كل الذنوب يؤخر الله فيها ما شاء منها إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين فإن الله يعجّله لصاحبه في الحياة قبل الممات ،وأقل عقوبة على عقوقك لوالديك أن تعيش مهموما محزونا تركض وراء الدنيا ولا تنال منها شيئا  وإن نلت منها شيئا لا يكفيك ولا يبارك لك فيه فافهم ما
  
أقول لك أيها العاق،  وكونوا يا مسلمون وكنّ يا مسلمات كالسلف الصالح في التأدب مع الوالدين والتحرز من عقوقهما ، فهذا علي بن الحسين ابن بنت النبي صلى الله عليه وسلم يقال له: إنك من أبر الناس ولا تأكل مع أمك في وعاء واحد؟ فقال رضي الله عنه: "أخاف أن تسبق يدي يدها إلى ما تسبق إليه عيناها"،  وقيل لعمر بن عبد العزيز :كم بلغ برك بوالديك؟قال:"ما علوت سقفا هما تحته وما سرت أمامهما بنهار قط وما سرت خلفهما بليل قط" ، يقصد أنه كان لا يمشي أمامهما بالنهار تأدبا معهما ، وكان يسير خلفهما في الليل لملاقاة الأخطار دونهما ودفعها عنهما...
 
أيها الأبناء أيتها البنات: بروا آباءكم وأمهاتكم واحذروا عقوقهم، كي لا يتسبب هذا العقوق بدعائهم عليكم فإن دعوة الأبوين مستجابة ليس بينها وبين الله حجاب ،فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ثلاث دعوات مستجابات لهنّ ،لا شك فيهن، دعوة المظلوم ،ودعوة المسافر ،ودعوة الوالد على ولده"  ،فمن كان منكم أيها الأبناء له عند الله حاجة فليبر أبويه ، وليطلب رضاهما  ،فحين جاء وفد أهل اليمن إلى أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه سألهم :أ فيكم أويس بن عامر؟ قال أويس:نعم ، قال عمر:كان بك برص فبرأت منه إلا موضع درهم ؟ قال أويس:نعم ، قال عمر:لك والدة ؟ قال أويس:نعم،  فقال عمر:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قَرَنٍ كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم ، له والدة هو بها برٌّ لو أقسم على الله لأبره فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل" فطلب منه عمر أن يستغفر له فاستغفر له أويس ، فانظروا رحمكم الله صحابي كعمر مبشر بالجنة يطلب من تابعي أن يستغفر له لأنه بر بأمه ولبرّه  بأمّه لو اقسم على الله لاستجاب الله له،  فكونوا مثل أويس واقتدوا به وبروا آباءكم وأمهاتكم.
  
يا مسلمون يا مؤمنون: من كان منكم يشتهي الجهاد ولا يقدر عليه ؟ من منكم يشتهي أن يكون له أجر الحاج والمعتمر من غير أن يحجّ أو يعتمر؟ من يشتهي منكم كل ذلك فليبرّ أبويه  وليحسن إليهما ولا يعقهما ،فمن  أحسن إلى أبويه وبرهما  كان عند الله كالحاج والمعتمر والمجاهد ، فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: إني اشتهي الجهاد ولا أقدر عليه ،فقال النبي صلى الله عليه وسلم "هل بقي من والديك أحد" ؟قال: أمّي
 
 ، فقال عليه الصلاة والسلام"فأبل الله في برها -أي أحسن برها كما يحب الله - فإن فعلت فأنت حاج ومعتمر ومجاهد" والذلة والخسران والصغار لمن كان له أب أو أم ولم يدخل بسببهما الجنة ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :"رغم انفُ ثم رغم أنف ثم رغم أنف"- أي خاب وخسر - ، قيل:من يا رسول الله؟قال "من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنة".
يا مسلمون: والأنبياء والمرسلون هم قدوتنا نسير على نهجهم ونقتفي آثارهم ، وقد كانوا بارين بآبائهم وأمهاتهم ، وقد أثنى الله تعالى عليهم بهذا الخلق الحسن فقال في شأن يحيى عليه السلام:"وبرا بوالديه ولم يكن جبارا عصيا" ، وقال على لسان عيسي بن مريم عليه السلام: "قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا وجعلني مباركا أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا"، فالعاق لأبويه جبار وعاص وشقي ،فاللهم لا تجعل فينا جبارا ولا عاقا ولا شقيا...
  
يا عباد الله ، يا مؤمنون:  بركم لآبائكم وأمهاتكم كما يكون في حياتهم يكون بعد مماتهم ، ومن البر  بعد مماتهم الدعاء والاستغفار لهم ، والصدقة عنهم،  وإنفاذ عهدهم وإكرام أصدقائهم،  فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:يا رسول الله هل بقي من برّ أبوي شيء أبرهما به بعد وفاتهما ؟ قال: "نعم الصلاة عليهما- أي الدعاء لهما-  والاستغفار لهما وإنفاذ عهدهما من بعدهما وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما
 
 وإكرام صديقهما"، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم برا بخديجة وهي زوجته فيهدي لأصدقائها بعد موتها ، فما بالكم يا  مسلمون بالوالدين ألا يستحقان البر والصلة في الحياة وبعد الممات؟ فيا ربنا ارحم والدينا كما ربونا صغارا ،واغفر لهم ، وارفع درجاتهم عندك ، واجعل قبورهم عليهم وعلينا رياضا من رياض الجنة ، وتوفنا بارين بآبائنا وأمهاتنا يا أكرم الأكرمين.. عباد الله: "إن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه" ،فادعوه وأنتم موقنون بالإجابة، واستغفروه فإنه غفور رحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين ، ونشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له ، ونشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله ، وصفيه وخليله ، بلغ رسالة ربه ، وأدى أمانته ، ونصح أمته ، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعهم وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين...... أما بعد ، أيها المسلمون:
الابن البار بأبويه يرزقه الله العيش الكريم والذكر الحسن في الحياة الدنيا ،
  
فعن أنس- رضي الله عنه-  قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سرّه أن يمد له في عمره ويزداد في رزقه فليبر والديه وليصل رحمه"،
وببر الوالدين وطاعتهما يصرف الله عن الولد البار لوالديه السوء،  قال ابن عباس - رضي الله عنهما- :" إنما رد الله عقوبة سليمان عن الهدهد لبره بأمه" ، وقال عكرمة :" إنما صرف سليمان عن ذبح الهدهد أنه كان بارا بوالديه ينقل إليهما الطعام فيرزقهما"، فاعتبروا يا مسلمون، فإذا كان
 
 الله صرف ذبح الهدهد بسبب بره بوالديه وهو غير مكلف ، فإن صرف السوء عمن يبر أبويه منكم أولى  ، وهذا إسماعيل - عليه السلام - يصرف الله عنه الذبح لطاعته لأبيه ويفديه بذبح عظيم ،"قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين" ،  فلما أرض إسماعيل أباه إبراهيم بطاعته إياه أكرمه الله وفداه ، كما قال عز وجل"وفديناه بذبح عظيم "، فيا أيها الأبناء ويا أيتها البنات أطيعوا والديكم من غير معصية  والزموا برهم كي تكونوا في حفظ الله ورضوانه وكنفه ومحبته.... يا  مرابطون يا مؤمنون: والعقوق لا يتوقف عند عقوق الأبناء للآباء والأمهات ، بل تعداه في هذا الزمان إلى عقوق أمّة المسلمين لكتاب ربها ولهدي رسولها صلى الله عليه وسلم  فلا هي تحرك ساكنا لما تراه من معاص ومنكرات واستدبار لأحكام الله وشرائعه وتعد  صريح على كل ما هو مقدس عندنا،
  
فأي عقوق أكبر وأعظم من  هذا والأمة في دائرة الترقب والانتظار والشجب والاستنكار وإن المنعطف الخطير الذي تسير فيه أمة الإسلام اليوم والمتمثل في محاولة فرض الأمر الواقع بمنع المسلمين من إظهار شعائر دينهم في كافة بقاع الدنيا ، والعمل على قدم وساق لتغيير معالم التاريخ العربي والإسلامي للمقدسات والتراث ، وفرض  مناهج  على الطلاب في المدارس يناقض دينهم وقيمهم وتاريخهم المجيد كل ذلك عقوق
 
من المسلمين لدينهم وتاريخهم ومقدساتهم يوجب عليهم التوبة من هذا العقوق المشين بأن يقبضوا على ناصية القرار بأيديهم من غير تبعية لشرق أو لغرب ، وهذا لا يكون إلا بتوحيد الصف في كل بلاد المسلمين تحت راية الإسلام الحق ، وعليه فإني أدعو قادة الشعب الفلسطيني إلى التوبة من عقوق القضية الفلسطينية وتوحيد الصف والكلمة والمنهاح ، وأطالب العرب والمسلمين بالتوبة من عقوق تاريخهم وقيمهم والعودة العاجلة إلى البر بقضاياها المصيرية وبمقدساتها ونصره كتتاب ربها وسنّة رسولها صلى الله عليه وسلم  ... اللهم انصر ديننا وأعل راية إسلامنا  ومكنّا من أعدائنا ، ووحد صفوفنا وفرج كرباتنا وعجل في خلاصنا. اللهم أهلك الظالمين وافضح المنافقين وردهم خزايا نادمين.  يا ناصر المستضعفين يا الله يا نصير المظلومين يا الله أنت ربنا ولا رب لنا سواك

وأنت إلهنا ولا إله لنا سواك ، فكن لنا ولا تكن علينا ، وانصرنا على من بغى علينا ،  وارزقنا فرجا عاجلا قريبا يا مفرج الكربات يا ألله
اللهم ارفع الحصار عن المحاصرين ، وأطلق سراح المأسورين ، واقض الدين عن المدينين ،وفرج كربات المكروبين ... اللهم اجعلنا بوالدينا بارين وارزقنا برأبنائنا يا أرحم الراحمين  

 
واغفر اللهم لنا ولوالدينا ولمن لهم حق علينا   واغفر للمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات وارزقنا حسن الخاتمة  وتوفنا وأنت راض عنا
وأنت يا مقيم الصلاة أقم الصلاة :" إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون"


 

 

من فقه القرآن : الهجرة المطلوبة من المسلم


من فقه القرآن
" الهجرة المطلوبة من المسلم"
الشيخ الدكتور محمد سليم محمد علي
إمام وخطيب المسجد ألأقصى
الأمين العام لهيئة العلماء والدعاة ببيت المقدس
 
 قال الله تعالى ( إنّ الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون  رحمة الله ، والله غفور رحيم ) سورة البقرة :218
      فقه الآية الكريمة وفوائدها في المسائل الآتية :
المسألة الأولى : الآية الكريمة جمعت بين أعلى مراتب الإسلام ، وهي : الأيمان ،والجهاد ، والهجرة .
المسألة الثانية : التلازم موجود بين هذه المراتب الثلاثة ، فلا هجرة من غير إيمان ، ولا تتحقق الهجرة إلاّ بالجهاد ، ومن لم يكن مؤمنا ، فلا عبرة بجهاده وهجرته ، كما قال عزّ وجلّ ( وقدمنا إلى ما عملوا فجعلناه هباء منثورا ) .
المسألة الثالثة : والجهاد أربع مراتب ، وهي :
الأولى :  جهاد النفس ، والنفس تحتاج إلى جهاد طويل ودائم ، فعلى عاتقها يقوم بنيان أنواع الجهاد الأخرى الباقية ، قال الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) . والنفوس ثلاثة ، واحدة ناجية وهي النفس المطمئنة ، وهي نفس المسلم الصالح التقي، قال الله تعالى ( يا أيتها النفس المطمئنة   ، ارجعي إلى ربك راضية مرضية ، فادخلي في عبادي وادخلي جنتي )، والنفس الثانية هالكة ، وهي النفس  الأمارة بالسوء ، وهي نفس الكافر ، المتبع للهوى والشهوات (وما أبرىْ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء )، والنفس الثالثة  النفس اللوامة ، وهي نفس المسلم الذي يذنب ويستغفر ويتوب ، فهو دائم اللوم لنفسه على معاصيها وذنوبها ( فلا أقسم بالنفس اللوامة ). والنفس الأمارة بالسوء والنفس اللوامة مطالبتان بالتشمير عن ساق التوبة والعمل الصالح بالهجرة من التقصير في طاعة الله تعالى لتنجوان ،  وقد قال صلى الله عليه وسلم ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، والمهاجر من نهى الله ورسوله عنه )
الثانية : جهاد الشيطان  ، والشيطان عدو الإنسان منذ أهبط على الأرض ، والواجب على العاقل أن يهجر عدوه الذي يتربص به الموت والهلاك  ، وهذا لا يتأتى إلا بمجاهدة الإنسان الأهواء والشهوات ، فهي أكبر !جنود الشيطان ، وبهما  يجول ويصول  ، وقد أمرنا الله تعالى قائلا ( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا ) ، وما أجهل الإنسان حين يتخذ من عدوه صديقا وهو يعلم عداوته له ، وتربصه به   !.
الثالثة : جهاد الكفّا ر ، وهذا النوع من الجهاد ، لا يستطيع أن يقوم  به  إلا من جاهد نفسه ، وهاجر  بها  إلى الله تعالى بالطاعات ، واجتناب المعاصي ،ومن عجز عن مجاهدة النفس والشيطان كان لمجاهدة عدوه أعجز ، ولذلك قدم الإيمان على الهجرة والجهاد ، لأن الإيمان لا  يكمل إلا بالعمل الصالح ، والعمل الصالح هو أداء الفرائض ، واجتناب المحرمات ، ومن قام بهما  ، حقق الهجرة والجهاد جميعا
الرابعة: جهاد أرباب البدع والضلالات  ، وأرباب الضلالات والبدع كثيرون في مجمعاتنا ، ولا يستقيم إيمان المسلم حتى يجاهدهم ، فإن عجز قام بهجرهم  حتى يتوبوا .
المسألة الرابعة : وكل مسلم حتى يحقق مرتبتي الإيمان والجهاد ، يجب عليه أن يهاجر إلى الله تعالى ، وهذا لا يكون إلاّ  بجهاد النفس والشيطان وأرباب البدع والضلالات ، الهجرة الموافقة للحق ، والجهاد القائم لنصرة الدين ، وللهجرة والجهاد أحكامهما التي يجب على المسلم معرفتها قبل أن يقوم بهذين الواجبين .
المسألة الخامسة :  والهجرة بهذا المفهوم أنواع منها :
أولا : الهجرة الفردية : وهي أن يقوم كل مسلم بجهاد نفسه ، وشيطانه ، ومن حوله من أهل الضلال ، وهذه واجبة على كل إنسان ،  لأنه لا  نجاة له إلا بها ، ولأنه مأمور بها .
ثانيا : الهجرة الجماعية : وهي أن يقوم المسلمون جميعا بالهجرة إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، أي أن تحدث الأمّة في واقعها توبة جماعية ، استجابة لأمر الله تعالى ( وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ).
المسألة السادسة : والهجرة الجماعية  ، أعني بها التوبة الجماعية للأمّة المسلمة ، وهي واجبة عليها ، وبخاصة في هذا العصر ، لأنها تعيش في كبائر المنكرات ، وعلى  رأسها ترك التحاكم إلى الإسلام ، واحتكامها إلى المناهج الوضعية ، فأول توبة عليها هي أن تهاجر إلى القرآن الكريم ،وسنّة النبي صلى الله عليه وسلم ، وتعيدهما إلى منصة الحكم ، وإلا ذهبت ثوراتها سدى ، واستفاد منها الكافرون .
المسألة السابعة : والهجرة الجماعية  على مستويات ، وهي :
 أولا : مستوى الأسرة ، وهذه الهجرة يجب أن يقوم   بها الأب مع زوجته ، لإقامة بنيان الأسرة  على الإيمان بمفهومه الشامل الذي بينت بعضه سابقا ، فالأب قوام ، ومقتضى القوامة يجعله مكلفا ومسئولا عن أسرته .
ثانيا : مستوى التجمعات السكانية للمسلمين ( الحارات والأحياء )، فلا بد أن يقوم أولو النهى والدين منهم بدعوة أهل الحيّ جميعا إلى الهجرة إلى الله تعالى بالإيمان والطاعة والصلاح .
ثالثا : مستوى الأمة كلها : وهذه الهجرة  سبب في سعادة المسلمين وسائر الأمم في الأرض ، وما شقاء البشرية اليوم إلا لترك الأمة المسلمة   هذا الواجب ، فالله جعلنا في الأرض لنعبد الناس لربهم ، وكيف نعبدهم لربهم ونحن شاردون عن هذه العبودية ؟ وما جعلنا الله تعالى أمة وسطا ، إلا لأننا نؤمن به ، ونهاجر إليه ، ونجاهد في سبيله  جميعا كأمة ، وليس أفرادا أو جماعات .
المسألة الثامنة : قوله تعالى ( يرجون رحمة الله) في بداية الآية الكريمة ، فيه إشارة إلى حسن خاتمة من هاجر وجاهد بعد الإيمان  ، لأن الإنسان المسلم لا يعرف بماذا يختم له ، فمن أراد حسن الخاتمة فعليه بهذه الثلاثة المنصوص عليها في الآية الكريمة ، وهذا أفهمه من رجاء رحمة الله لمن آمن وهاجر وجاهد ، فالله لا يذكر الرجاء برحمته إلا إذا كان سيعطيها عبده  ، وهو سبحانه لا يخلف وعده ( ومن أصدق من الله قيلا ) .
المسألة التاسعة : قوله تعالى في نهاية الآية ( والله غفور رحيم ) دال على العاقبة الحسنة للمسلمين إن هم هاجروا إلى ربهم ، وجاهدوا في سبيله ، الجهاد بأنواعه الأربعة السابقة ، وهذه العاقبة حسنة في الدنيا ، وحسنة في الآخرة .
المسألة العاشرة : وكم أن هجرة النفوس واجبة إلى ربها بالمعاني التي ذكرتها ، فهي واجبة بانتقالها من أرض إلى أرض ،نصرة للإسلام ، ونصرة للمسلمين ،وهذه  الهجرة لها ضوابطها الشرعية التي يجب وعيها وفقهها قبل العمل بها ، حتى لا يهجر مسلم أرض المسلمين لفهم خطأ ، ظنّه صوابا . 
وعلى المسلم في كل أحواله ، أن يعيش مهاجرا إلى ربه ، بإدامة الإيمان ، والارتقاء بالنفس إلى مرتبة الإحسان ، ثم إلى مرتبة اليقين .
 
     وأسال الله تعالى لي ولكم حسن الخاتمة ، ودوام الهجرة إلى ربنا العظيم بالطاعات والأعمال الصالحات 


خطبة الجمعة 23/9/2016 للشيخ محمد سليم "محمد علي" من المسجد الاقصى المبارك

خطبة الجمعة 23/9/2016 للشيخ محمد سليم "محمد علي" من المسجد الاقصى المبارك





خطيب المسجد الاقصى يدعو قادة الشعب الفلسطيني الى توحيد الصف والكلمة

خطيب المسجد الاقصى يدعو قادة الشعب الفلسطيني الى توحيد الصف والكلمة


السبت، 17 سبتمبر 2016

من فقه القرآن : من أحكام الأضحية

                                        من فقه القرآن
من أحكام الأضحية
الشيخ الدكتور محمد سليم محمد علي
إمام وخطيب المسجد الأقصى المبارك
الأمين العام لهيئة العلماء والدعاة ببيت المقدس
 
قال الله تعالى : ( وفديناه بذبح عظيم ) سورة الصافات : 107 فقه الآية الكريمة وفوائدها في المسائل الآتية:
المسألة الأولى : قوله تعالى ( بذبح) : اسم للحيوان المذبوح ، وقوله تعالى ( عظيم ) أي : ضخم الجثة سمين ، وفي هذا دليل على أن الأضحية يعتبر فيها مقدار ما فيها من لحم ، لتكون الفائدة أكثر والنفع أعم حين توزيعها أو أجزاء منها على الأقارب والأصدقاء والفقراء . المسألة الثانية : والأضحية لا تكون إلا من الأنعام وهي الإبل والبقر والغنم وهي مشروعة تأسيا بسيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام عندما أراد ذبح ابنه إسماعيل ، ففداه الله بذبح عظيم . المسألة الثالثة : والصحيح من أقوال العلماء أن الأضحية سنة مؤكدة لمن كان موسرا ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا دخل العشر وأراد أحدكم أن يضحي فلا يمس من شعره ولا من بشره شيئا ) ، فدل الحديث الشريف على أن الأضحية ليست بواجبة ، لأنه صلى الله عليه وسلم علق التضحية بإرادة المضحي وفوضها إليه . المسألة الرابعة : والأضحية أفضل من الصدقة بثمنها ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( ما عمل آدمي من عمل يوم النحر أحب إلى الله من إهرام الدم ..) المسألة الخامسة : ووقت ذبح الأضحية يبدأ بعد طلوع شمس يوم النحر ( العيد ) وبعد حضيّ قدر نصف ساعة من طلوع الشمس لأهل البوادي الذين لا تقام فيهم صلاة العيد ، أما الذين تقام فيهم صلاة العيد ، فهي انصراف الإمام من خطبته وصلاة العيد ، وأما من يذبح الأضحية قبل صلاة العيد ، فأضحيته شاة لحم ولا تعتبر أضحية ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي ثم نرجع فننحر ، فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا ) ، وقال ابن عبد البر من علماء المالكية : ( لا أعلم خلافا بين العلماء أن من ذبح قبل الصلاة وكان من أهل المصر ـ يعني أهل البلد ـ أنه غير مضح ، لقوله عليه السلام : ( من ذبح قبل الصلاة فتلك شاة لحم ) ) . المسألة السادسة : ويجوز للمسلم أن يذبح أضحيته في أيام التشريق كلها ، بالإضافة إلى يوم النحر الذي هو يوم العيد ، وأيام التشريق هي الأيام الثلاثة بعد يوم العيد عند الشافعية ، وعند غيره من العلماء أنها اليومين الثاني والثالث بعد يوم العيد ( يوم النحر ) ، وهناك أقوال أخرى لا ضرورة لذكرها هنا ، والذي يهم ذكره في هذا المقام ، أن العلماء اختلفوا في عدد أيام التشريق ، فمالك وأحمد وأبو حنيفة قالوا : هما يومان بعد يوم العيد ، والشافعي قال : هي ثلاثة أيام بعد يوم العيد ، وللخروج من خلاف العلماء ، فالأفضل ألا يؤخر المسلم الأضحية حتى اليوم الرابع من أيام العيد ، بل يسارع إلى الذبح في اليوم الثالث من أيام العيد إن تأخر عن الذبح قبل يوم النحر ( يوم العيد ) ، مع العلم أن غروب الشمس يعني إنتهاء اليوم وبالتالي فغروب شمس آخر أيام التشريق لا يجوز بعده ذبح الأضحية .
المسألة السابعة : وأما سن الأضحية التي يجزئ التضحية بها فهو على التفصيل الآتي :
أولا : الجذعة من الضأن وهي ما استكمل سنة على الأرجح ، أو استكمل ستة أشهر على قول آخر .
ثانيا : التنية من المعز وهي ما استكمل سنة أو سنتين .
ثالثا : التني من الابل وهو ما استكمل خمس سنوات ودخل في السادسة .
رابعا : والبقر ما استكمل سنتين ودخل في السنة الثالثة ، مع ملاحظة أنه يجوز أن يشترك في الإبل سبعة وفي البقر سبعة أشخاص ، لحديث جابر بن عبد الله قال : ( خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مهلّين بالحج ، فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نشترك في الإبل والبقر كل سبعة ببدنة ) .
المسألة الثامنة : والعبرة في الأفضل التضحية به من الأنعام هو كثرة اللحم ، وطيبه وجودته ، لهذا اختلف العلماء في الأفضل ، فقال بعضهم الناقة أفضل من البقر لأنها أعظم ، وبعضهم قال الكبش أفضل لأن لحمه أطيب ، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين أخرنين أملحين ( أبيضين ) .
 
المسألة التاسعة : وأما الشاة الواحدة ، فتجزئ عن الشخص الواحد وعن أهل بيته كزوجته وأقاربه الملزم بنفقتهم ويسكنون معهم ، لأن عطاء بن يسار سأل أبا أيوب الأنصاري : كيف كانت الضحايا منكم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : كان الرجل على عهد النبي صلى الله عليه وسلم يضحي بالشاة عنه وعن أهل بيته ، فيأكلون ويطعمون ) .

المسألة العاشرة : وللمسلم المضحي أن يأكل من أضحيته على وجه الاستحباب كما ذهب إلى ذلك جمهور الفقهاء ، لقول الله تعالى : ( فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير ) ، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل من الأضحية .

المسألة الحادية عشرة : ويجوز للمسلم المضحي أن يأكل الثلث هو وأهله ، ويهدي بثلث للأقارب والأصدقاء ويتصدق بثلث على الفقراء ، ويجوز له أن يأكل نصفها هو وأهله ، وأن يوزع نصفها الآخر هدية وصدقة ، وليس في تقسيم الأضحية قولا واحدا ، ولكن على المسلم أن يستجيب لقوله تعالى ( فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير ) ، وأن يتبع هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، حيث روى ابن عباس عن صفة أضحية النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( ويطعم أهل بيته الثلث ، ويطعم فقراء جيرانه الثلث ، ويتصدق على السؤال بالثلث ) .

المسألة الثانية عشرة : ولا تجوز الأضحية بالأنعام التي فيها عيوب ظاهرة كالعور والعرج والمرض والعجف ، أو فيها عيوب تماثلها أو أكثر منها ، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( أربع لا تجوز في الأضاحي : العوراء البين عورها ، والمريضة البين مرضها ، والعرجاء البين عرجها ن والعجفاء التي لا تنقى ) أي  لا تسمن .

المسألة الثالثة عشرة : ويجوز التضحية مع الكراهة بالتي لم يخلق لها قرن أو انكسر قرنها وبالمشقوقة الأذن أو أذنها مثقوبة ثقبا مستديرا

المسألة الرابعة عشرة : ويحرم على المضحي الانتفاع بجلد الأضحية ببيعه أو بيع لحمها أو شحمها ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( من باع جلد أضحيته فلا أضحية له ) ، ولكن يجوز الانتفاع به كاتخاذه سقاء كما فعلت السيدة عائشة رضي الله عنها .



من فقه القرآن : المسلم بعد الحج


من فقه القرآن
المسلم بعد الحج
الشيخ الدكتور محمد سليم محمد علي
إمام وخطيب المسجد الأقصى المبارك
الأمين العام لهيئة العلماء والدعاة ببيت المقدس
www.algantan.com
 
قال الله تعالى : ( فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا ، فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق . ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ألئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب ) سورة البقرة 200ـ 202
فقه الآيات الكريمات وفوائدها في المسائل الآتية :
المسألة الأولى : قوله تعالى : ( قضيتم ) أي أديتم وفرغتم من مناسك الحج . وهي مأخوذة من قضى : إذا أدى الشيء وفرغ منه ، ومنه قوله تعالى : ( فإذا قضيتم الصلاة ) : أي إذا أديتم الصلاة .
المسألة الثانية : ويعبر بالقضاء عما فعل المسلم من العبادات خارج وقتها المحدود لها ، كمن ينشغل عن الصلاة ، أو يتهاون بها ، ثم يتوب إلى الله ويقوم بقضاء ما فاته ، وكذلك كما في ترك الصيام وغيره من العبادات .
والواجب على المسلم أداء الصلوات وسائر العبادات في أوقاتها وعلى الوجه المشروع الذي شرعه الله تعالى ، وهذا يفهم من قوله ( قضيتم ) في الآية ، أي أديتم مناسك الحج في أوقاتها ، وهو أمر جلي وواضح في الدين ، دلت عليه آيات شريفة وأحاديث نبوية عديدة ..
المسألة الثالثة : قوله تعالى : ( مناسككم ) شعائر الحج ومنها الذبائح وذبح الهدي .
المسألة الرابعة : قوله تعالى ( فاذكروا الله ) ، في هذا الأمر الرباني للحجاج ، دليل على وجوب استقامة الحاج بعد أدائه فريضة الحج على طاعة الله وامتثال أوامره واجتناب نواهيه . والمعنى : إذا فعلتم مناسك الحج وانتهيتم من أدائها ، فاذكروا الله بقلوبكم وألسنتكم وجوارحكم على نعمه وآلائه .
المسألة الخامسة : وهذه الآية دعوة للحاج إلى أن يجعل حجه مبرورا ، وذلك بأن يرجع بعد أدائه فريضة الحج أفضل مما كان عليه قبل ذلك ، ايمانا وطاعة لربه ، واجتنابا لمعاصيه .
المسألة السادسة : والحاج بعد  أدائه فريضة الحج ، والمسلم غير الحاج أيضا ، يجب على كل واحد منهم ، ذكرا كان أم أنثى ، أن يذكر الله كذكر الطفل الصغير أمه وأباه : أمه أبّه .. وهذا قول ابن عباس وعطاء والضحاك والربيع في معنى قوله تعالى ( فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا )
المسألة السابعة : وذكر الطفل أباه وأمه يدل على :
أولا : ضعفه الشديد ، وحاجته الشديدة إليهما لأنه لا يستطيع القيام بشؤون نفسه بدونهما .
ثانيا : التصاقه الدائم بهما ، وارتباط حياته بحياتهما .
ثالثا : حبه المطلق لأبويه ، فلا شيء أحب إلى الطفل منهما .
وإذا عرفنا هذا كله ، وجب على المسلم أن يكون مع ربه عز وجل الذي خلقه على هذه الحال ، من الضعف الشديد ، والحاجة إليه سبحانه ، وتعلقه بالله تعالى بدوام الطاعة له ، وحبه المطلق له عز وجل ..
المسألة الثامنة : وقد كان من عادة العرب إذا وقفوا عند رمي الجمرة ، التفاخر بآبائهم وما لهم من مآثر ، فنهاهم الله عن ذلك وأمرهم بالتزام ذكر الله أكثر من التزامهم ذكر آبائهم في الجاهلية
المسألة التاسعة : وللمفسرين أقوال أخرى في تأويل قوله عز وجل ( فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا) وهذه الأقوال هي :
أولا : اذكروا الله وعظموه وذبّوا عن حرمه وادفعوا من أداء الشرك في دينه ومشاعره ، كما تذكرون آباءكم بالخير إذا غضّى أحد منهم ، وتحمون جوانبهم وتذبّون عنهم  وعلى هذا المعنى ، فالمسلم مطالب دائما بما يلي :
  1. محاربة الشرك ومظاهره
  2. حماية شعائر الله وحرماته ، بأدائها ، وعدم الاعتداء عليها ، والإنكار على من لم يعظمها أو انتهك حدودها .
  3. تعظيم الله تعالى بالخوف منه في كل قول وعمل .
  4. الاستحياء من الله تعالى على كل حال فالتعظيم استحياء العبد أن يفعل شيئا لا يرضاه الله من العبد وقد أرشدنا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى تعظيم الله تعالى بصورة عملية ، وهي أننا كما نستحي من رجل كبير صالح في العشيرة أن نفعل أمامه شيئا يغضبه ولا يرضاه ، فالله أولى أن نعظمه ـ ولله تعالى المثل الأعلى ـ
  5. ذكر الله تعالى دائما ، وذكر الله لا يقتصر على الشفاه بتحريكها بالتسبيح والتحميد والاستغفار والحوقلة ، بل يشمل الذكر استخدام كل عضو رزقك الله كاليد والرجل والعين والأذن والبطن والفرج ، في طاعة الله ، فلا يكون منه إلا الخير والاستقامة .
    ثانيا : وأن ذكر الله يعني أن نغضب لله تعالى إذا عصي أشد من غضبنا لأبوينا إذا شتما ..
    والمسلمون اليوم يعيشون نقيضى هذه الحالة ، فإذا شتم أباه أو أمه أمامه ثار وغضب وهدد ووعد وأرغى وأزبد ، ولكن إذا شتم الله أو الدين أو الرسول أمامه كأن أمرا لا يعنيه ..
    وهذه من ضعف الايمان ، ومخالف لما أمر الله به في هذه الآية الكريمة .
    المسألة العاشرة : قوله تعالى ( فمن الناس من يقول آتنا في الدنيا .. والله سريع الحساب ) بيان لأصناف الناس ، فالمسلم يسأل الله من خير الدنيا وخير الآخرة . وأما الكافر أو الرجل الطالح فلا يسأل إلا خير الدنيا ويغفل عن خير الآخرة وهو النعيم المقيم في الجنة ، والعمل لهذا الخير في الدنيا ..
    وللمؤمن ثواب الحج أو ثواب الدعاء وللكافر عقاب شركه لحصر همه في الدنيا ( أولئك لهم نصيب مما كسبوا )..

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More