خطبة الجمعة
17-6-2016
الحوض
الحمد لله ذكّرنا
بالحشر يوم القيامة وأمرنا بالتقوى للنجاة
من شر ذلك اليوم فقال سبحانه"واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون".
يومكم هذا يوم شديد الحر وأنتم صائمون أغلبكم يهرب من حر الشمس
إلى الظل ، وتنتظرون أن تغيب شمس هذا اليوم لترووا ظمأكم حين الإفطار،فكيف إذا دنت
الشمس من الخلائق يوم
القيامة وهم في المحشر فيكونون في العرق بقدر أعمالهم.. فمنهم من يبلغ العرق قدميه، ومنهم من يبلغ ساقيه، ومنهم من يبلغ بطنه،
ومنهم من يلجمه العرق من طول الوقوف،
. ،فاتخذوا يا عباد
الله مظلات تستظلون بها من حر الشمس في ذلك الموقف العظيم ،مظلات الإيمان الكامل ،ومظلات
الأعمال الصالحة ، ومظلات الفرار من المعاصي كبيرها وصغيرها...
ونشهد أن لا إله إلا
الله وحده لا شريك له ،يحيي ويميت،بيده الخير،وهو على كل شيء قدير، يقبض الأرض يوم
القيامة"ويطوي السماء بيمينه ثم يقول أنا الملك،أين ملوك الأرض" ؟ أين ملوك الأرض الذين يسفكون دماء المسلمين
ويحرقونهم ؟لا ملك يومئذ إلا الله ،ثم يجمع
الله الخلائق في أرض المحشر ، ينتظرون زمانا طويلا حتى يشفع محمد صلى الله
عليه وسلم لهم فيأذن الله بحسابهم...
فعلقوا
قلوبكم بالمسجد الأقصى واغدوا وروحوا إليه ليلا ونهارا..وانشأوا أيها الشباب
في طاعة الله وعفوا أيها الرجال ويا أيتها النسوة عن الفاحشة...وأخلصوا أعمالكم
لله. لتكونوا من الذين يظلهم ربنا عز وجل بظله في ذلك الموقف العصيب..(لمن الملك
اليوم لله الواحد القهار)؟،
اللهم اجعلنا من
عبادك الصالحين ، واجعلنا من المرابطين المخلصين المتقين ، واجعلنا من الذين تظلهم
بظلك يوم لا ظل إلا ظلك يا رب العالمين..
ونشهد أن سيدنا
وقائدنا ومهجة قلوبنا وقرة عيوننا محمدا،عبد الله ونبيه ورسوله، شديد الحرص على
أمته ، ويحبها حبا شديدا ،ينتظر الصالحين منها على حوضه ليشربوا منه في يوم يشتد
ظمؤهم فيه،
قال وهو الصادق المصدوق"
حوضي مسيرةٍ شهر ماؤه أبيض من اللبن وريحه أطيب من المسك وكيزانه"أي كؤوسه
وأوانيه"كنجوم السماء من شرب منه لم يظمأ بعده أبدا".
اللهم إنا نعوذ بك أن
نرجع على أعقابنا أو أن نفتن في ديننا أو أن نحدث فيه ما ليس عليه أمر رسولنا،
اللهم أرزقنا شربة هنيئة مريئة من حوض رسولك الذي نحبه ولم نره، واتبعناه
ولم نعش معه ، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعهم بإحسان إلى يوم
الدين، وصل اللهم على كل من شد الرحال إلى المسجد الأقصى أو نوى شد الرحال إليه
وحيل بينه وبينه وعلى المرابطين فيه إلى يوم الدين .
أما بعد، أيها
المرابطون
أهلا وسهلا ومرحبا
بكم في رحاب المسجد الأقصى الذي قلبه إسلامي وروحه عربية والذي أنتم جوارحه ،فأنتم
يد المسجد الأقصى التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وعينه التي يرى بها وأذنه
التي يسمع به فالمحيا محياكم والممات مماتكم وخاب وخسر الظالمون ...
أيها الصائمون
أبشركم بأن محمدا صلى
الله عليه وسلم حيّ بدينه الذي يملأ الأرض وحي بأمته ،فمن قال إن محمدا مات فقد
خاب وخسر وما وجودكم في هذه الساعة
المباركة في رحاب المسجد الأقصى إلا برهان على حياة الحبيب محمد ودينه...،وان
جموعكم المباركة في رحاب المسجد الأقصى من كافة أحاء فلسطين دليل على وحدة هذا
الشعب وتلاحمه ورسالة إلى قيادات هذا الشعب أن وحدوا صفوفكم وأنهوا خلافاتكم
والتفتوا إلى مصيركم
يا مؤمنون
وما ترونه قريبا منكم
أو بعيدا عنكم من هجمة مسعورة غير مسبوقة
لاستئصال المسلمين ودينهم إنما هو إرهاص بين يدي علو الإسلام في الأرض ليحكم الناس
بالعدل والأمن من جديد ، ومن يشك منكم فيما أقول فأطلب منه كما طلب الله عز وجل من
كل من يشك في نصرة الله لدينه أطلب منه أن يمدد بحبل إلى السماء وليرقى إليها ليقطع النصر النازل على المسلمين منها إن قدر على ذلك ولن يقدر،
فإن النصر من الله ينزل من السماء
،قال الله تعالى :" من كان يظن أن لن ينصره
الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده
ما يغيظ"..
يا مسلمون يا عباد
الله
وكما سيروى
ظمؤكم مع غروب شمس هذا اليوم فإن ظمأكم
سيروى يوم القيامة ولن تظمـأوا بعده أبدا فقد
روى سهل بن سعد أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إني فرطكم على الحوض أي:أنا سابقكم إليه ومهيء لكم شربكم منه".
،من مر عليّ شرب،ومن شرب لم يظمأ أبدا،ليردن عليّ أقوام أعرفهم ويعرفوني ثم
يحال بيني وبينهم،فأقول:إنهم مني ، وفي رواية أبي سعيد الخدري فأقول :إنهم
من أمتي ، فيقال:إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك،فأقول:سحقا سحقا لمن غير بعدي".
يا مؤمنون يا صائمون
هذا نبينا صلى الله
عليه وسلم يتعجب حين يمنع أناس من أمته من
ورود حوضه،ليظلوا عطاشى يأخذ منهم الظمأ مأخذه،قبل أن يلقيهم الصراط في نار جهنم
أعاذني الله وإياكم منها..فيقول"إنهم من أمتي"وفي رواية يقول
:"إنهم مني"..فيقال له:"إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك"..
فاللهم ارزقنا الثبات
وأجرنا من الردة عن الدين ، واجعلنا من
جندك المؤمنين العاملين الصادقين
يا مسلمون:أئمة الجور
ومن مالأهم ونافقهم لا يردون الحوض ولا يشربون منه ، فالرسول صلى الله عليه وسلم
يقول في الحكام الظلمة"سيكون بعدي أمراء،من دخل عليهم فصدقهم وأعانهم على
ظلمهم فليس مني ولست منه وليس يرد علي الحوض"، وصدق رسول الله صلى الله عليه
سلم فكيف يسقى حاكم ظالم يقتل شعبه ويبيع أمته ويرضى لها الهوان ؟
فسحقا سحقا لكل ظالم
يقتل شعبه ، ويحرق الأطفال ، ويعتدي على الأعراض ،ويجعل المقابر والسجون مساكن
للناس ! سحقا سحقا لمن يقتل المستضعفين المدنيين في الفلوجة ، سحق سحقا لبشار عدو المؤمنين وربيب الملحدين، سحقا سحقا
لمن والى كل حاكم ظالم وأعانه على ظلمه وأيده في طغيانه.. سأل سجان للحجاج
سعيد بن جبير فقال:يا شيخ هل أنا من أعوان الظلمة ؟ فقال له سعيد:أنت من الظلمة
أنفسهم،أما أعوان الظلمة فمن يبري لهم قلما أو يحمل لهم محبرة ، وأعوان
الظلمة كلاب جهنم ينبحون فيها كما تنبح الكلاب في البرية ، فيا أيها الناس أما
آن لصرخات المستضعفين المسلمين في كل مكان في الأرض أن تنصر ، أما آن للظلم على
المسلمين أن يرفع؟ فسحقا سحقا لمن يرى المنكر ولم
يبدل أو يغيّر ، ولم يكن له
لله موطنا ينصر فيه مظلوما أو يبطل فيه باطلا ، أو يحق فيه حقا
وسحقا سحقا لمن ارتد
على عقبيه وحارب الإسلام إذا حكم أو إذا أراد أن يحكم... سحقا سحقا لمن يتنازل عن
أرض المسلمين الوقفية لأعدائهم ولو عن ذرة تراب منها...سحقا سحقا لمن يسرب
عقارا أو يبيع دارا لكافر وظالم!!سحقا سحقا لأصحاب الخيم الرمضانية التي باض فيها الشيطان
وفرخ، سحقا سحقا لمن يدخل عليه رمضان ثم يرحل عنه وهو ظالم لنفسه بالمحرمات
والسيئات ،ليله سهر مع المزمار والشيطان ونهاره لهو مع الشهوات والفتن !سحقا سحقا
لعاق أبويه ومؤذي جاره وآكل أموال الناس بالباطل ولم يتب، سحقا سحقا لمن يظلم نفسه
أو يظلم غيره .
أيها المؤمنون
للنبي صلى الله عليه
وسلم حوضان،حوض يكون قبل دخول الجنة في ساحات الحساب وعرصات الموقف،والآخر يكون في
داخل الجنة،وكل منهما يقال له حوض ويقال له كوثر،لأن الحوض الذي في ساحة
الحساب يستمد ماءه من نهر الكوثر الذي في الجنة،قال الله تعالى ممتنا على نبيه صلى
الله عليه وسلم"إنا أعطيناك الكوثر".
يا عباد الله:والكوثر
هو الخير الكثير في الدنيا وفي الآخرة،ويدخل في ذلك النهر العظيم الذي يكون للنبي
صلى الله عليه وسلم في جنات النعيم،ومن الخير الكثير الذي أعطيه رسولنا صلى الله
عليه وسلم المقام المحمود والشفاعة الكبرى للخلائق ليؤذن بحسابهم والشفاعة الصغرى
لمن استحق دخول النار من أمته...
فاللهم آت محمدا
الوسيلة والفضيلة والمقام المحمود الذي وعدته
أيها المسلمون:
والحوض الذي في ساحة
الحساب يكون قبل الصراط ،فمن ثبت على الإلتزام بأحكام الدين في الدنيا وعمل بها
ثبت على الصراط في الآخرة ،ومن فرط في الإلتزام بأحكام دينه وتراخى وخلط الصالحات
بالمعاصي والمنكرات لم يجاوز الصراط ويسقط في نار جهنم قال الله تعالى"وإن
منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا"قال ابن مسعود وقتادة وزيد بن
أسلم:هذه الآية في المرور على الصراط،وقال النبي صلى الله عليه وسلم في شأن
الصراط"ويضرب جسر جهنم فأكون أول من يجيز،ودعاء الرسول يومئذ:اللهم سلم اللهم
سلم..وبه كلا ليب مثل شوك السعدان" ،فيا ويل من تخطفه كلاليب النار إنها تخطف المرتدين على أعقابهم ،والمصرين على
الكبائر ، والمعجبين بحطام الدنيا الزائل الموالين للكفار والمنافقين للطغاة ،
تخطفهم وترديهم في نار جهنم لتحرقهم حرقا وتشوي وجوههم شويا ، فيا رب سلمنا يا رب
سلمنا يا ربنا سلمنا
يا مسلمون يا مؤمنون
وأول الشاربين من
الحوض فقراء المهاجرين ، روى ثوبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال:"وأول الناس ورودا على الحوض فقراء المهاجرين".
ونرجو الله تعالى أن
يكون فقراء المسلمين في كل زمان وأن يكون اللاجئون المسلمون المهجرون من أراضيهم
وأوطانهم من أوائل الشاربين من حوض نبينا صلى الله عليه وسلم،جزاء معاناتهم وصبرهم
.
يا عباد الله:ثم يأتي
بعدهم أهل اليمن في الشرب من الحوض،فعن ثوبان أيضا قال الرسول صلى الله عليه
وسلم:"إني لبعقر حوضي أي بمؤخر حوضي أذود الناس لأهل اليمن"..وما هذه
الكرامة لأهل اليمن إلا لأنهم من أوائل المسارعين إلى الإسلام ونصرة الرسول صلى
الله عليه وسلم ،فاللهم فرّج عن المسلمين أوليائك في اليمن وفي سائر بلاد المسلمين
ما هم فيه من ابتلاء وفتنة في الدين ،وأما أنتم أيها المرابطون فاحرصوا على أن تكونوا في بداية الصفوف التي
تعمل لإعلاء كلمة الله في الأرض ،ونصرة الدين ، ، لتكونوا مع أهل اليمن في الشرب
من حوض حبيبنا صلى الله عليه وسلم .
أنتم أيها
المرابطون فاحرصوا على أن تكونوا في
بداية الصفوف التي تعمل لإعلاء كلمة الله في الأرض ،ونصرة الدين ، ، لتكونوا مع
أهل اليمن في الشرب من حوض حبيبنا صلى الله عليه وسلم
يا مؤمنون:
والذي يكرم
الصائم ويسقيه ويفطره يرد على الحوض،فقد روى سلمان مرفوعا"من يسقى صائما لله
سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة"،فاحرصوا على تفطير الصائمين
وسقياهم ،وتراحموا في شهر رمضان بكل أنواع الرحمة التي تعرفونها وتقدرون عليها ...
يا عباد الله
في شهر رمضان وفي غيره من الشهور إذا اعتذر أحد
المسلمين إلى أحدكم لإساءة أساءها له ،وطلب منه الصفح والعفو والمغفرة ،فليبادر
إلى مسامحته والعفو عنه ، فالذي لا يقبل العفو عن الإساءة عن أخيه المسلم لا يرد حوض النبي صلى الله عليه وسلم ولا يشرب
منه ليروي ظمأه ،ففي الحديث
الذي روته عائشة
مرفوعا"من اعتذر إلى أخيه المسلم فلم يقبل عذره لم يرد علي الحوض" ،فتحابوا
وتغافروا وتصافحوا حتى تلقوا رسولكم صلى الله عليه وسلم وهو عنكم راض،ولتسقوا
من حوضه شربة لا ظمأ بعدها...
يا مؤمنون،يا عباد
الله:
حذار من الدياثة ،والدياثة
هي أن لا يغار المسلم على أهله
ومحارمه ويرضى بالمعصية والفاحشة عليهم وفيهم، فمن يأذن لزوجته وبناته أن يخرجن
متبرجات ، ومن أذن لأهله مشاهدة المسلسلات الداعية إلى الفجور وسماع الأغاني
الفاحشة فهؤلاء وإن صلوا وصاموا سيعذبون في النار لأن شأنهم حقير عند رب العالمين قال النبي صلى
الله عليه وسلم"ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة العاق لوالدين والمرأة
المتبرجة والديوث"
فيا أيها الآباء ويا أيتها
الأمهات قوا أنفسكم وأهليكم عذاب النار ،فلا تتركوا أبناءكم وبناتكم على غير بصيرة
وهدى ،أدبوهم وعلموهم ورغبوهم ورهبوهم ، وقد حذر الله الآباء والأمهات من دخول
النار إن هم قصروا في تربية أبنائهم فقال:"يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم
وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما
أمرهم ويفعلون ما يؤمرون" "
فاللهم أتمم علينا
نورنا ،واهدنا لحوض رسولنا ،واجعلنا من الذين يشربون منه ،وأجزنا
على الصراط ، وأدخلنا الجنة بسلام..
عباد الله:توبوا إلى
الله واستغفروه
فإنه سبحانه غفور
رحيم، وادعوه وأنتم موقنون بالإجابة
الخطبة الثانية
الحوض
الحمد لله رب
العالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن سيدنا محمدا عبد
الله ورسوله ، بلغ الرسالة ، وأدى الأمانة ، ونصح الأمة ، وجاهد في الله حق جهاده
حتى أتاه اليقين ، اللهم صل وسلم وبارك عليه ، وعلى آله وأصحابه وأتباعه وتابعيهم
بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد ، أيها
المؤمنون
إذا كان التبديل في الدين جريمة تستوجب
الظمأ يوم القيامة والعذاب في نار جهنم ،فإن التبديل في تراث المسلمين وتاريخهم
وفي واقع مقدساتهم في بيت المقدس وفي المسجد الأقصى جريمة يجب على المؤسسات
الدولية الفاعلة أن تمنعها ، كما وعلى العرب والمسلمين أن يحافظوا على تراثهم في
هذه الأرض ، وأن يمنعوا الاعتداء على مقدساتهم فيها ، هذه الاعتداءات الممنهجة
والتي تتكرر بشكل يومي ، وذلك قبل فوات الأوان ، وقبل أن يعضوا على أصابع الندم (
ولات حين مندم ) ، والله تعالى يقول ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض )،
فهل تجد القدس لها مغيثا وناصرا ؟ وهل يجد المسجد الأقصى له صريخا ؟
أيها المسلمون :
المطلوب منكم أن تثبتوا على دينكم ، وأن ترجعوا
إليه ، وأن تلتزموه عقيدة وشريعة وأخلاقا ، حتى لا تظلوا في ظمأ المعاصي ، وعذاب الظالمين
، فعودوا إلى دينكم ، واخلعوا الجاهلية وأعمالها وأقوالها وأفكارها على عتبات
المسجد الأقصى ، وفي حارات القدس وشوارعها وأحيائها قبل أن تغادروها وتذكروا قول
الله تعالى ( واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم ، يا
أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم
والله ذو الفضل العظيم ).
أيها المسلمون:
جزاكم الله خيرا على
تجشمكم عناء السفر وشد الرحال للصلاة في المسجد الأقصى ،وأسأل الله أن يتقبل مني
ومنكم الصلاة والصيام والقيام وسائر العبادات ، الزموا يا مسلمون الهدوء بعد انتهاء الصلاة واتركوا
التدافع على الأبواب وأنتن ايتها النساء لا تزاحمن الرجال في الطرقات والأسواق
،واسمعوا وأطيعوا للجان النظام كي تعودوا مأجورين إن شاء الله تعالى ،والشكر
والتحية لكل لجان النظام وفرق الإسعاف وغيرهم وفي مقدمتهم حراس المسجد الأقصى
الذين يقفون في الصفوف الأولى للمرابطين
أيها المؤمنون
أنهى أبناؤنا من طلبة
التوجيهي الامتحانات ونسأل الله لهم النجاح وأن يخدموا وطنهم ونطالب وزارة التربية
والتعليم أن تأخذ بالحسبان أثناء التصحيح
أن نظام التوجيهي في العام القادم مغاير لما هو عليه هذه السنة وما سبقها
من سنوات ، ونحث الطلاب على دراسة العلوم النافعة ومنها دراسة الشريعة الإسلامية
وباستطاعة الطالب دراسة العلم الشرعي في كلية القرآن في جامعة القدس من خلال المنح
الكاملة المخصصة لهم طلابا وطالبات
اللهم احفظ المسجد
الأقصى للمسلمين وارزقه الخلاص يا رب العالمين يتها النساء لا تزاحمن
أيتها الناساء لا تزاحمن الرجال أ
اللهم قاتل الكفرة
والظالمين ، وصب عليهم سوط عذابك ، وأرنا فيهم بطشك وعقابك الذي لا يرد عن القوم
المجرمين ، اللهم اجعل لنا وللمسلمين في كل مكان فرجا عاجلا قريبا ومخرجا ، اللهم
انصر الإسلام وأعزّ المسلمين ، وأعل بفضلك كلمتي الحق والدين ، اللهم اشف مرضانا ،
وأطلق سراح أسرانا ، واستر عوراتنا وآمن روعاتنا ، واقض عنا ديوننا ، اللهم اهد
شباب المسلمين وبنات المسلمين ، وانصر بهم الدين ،اللهم أحينا على سنة نبيك،
وتوفنا على ملّته ، وأعذنا من مضلات الفتن ، اللهم اغفر لنا ولولدينا ولأزواجنا
ولأهلينا ,واغفر اللهم للمسلمين والمسلمات ،الأحياء منهم والأموات ، اللهم اجعلنا
من الآمنين يوم القيامة ، وأدخلنا الجنة مع المقربين رحمتك يا أرحم الراحمين
وأنت يا مقيم الصلاة
أقم الصلاة (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما
تصنعون )