تعديل

الجمعة، 29 يوليو 2016

خطبة الجمعة مكتوبة 22/7/2016 الإسلام أمل الأمّة

خطبة الجمعة
الإسلام أمل الأمّة
22/7/2016م
الحمد لله رب العالمين جعل الإسلام ظاهرا على الدين كله ...
فرغمت أنوف  الكافرين والمنافقين وأعداء الأمة والدين ...
هذا الذي ترونه من تكالبهم عليكم
: أوله ابتلاء
:وأوسطه اجتباء
:وآخره تمكين لكم في الأرض واعتلاء




فاللهم اجعلنا أهلا لنصرك
واجعلنا من خيرة جندك
واجعلنا من خير من رابط في سبيلك ...
أشهد يا الله أنك وحدك لا شريك لك أنت نصيرنا وأنت ولينا وولي المؤمنين وأما الكافرون لا مولى لهم
كلمتك يا ربنا هي العليا وكلمة من عاداك وعادانا هي السفلى
وقريبا قريبا  سيعلو هتاف المسلمين المستضعفين
:الليل ولى لن يعود     وجاء دورك يا صباح
وسفينة الإسلام سارت  لا تبالي بالرياح


وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ونبيه ورسوله  ، نصر الله به الدين
فأمة قائدها محمد لن تبيد ، وأمة قائدها محمد سيهزم أمامها الجمع ويولون الدبر
، وأمة قائدها محمد ستملك ناصية الدنيا بالحق المبين
، وستكون في الآخرة في رضوان رب العالمين
هذا محمد صلى الله عليه وسلم يبشرنا بالبشارة الكبرى
ليبعث فينا الأمل ، وليحثنا على العمل
فيقول لنا: "ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار
ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين



بعز عزيز أو بذل ذليل، عزا يعز الله به الإسلام، وذلا يذل الله به الكفر"
فاللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الكفر والكافرين
،وصل اللهم على عبدك ونبيك الذي آمنا به ولم نره
 واتبعناه ولم نعش معه
، فاجمعنا به  يا ربنا على الحوض
وأسقنا من يده شربة لا نظمأ بعدها أبدا
وارزقنا صحبته في جنات النعيم  
وصل اللهم على آله وأصحابه وعلى التابعين
 وعلى من تبعهم بإحسان
وصل اللهم على كل مسلم مرابط إلى يوم الدين
أما بعد
أيها المؤمنون الصابرون
مكر المشركون بالنبي صلى الله عليه وسلم
ليقتلوه أو يأسروه أو ينفوه
فرد الله مكرهم إلى نحورهم خاسرين
وحاصروه  ومن معه من الصحابة في الشعب ثلاث سنين
فخرج الصحابة أصلب عودا وأقوى إيمانا
وطاردوه في الهجرة  وحين كانوا يبعدون عنه  مسافة صفر
 قال لصاحبه مفاخرا بربه : يا أبا بكر  ما ظنك باثنين الله ثالثهما
 يا أبا بكر لا تحزن إن الله معنا
وشكا الصحابة للرسول صلى الله عليه وسلم ما هم فيه من هوان
وما يتعرضون له من أذى وعذاب
فقد روى خباب بن الأرّت  رضي الله عنه قال


: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة
فقلنا: ألا تستنصر لنا، ألا تدعو لنا!!
فأبان لهم النبي صلى الله  عليه وسلم  طريقهم ومسارهم في الدنيا فقال :
"قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها
، ثم يؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين،
ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه ما يصده ذلك عن دينه
"
و يبشر صلى الله عليه وسلم بعده برفع الغمّة وانتصار الأمة واستتباب الأمن فيقول
والله ليتمن هذا الأمر حتى  يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله، والذئب على غنمه"
ويحذرنا من العجلة التي جبل أكثرنا عليها لرؤية مصارع الظالمين
ورؤية النصر المبين
بقوله: "ولكنكم تستعجلون
يا عباد الله يا مؤمنون
الصبر على طاعة أوامر الله ، والصبر عن معاصيه والصبر على الابتلاءات والفتن   والثبات على الحق  والوحدة والاعتصام بكلمة الله  ونبذ الفرقة والخصام



وتجنيب المسجد الأقصى ورحابه الطاهرة الخلافات والصراعات
حول المواقف والآراء أيا كانت   هي أخلاق الأمة حين تبحث عن النصر على عدوها         وحين تريد الخلاص من ظلمه وجبروته
وهذا ما كان عليه جيل الصحابة
 الذين وعدهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالنصر وبشرهم بالتمكين
فتعالوا نرى من خلال  بعض الأمثلة من واقعنا هل نحن على أخلاق أمة النصر والتمكين؟
إطلاق الرصاص في الشجارات وفي الأعراس وفي كافة المناسبات
هل هو من أخلاق المرابطين أم من أخلاق الضالين المضلين ؟
 آلله أذن لنا أن يقتل بعضنا بعضا ونحرق البيوت !
آلله أذن لنا  بالاعتداء على الدماء والأعراض والأموال!
هل هذا من الدين أم من صنيع أهل الجاهلية عصبية وقبلية ؟  آلله أمرنا أن ننتهك حرمة شهر رمضان بالمعاصي والفسوق  هل  أوصانا  الله بهذا أم حذرنا منه ونهانا عنه؟

هل نحن فعلا مرابطين نتطلع إلى التحرر من ظلم الظالمين ...  أم أننا أسرى للشهوات وللشبهات وللأنفس الأمّارة بالسوء؟  فالعصبية والقبلية وبعض مظاهر الجاهلية تتغلل فينا    وكأن كتاب الله ليس بين أيدينا !  وكأن سنّة الرسول صلى الله عليه وسلم غريبة عنّا    فلم نجد من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر    ويأخذ على أيادي السفهاء     واكتفى الصالحون منا بالصيام والقيام
فماذا سيقولون لربهم إذا سئلوا عن فساد الناس وفسقهم فيهم
أليس لكم يا صالحون عظة؟...  أليس لكم يا مؤمنون  عبرة؟... في قول الله تعالى :
"لعن الذين كفروا من بني اسرئيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون   كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يصنعون"






إي والله لبئس ما كانوا يصنعون! إي والله ولبئس سكوتنا عن المنكرات !
،فهل هذا طريق النصر والتحرر أم أننا لازلنا بعيدين عنه حتى نراجع ديننا ؟
وإذا لم نستنصر ربنا  بأفعالنا الصالحات فمن يستنصر لنا ؟
هل نستنصره بالمعاصي والمنكرات؟ أم نستنصره بالاقتتال و الخلافات؟فكونوا مفاتيح للخير مغاليق للشر ،ففرجوا هموم الناس، ونفسوا كربهم ، واقضوا ديونهم،وأعينوا ملهوفهم ، وانصروا مظلومهم ، وانصحوا حائرهم ، وانقذوا متعثرهم ، واهدوا عاصيهم فتلك والله أخلاق من يستحقون النصر من رب العالمين




يا مسلمون يا صالحون يا متقون يا علماء ويا مفكرون  ويا رجالات الإصلاح يا آباء يا أمهات يا معلمون ويا معلمات
مهمتكم  وراثة النبي في رد الناس إلى دينهم وقيمهم
فأنتم الموجهون والمربون من بعد
خاصة في وقت الأزمات والمحن التي نعيشها
فبثوا في الناس الأمل، وسدوا  ما في المجتمع من خلل
علموهم أن الإسلام أفضل من الجاهلية
وأن احتلال النفوس والقلوب بالمعاصي أكبر من احتلال البشر لهم



أليس فيكم رجال راشدون يجمعون كلمتهم
على تغيير واقعنا بجهله وجاهليته إلى التزام شرع الله ودينه ؟
وينهون كل مظاهر الانفلات والفساد التي إن تركت
ستقودنا إلى حرب أهلية وفرقة  وخصام
انهضوا  وبشروا الناس بالفرج، وذكروهم  بسنن الله في كونه
وأن دوام الحال من المحال، وأن مع العسر يسرا
وأن الأيام دول، وأن الحق منتصر
وأن انتظار الفرج عبادة، وأن بعد الاستضعاف المن والتمكين
وبشروهم كما بشر النبي أصحابه وكما بشر الله عباده فقال
:"وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ 
يا عباد الله يا مؤمنون
وفي غزوة الخندق تجمعت الأحزاب من  كل مكان
كفار ومنافقون في أكبر خطوة لإستئصال الإسلام وأهله
، فلجأ المسلمون إلى حفر الخندق
فتعترضهم صخرة عظيمة لا تنال منها الفؤوس
فشكوا لرسول الله، فبدد خوفهم أمنا، وأحال فزعهم  اطمئنانا وسكينة
، وبشر بما تتوق إليه النفوس، وما تشرئب له الأعناق
وهو فتح فارس والروم واليمن
وتحول المشهد في نفوس الصحابة أملا وسعيا
حين أخذ النبي المعول فقال:



"بسم الله " فضرب ضربة فكسر ثلث الحجر
وقال: "الله أكبر أعطيت مفاتيح الشام
والله إني لأبصر قصورها الحمر من مكاني هذا"
. ثم قال:"بسم الله" وضرب أخرى فكسر ثلث الحجر
فقال:"الله أكبر، أعطيت مفاتيح فارس، والله إني لأبصر المدائن
وأبصر قصرها الأبيض من مكاني هذا
"ثم قال: "بسم الله" وضرب ضربة أخرى فقلع بقية الحجر
فقال: "الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن
والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني هذا"...
واجتماع الأحزاب من جديد على المسلمين
في كل مكان في الأرض
يتطلب من المسلمين أن يلتفوا حول خندق الوحدة والاعتصام بالدين
وأن تكونوا يدا واحدة على الشيطان
وعلى أنفسكم الأمارة بالسوء
وعلى كل من يريد لكم وبكم الضر والشر
وأن لا يعودوا كفارا يضرب بعضهم رقاب بعض
،ثم بعد ذلك أبشروا
فكما أعطى الله الصحابة الكرام مفاتيح أكبر الدول حينئذ
ورد الأحزاب بغيظهم لم ينالوا خيرا،
فإن الأحزاب اليوم ستولي دبرها


وسينصركم الله عليها ،
وسيعود الإسلام حاكما في الناس بعدله وأمنه
، وستصبح بلاد الشام آمنة
وستصبح العراق آمنة
وسنصبح اليمن آمنة
وستصبح أفريقيا آمنة
وستصبح بلاد الإسلام أمنا وسلما
وسينتقم الله بأيدي المؤمنين من كل من ذبح طفلا أو اغتصب امرأة أو حرق الناس أحياء أو هدم البيوت على أهلها أو شرّد الناس
ولكنكم كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم
:"تستعجلون"
يا مرابطون يا مؤمنون
انتصر المسلمون في حطين وزالت شوكة الصليبين
بعد أن ظن الناس أن الإسلام قد انتهى
وعاد النصر في عين جالوت للمسلمين
 بعد أن ظنوا أن التتار قوة لا تقهر
ولم يكن ذلك صدفة   بل كان لآن المسلمين اجتمعوا على دينهم
يأتمرون بأمره وينتهون عن مناهيه   بعد أن زاغوا عنه فترة من الزمان
فانتصر المسلم الإنسان بما معه من يقين وإيمان   على جموع الكافرين




فانصروا دينكم لتنصروا
فأنت لا تزالون على وعد بفتح رومية
 وانتصارات وفتوحات متتالية
فاحرصوا أن تكونوا من أهلها
بثباتكم على دينكم
وخلع مظاهر الضلال والجاهلية من واقعكم يقول ربنا عزّ وجلّ:
"يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم "
فاللهم ربنا احفظنا بالإسلام قائمين واحفظنا بالإسلام قاعدين ولا تطع فينا أعداء ولا حاسدين
عباد الله : جاء في الحديث الشريف قوله صلى الله عليه وسلم :"إن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل ساهٍ لاهٍ فادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة


الخطبة الثانية
الإسلام وأمل الأمّة
الحمد لله  ظهير المؤمنين  ونصير المستضعفين وولي الصالحين
ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له   له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير      .   ونشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين  اللهم صل وسلم عليه وعلى آله وأصحابه  وعلى التابعين وتابعيه بإحسان إلى يوم القيامة
أما بعد  أيها المسلمون   رصاصة تطلق في الشجارت
ورصاصة تطلق في الأعراس والحفلات والمناسبات  لا يطلقها إلا جاهل أو جبان أو ضال




أما كونه جاهل فلأنه قد يقتل به مسلما   أو يصيبه بجراح أو يروعه  وذلك حرام على المؤمنين  فيدخل برصاصته نار جهنم
فهل بعد هذا الجهل جهل؟
وأما كونه جبان فلأن الشجاعة لها مواطنها  وأما كونه ضال فلأنه ينفق ماله في غير ما احلّ الله   بل ينفقه في معصية الله وغضبه
وإطلاق المفرقعات مع إطلاق الرصاص في الحكم سواء
يا عباد الله يا مسلمون
 نحتاج إلى إعادة تقييم أوضاعنا وترتيبها من جديد  فهل ترضيكم هذه الفوضى التي نعيشها؟
هل يرضيكم تفلت بعض الشباب من الخلاق والعادات والقيم ؟
هل يرضيكم إهمال الآباء والأمهات   تربية أبنائهم على حب الله وحب رسوله
  صلى الله عليه وسلم وحب القرآن؟
 هل يرضيكم تفكك النسيج الاجتماعي والروابط القرابية ؟
هل نسيتم أنكم تعيشون ظروفا استثنائية    توجب عليكم العودة الصارمة إلى دينكم والالتفاف حوله ؟
هل نسيتم أن الله ادخركم لنصرة قدسه وأقصاه ؟  إن كنتم نسيتم فإني أذكركم بنداء الله   وتحذيره لكم في قوله
:" يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله ورسوله   وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون
 واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم
يا أيها الذين آمنوا أن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا  ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم
 والله ذو الفضل العظيم "




يا مرابطون يا عباد الله
إن المسجد النبوي هو شقيق المسجد الأقصى المبارك  ولا بد أن نؤكد المرة تلو المرة أنه حرم آمن    وأن من أراده بسوء أذابه الله كما يذيب الملح في الماء
وأن المسلمين قاطبة  يلعنون   كل من أراده أو أراد المسلمين فيه بسوء
وأما المسجد الأقصى فقد جعله الله أرض رباط   وجعلكم أنتم من يرابط فيه وهذا شرف كبير لكم  أختاركم الله له فكونوا على قدر هذا الشرف
 بإحسان الرباط فيه والتخلق بأخلاق المرابطين بالتحابب والتناصر والعفو عن الزلات   والتكافل والتعاون على  البر والتقوى  واجتناب التعاون على الإثم والعدوان
فالله يأمركم قائلا:" وتعاونوا على البر والتقوى  ولا تعاونوا على الإثم والعدوان"واعلموا رحمكم الله  أن من البر والتقوى أن تحافظوا
 على أمن المسجد الأقصى ورحابه  التي هي جزء منه  بترك كل ما يخل بذلك أو يدعو إليه  
 يا مؤمنون  يا مسلمون  وبمناسبة ذكر المسجد الأقصى  فإننا نؤكد على الاقتراح الفلسطيني الأردني بشأنه والمقدم إلى اليونسكو  ونؤكد على   أن المسجد الأقصى للمسلمين   وحدهم    ونستهجن تأجيل التصويت عليه  مع أن المسجد الأقصى  حق المسلمين
 دينيا وتاريخيا وسياسيا وواقعيا  ولا مجال لإنكار هذه الحقيقة إلا لمن ران على  قلبه





ولا نقول إلا كما قال علماؤنا من قبلنا    "حماك الله يا أقصى"  وعجل في خلاصك وتفريج كربك"

يا مسلمون يا عباد الله
ولا ينبغي لمسئول فينا ونحن نعيش مرحلة صعبة أن يضيع مستقبل أبنائنا  ممن نجحوا  في التوجيهي بمعدل ينقص عن خمس وستين فلا يقبل في الجامعات فهذا القرار فيه اعتداء على حرية الطالب  في اختيار التخصص  الذي يريده فلماذا يجبر هؤلاء الطلاب على دراسة تخصص لا يريدونه أو أن يكونوا عالة على المجتمع  ونقول لوزارة التربية والتعليم الفلسطينية وعلى سبيل المثال يوجد بيننا أطباء مهرة  لم يتجاوز معدلهم الستين  في الثانوية العامة درسوا في اوروبا والآن يتبوأون منازل عليا في  تخصصهم ، فاتقوا الله في ابنائنا وأعطوهم الفرصة للالتحاق بالجامعات الفلسطينية مع ما تريدونه من الشروط
اللهم أعز الإسلام والمسلمين  وأذل الشرك والمشركين  ودمر أعداء الدين
اللهم من أراد المسلمين بشر وسوء  فاجعل كيده في نحره  واجعل تدبيره تدميراً عليه  اللهم نكس رأسه   واجعل الخوف لباسه ،
اللهم من كادنا  بسوء فرد كيده عليه  واخذل مخططاته ومساعيه   واجعل من بين يديه سداً ومن خلفه سداً  وأعمه فلا يعود بصيراً
اللهم انصر المسلمين في كل مكان  اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم
واجمع على الحق كلمتهم وثبت أقدامهم ، وسدد أراءهم وسهامهم
وقوي عزائمهم ، اللهم اربط على قلوبهم  وانصرهم على من عاداهم
اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل
، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل
، اللهم ثبتنا على الأعمال الصالحة بعد رمضان
اللهم إنا نعوذ بك من الردة بعد الإسلام
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
ربنا اغفر للمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات





عباد الله
إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى
وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي
يعظكم لعلكم تذكرون
فاذكروا الله العظيم  يذكركم
واشكروه على نعمه يزدكم
وأنت يا مقيم الصلاة أقم الصلاة
:" إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر
ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون"






من فقه القرآن : عمل المفسدين

من فقه القرآن
عمل المفسدين
الشيخ الدكتور محمد سليم محمد علي
إمام خطيب المسجد الأقصى المبارك
الأمين العام لهيئة العلماء والدعاة ببيت المقدس


قال الله تعالى : ان الله لا يصلح عمل المفسدين «يونس »٨١

فقه هذه الآية الكريمة، وما يتعلق بالإصلاح من خلال آيات اخرى، نذكره في المسائل الآتية:

المسألة الاولى: الاصلاح هو البيان، ونقيضه الفساد، وقد ارسل الله الرسل للاصلاح، الذي هو فعل الطاعة واتباع الهدى، فكل ما يمنع من الفساد والمعاصي هو صلاح واصلاح، قال شعيب عليه الصلاة والسلام واصفاً نفسه ودعوته ان اريد الا الاصلاح ما استطعت.

المسألة الثانية: يقابل الصلاح في القرآن الكريم كل عمل فيه اضرار وأفساد بالافراد والمجتمعات والبيئة كما في قوله عز وجل ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها.
المسألة الثالثة: ويقابل الاصلاح ايضاً السيئات وارتكابها، كما في قوله تعالى خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً.
المسألة الرابعة: وأخبر القرآن الكريم ان الله لا يحب الفساد ولا يرضاه من العباد ولا يقبل للعبد فعل السيئات ولا يرتضيها منه، فهو يحاربها ويقضي عليها، كما قال ان الله لا يصلح عمل المفسدين.

المسألة الخامسة: والأصل في كل مسلم ان يكون رأساً في الصلاح والاصلاح، لان الله خلقه داعية الى دينه، امراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، وهو في ذلك متبع لا مبتدع، يتبع الرسل في نهجهم ودعوتهم، وكل مسلم بهذا يكون صالحاً في نفسه، مصلحاً لما حوله، من انسان ومجتمع وبيئة.

المسألة السادسة: وحتى يكون المسلم مصلحاً لما حوله، ينبغي له ان يستقيم على احكام الشرع ، قال الله تعالى يا أيها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم.
المسألة السابعة: وقد رتب الله تعالى على الصلاح والاصلاح الحياة الآمنة والسعيدة في الدارين الدنيا والآخرة، يقول الله تعالى الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن ..؟ والآيات كثيرة في ثواب من آمن وعمل صالحاً ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا.
المسألة الثامنة: ومن ميادين الصلاح المجتمع وافراده، وانهاء النزاعات بينهم، والقضاء على الخصومات بين المتخاصمين فأصلحوا بين اخويكم وان امرأة خافت من بعلها نشوزا او اعراضا فلا جناح عليهما ان يصلحا بينهما صلحا والصلح خير.

المسألة التاسعة : والصلاح يكون باتباع الدين واحكامه من غير ابتداع فيها مع مصاحبة الاخلاص للاعمال والاقوال، والاصلاح يكون باتباع احكام الشرع، ولا يجوز لاحد ان يحاكم الى عرف او حكم يتعارض مع الاحكام الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة والاجماع، فلا بد من طاعة الله والرسول عند الاختلاف وحين الاصلاح، كما قال الله عز وجل:يسألونك عن الانفال قل الانفال لله والرسول فاتقوا الله واصلحوا ذات بينكم واطيعوا الله ورسوله ان كنتم مؤمنين.

المسألة العاشرة: - ان الصلاح والاصلاح سببان في اعزاز المسلمين، وسيادتهم على الامم وارتفاع شأنهم في الارض، وعلو منزلتهم عند الله عز وجل ولهذا فالمسلمون الصالحون والمصلحون ربما يرون بالدعاء لربهم قائلين: «اللهم اجعلنا مفاتيح خير، مغاليق شر.

المسألة الحادية عشرة: وان اصلاح المجتمع يكون بدعوته الى الرجوع الى الاسلام، سيكون حلا لكل مشكلاتهم، واساسا يوجه اعمالهم وافعالهم.

المسألة الثانية عشرة: والاصلاح الفردي يكون باخراج الفرد من الاعتقادات الفاسدة والباطلة الى عقائد الاسلام الصحيحة، وتطهير نفسه من الاعراف والعادات والتقاليد المخالفة لاحكام الدين! والتخلي عن الجاهلية ورواسبها والذين يمسكون بالكتاب واقاموا الصلاة انا لا نضيع اجر المحسنين!.

المسألة الثالثة عشرة: وان الله عز وجل اخبر ان الشيطان عدو لنا، وامرنا ان نتخذه عدوا، والواجب على كل مسلم ان يشهر سلاح الايمان والطاعة لله والتقوى والاخلاص والصبر ليحارب الشيطان وهواه وشبهاته وتضليلاته التي تؤدي الى الفساد والافساد، والى ارتكاب المعاصي والسيئات. وان محاربة الانحرافات العقائدية والاخلاقية والاجتماعية واجب شرعي على كل مسلم قادر على ذلك!.

المسألة الرابعة عشرة- وان الله عز وجل سيمني على اهل بيت المقدس قريبا بظهور من يأخذ بأيديهم الى الصلاح والاصلاح من خلال مجلس لحمائل بيت المقدس تم الاعداد لتشكيله وتكوينه ليمنع الاعتداء على الانفس والاموال والاعراض والاخلاق، وقد اكدت الحمائل في هذه الارض المقدسة حبها للاصلاح والصلاح من خلال مسارعتها الى اختيار مندوب عليها مثلها في هذا المجلس! ومن تأخر فأمامه الطريق لا يزال مفتوحا!. فمرحبا بالمصلحين والصالحين من اهل هذه الارض الطيبة المباركة.


الجمعة، 22 يوليو 2016

خطيب المسجد الأقصى محمد سليم محمد علي يدعو الى الوحدة وترك العصبية والجاهلية

القدس - محمد ابو خضير - خطيب المسجد الأقصى محمد سليم "محمد علي" يدعو الى الوحدة وترك العصبية والجاهلية


خطبة الجمعة 22-7-2016 - 17 شوال لفضيلة الشيخ الدكتور محمد سليم محمد علي من المسجد الاقصى المبارك

خطبة الجمعة 22-7-2016 - 17 شوال لفضيلة الشيخ الدكتور محمد سليم محمد علي من المسجد الاقصى المبارك



الأربعاء، 20 يوليو 2016

من فقه القرآن : "القتلة مجرمون"

من فقه القرآن
"القتلة مجرمون"
الشيخ الدكتور محمد سليم محمد علي
إمام وخطيب المسجد الأقصى المبارك
الأمين العام لهيئة العلماء والدعاة ببيت المقدس

قال الله تعالى: ) وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاَّ خَطَئاً) سورة النساء:92
وقال سبحانه أيضاً: (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً) سورة النساء:93 فقه الآيتين الكريمتين وفوائدها في المسائل الآتية:

المسألة الأولى: ازدادت في السنوات الأخيرة  في الوطن الفلسطيني وبخاصة في شهر رمضان الماضي جريمة القتل العمد,بسبب التنازع والشجار,تم بسبب العصبية القبلية,وكلامها سببان لا يليق بمسلم أن يأخذانه إلى إزهاقه النفس البريئة بغير حق الله تعالى .

المسألة الثانية : ودماء المسلمين مصانة لا تحل إلا بسبب شرعي,ولا يقوم به إلا الحاكم أو السلطان ، فلا مجال للثأر أو العصبية القبلية ونحن نعيش في ظلال أحكام الشريعة الإسلامية.

المسألة الثالثة : فعلى سبيل المثال : إذا طغى مسلم,وقتل أخاه عمداً,فلا يجوز القصاص بما نراه اليوم من خلال الأخذ بالثأر والعصبية القبلية فيؤخذ البريء بذنب المجرم وأيضاً : كمن تحمل من زنى وهي بكر,فيقوم أولياؤها بقتلها,أو بقتل جنينها الذي في رحمها,وكلاهما جريمتان منكرتان,أشد في بشاعتها من الزنى نفسه.

المسألة الرابعة : والأصل في المجتمع المسلم ان يكون كل فرد أمناً على نفسه وماله وعرضه,كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (كل المسلم على المسلم حرام دمه و ماله و عرضه).

المسألة الخامسة : ولذلك فان الله تعالى قال (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاَّ خَطَئاً) أي : لا ينبغي لمسلم أن يقتل مسلماً إلا عن طريق الخطأ,أما العمد فلا يجوز أبداً.

المسألة السادسة : وقد شدد الله تعالى في الدماء وحرمها,حتى جعل مصير القاتل العمد النار والخلود فيها,مع ما يلحق القاتل العمد من غضب الله عليه ولعنه إياه, إضافة إلى بغض المسلمين له وغضبهم عليه وبراءتهم من فعلته الشنيعة.

المسألة السابعة: وقد اختلف العلماء هل لقاتل العمد من توبة فروى البخاري عن سعيد بن جبير قال : اختلف فيها أهل الكوفة ، فرحلت فيها إلى ابن عباس فسألته عنها فقال : نزلت هذه الآية ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم ) هي آخر ما نزل وما نسخها شيء وروى النسائي عنه قال : سألت ابن عباس : هل لمن قتل مؤمنا متعمدا من توبة ؟ قال : لا .
وأسأل من يجترئ على القتل عصبية لعائلته وعشيرته : هل ستأتي عشيرتك يوم القيامة تدافع عنك عند الله تعالى ؟ وهل تستطيع عشيرتك التي سفكت دم مسلم بريء لأجلها أن تخرجك من النار ؟ هيهات هيهات ! فكن عاقلا أيها المسلم ولا ترتكب هذه الحماقة التي ترديك في عذاب النار الخالد والغضب الدائم !

المسألة الثامنة: وإذا حدث وحصل القتل العمد ، فأهل المقتول أمام خيارين في ظل غياب الدولة الإسلامية وهما : الأول : أن يقبلوا بالدية ويحتسبوا فقيدهم عند الله تعالى . والثاني : لأنه لا يمكن القصاص بسبب غياب الدولة الإسلامية ، فأرى أن يشتكى على القاتل ويوضع في السجن ليذوق وبال إن لم يقبلوا بالدية .

المسألة التاسعة: وعلى رجال العشائر ورجال الإصلاح حين القبول بالدية ، أن تكون الدية المحمدية التي بينها الرسول صلى الله عليه وسلم وليست الدية المحمدية المفصلة من قبل الناس . وأيضا على رجال العشائر أن يتقوا الله تعالى ! ويشددوا أحكامهم ويعاقبوا كل من يعتدي على الأموال والأطفال والنساء من أهل المقتول أثناء ما يسمى بفورة الدم أو " الأيام المهربات " ، ونحن لا نشك في إخلاص رجال الإصلاح ، ولكن نقول لهم : إذا لم ينفع في علاج المريض إلا الكي كويناه ! وحفاظا على مجتمعنا من الفوضى التي تعمه لا بد من تشديد الأحكام على كل من تسول له نفسه بالاعتداء على دماء الناس أو أموالهم أو أعراضهم مهما كان السبب ، فإن الدماء والأموال والأعراض لها حرمتها

المسألة العاشرة: وأرى في القتل العمد ،تغريب القاتل إن لم تؤخذ الدية أو يسجن ، ليذوق وبال أمره وعاقبة جريمته .
المسألة الحادية عشرة : وأما في حال القتل الخطأ ، فعلى الناس جميعا ، أهل القاتل وأهل المقتول ، أن يكونوا حكماء عقلاء ! لأن الخطأ ليس عمدا ، وله أحكامه في شريعتنا الإسلامية .
فلا بد من الرجوع إلى الشريعة وأحكامها والعمل بما استطعنا العمل بها في غياب دولة الإسلام ! ونسأل الله أن يمن علينا بها عن قريب ! إنه سميع قريب مجيب الدعوات  .
المسألة الثانية عشرة: إن اقتناء السلاح وشراؤه أو بيعه في هذه الظروف حرام شرعا ،لأن العبرة بالمقاصد والمآلات ، والسلاح اليوم يستعمل للاقتتال الداخلي وللمباهاة في الأعراس والمناسبات العامة ويؤدي إلى إزهاق أرواح بريئة وغلى إهدار الأموال بغير حق.
المسألة الثالثة عشرة : المأمول من الذين بأيديهم مقاليد المور في الضفة وغزة أن يشددوا في منع كل ما يؤدي إلى الاقتتال الداخلي أو إزهاق النفوس بغير حق.

والحمد لله رب العالمين





Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More