تعديل

الاثنين، 21 مارس 2016

خطبة الجمعة مكتوبة 1/3/2013 .. فضائل الشام


خطبة الجمعة
فضائل الشام
1/3/2013

الحمدلله بدأ نبوة محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المكرّمة ، وجعل في الشام ملكه وظهور دينه إلى قيام الساعة
فالله الله يا شام! إليك تهفو قلوب الصالحين، وإليك ترنو عيون المؤمنين الصادقين، في ثراك يرقد صلاح الدين، وفوق ترابك أحفاده الغر الميامين! يتطلعون إلى صبح الإسلام مشرقا بالعزة والتمكين فهذا وعد الرسول صلى الله عليه وسلم لهم في قوله :"لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حوله، وعلى أبواب بيت المقدس وما حوله لا يضرهم من خذلهم، ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة".
فاللهم انصر عبادك المؤمنين، ومكنهم من رقاب الظالمين.



ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير،شديد المحال،الكبير المتعال، القائل وهو أصدق القائلين:"وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين، وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين".
اللهم اجعلنا لك أولياء ، ولشامنا أوفياء، وعلى عدوك أشداء ، وانصرنا على القوم الكافرين

ونشهد أن سيدنا وحبيبنا محمدا عبد الله ورسوله، قائد خير القرون! ومن تبعهم إلي يوم الدين! أخبرهم عن نفسه فقال:"أنا دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى، ورأت أمي حين حملت بي كأنه خرج منها نور أضاءت له قصور بصرى في الشام"، فكانت تلك بشرى ىأن الشام من معاقل الإسلام! وأردفها ببشرى أخرى فقال وهو الصادق المصدوق:"أهل الشام سوط الله في أرضه،ينتقم بهم ممن يشاء، كيف يشاء، وحرام على منافقيهم أن يظهروا على مؤمنيهم، ولن يموتوا إلا هما أو غيظا أو







حزنا"فبشراكم يا مسلمون فأنتم سوط الله في أرضه يسلطكم على أعدائه من الكافرين والمنافقين ،فاللهمّ أمت المنافقين همّا وغيظا وحزنا ، اللهم لا ترفع للكافرين على أرض الشام راية ، ولاتحقق لهم ضد المسلمين غاية، وأنزل رحمتك وسكينتك على المسلمين أهل الهداية...
اللهم صل وسلم وبارك على رسولك وعبدك محمد ، صلاة وسلاما دائمين إلى يوم الدين! وصل اللهم على آله وأصحابه وأتباعه وتابعيهم بإحسان إلى يوم القيامة.





أما بعد،أيها المسلمون أيها المؤمنون :
   بلاد الشام هي الأرض التي أكثر النبي صلى الله عليه وسلم من ذكر البشارات حولها ، وأول هذه البشارات أنها كما قال صلى الله عليه وسلم (خيرة الله من أرضه) ، فاحمدوا الله واشكروه على أنه أورثكم الأرض التي بارك فيها وفي قراها وفي مدنها ،وفي مقدمتها بيت المقدس ومسجدها الأقصى ، تغدون إليهما وتروحون ، وترابطون فيهما وتصابرون .





يا عباد الله ، يا مسلمون :
 والبركة في الشام تشمل بركة الدين وبركة الدنيا ، وعلى هذا ففضلها يشمل الأرض والإنسان المسلم فيها ، وهذه بشارة أخرى وهي أنكم بمجموعكم على الحق ، حرام على الفساد والنفاق أن يطغى فيكم ،وإن وجد بينكم فهو ذليل وإلى زوال ،فعن قرّة بن إياس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم )،ألا يكفيكم أنكم في الشام الطائفة المنصورة القائمة بأمر الله ؟ ألا يكفيكم أنكم لا يضركم من خذلكم أوخالفكم ؟ فبشراكم قول الرسول صلى الله عليه وسلم :( لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك) قال معاذ : وهم بالشام ، فالشام معقل الإيمان ، ومعقل المرابطين ، ومعقل الأولياء والصالحين حين تشتد المحن على المسلمين ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم :( ألا وإن الإيمان حين تقع الفتن بالشام)، فادفعوا فتنة الأولاد بتربيتهم على تعاليم الإسلام وأخلاقه ،أعدوهم لزمان خلقوا له ينصرون فيه الله ورسوله ، وقابلوا فتنة المال بأخذه من الحلال وإنفاقه في طاعة الله ، وادفعوا فتنة نسائكم بإلزامهن اللباس الشرعي الذي فرضه الله على نساء المسلمين ، أدبوهن بأدب الإسلام إذا خرجن من البيوت وإذا رجعن إليها ، وادفعوا الفتنة في الدين بالثبات على أحكامه والعض عليها بالنواجذ ، لا تنسوا أن ملائكة الرحمن باسطة








أجنحتها على بلاد الشام تحفظكم بحفظ الله، وتحوطكم برعايته بإنزال البركات ودفع المهالك والمؤذيات عنكم وهذه بشارة أخرى لأهل الشام ، فعن زيد بن ثابت قال:" كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن في الرقاع أي يجمعون ما نزل من الآيات المفرقة في سورها  فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:طوبى للشام قال الصحابة :لأي ذلك يا رسول الله قال: لأن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليها)





أيها المسلمون :
وإذا كانت ملائكة الرحمن تحفظكم فلن تهلكوا،ألا ترون ما يتنزل عليكم في الشام من البركات، بركة الصبر والثواب عليه،وبركة الرباط وأجره، وبركة الغدو والرواح إلى المسجد الأقصى، وبركة مصابرة الأعداء ومنازلتهم ، وبركة المرابطة في بلاد الشام وما تنالونه من هذه المرابطة من الأعمال الصالحة التي تنالونها من أعدائكم كما قال الله عز وجل"ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطأون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا  إلا كتب لهم به عمل صالح" فاثبتوا ورابطوا وصابروا اعدائكم لتكونوا من أهل الشام الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم"يجتبي إ



إليها خيرته من عباده" فأنتم المرابطون والمرابط من خير عباد الله، وأنتم الصابرون على اللأواء والصابر من خير عباد الله وأنتم الثابتون على دينكم وعلى حقكم رغم خذلان الأمم والعرب لكم، والثابت على دينه وحقه من خير عباد الله وأنتم المنتظرون موعود الله لكم  بالنصر ، ومن كان كذلك فهو من خير عباد الله.
أيها المسلمون يا عباد الله :إن الله تكفل للنبي صلى الله عليه وسلم بالشام وأهلها أن يحفظها وينصر من فيها من المسلمين وهذه بشارة من رسول الله صلى الله عليه وسلم لكم حيث يقول"فإن الله تكفل لي بالشام وأهله" وإذا كان الله تكفل بحفظكم فلا ضيعة ولا خوف عليكم وإنما هو الابتلاء بالأموال والأنفس الذي يعقبه الفرج والنصر والله سبحانه وتعالى يقول لكم( وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط) ، فإيماننا بالله راسخ كالجبال أنه كما  تحطمت على أبواب الشام وفي أكنافه أسطورة التتار وعنجهية الصليبين الأوائل فسوف تتحطم بإذن الله على أبوابه وفي أكنافه  أطماع الغرب الكافر من  الصليبين الجدد وأطماع حلفائهم ، فالعزة في الشام للإسلام وأهله ، والذل في الشام للكفر وزبانيته ،وذلك وعد الله حيث يقول ( كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز) فأنجز لنا يا ربنا وعدك بالغلبة على أعدائك أعداء الدين ...






يا عباد الله : الشام أرض الملاحم الكبرى آخر الزمان لذلك جعلكم الله سبحانه وتعالى من خيرة عباده ترابطون فيها وتنازلون أعداءكم حتي يأتي أمره ، روى أبو الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه قال" إن فسطاط المسلمين يوم الملحمة الكبرى بالغوطة إلى جانب مدينة يقال لها دمشق من خير مدائن الشام) ، وفسطاط المسلمين يعني: المكان الذين يجتمعون ويتميز صفهم  فيه  من فسطاط النفاق والكفر، وما يجري من الفتن والابتلاءات في بلاد الشام إنما هو  إرهاص من الإرهاصات المبشرة بدنو علو الإسلام ورايته في  الأرض ووصوله إلى سدة الحكم بالعدل بين الناس مزيلا للظلم والاستكبار والاستعباد الذي تعيشه البشرية، فاللهم عجل بنصر المسلمين في بلاد الشام كلها وارفع راية الإسلام فيها عزيزة خفاقة بالحرية والكرامة والعدل ، يا وليّ المؤمنين ، ويا ناصر المستضعفين ...
أيها المسلمون، أيها المرابطون وفي الشام ينزل عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام  في آخر الزمان ليقتل الخنزير ويكسر الصليب ويحكم بالإسلام ويقتل الدجال الذي تسبقه دجاجلة كثيرون يعيشون بيننا في هذا الزمان يقلبون المعروف منكرا والمنكر معروفا ويجعلون الباطل حقا والحق باطلا ، فقد جاء في حديث النواس بن سمعان من حديث الدجال الطويل قال صلى الله عليه وسلم"...فبينما هو كذلك إذ بعث المسيح ابن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق ) أي ينزل عيسى عليه السلام عند باب دمشق الشرقي ، فلله الحمد والمنّة الذي سيجعل نهاية الكفر والدجال ومن هم على شاكلته على أرض الشام، روى مسلم عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال"يأتي المسيح -أي الدجال- من قبل المشرق همته المدينة حتى ينزل دبر أحد ثم تصرف الملائكة وجهه قبل الشام وهناك يهلك.





يا عباد الله، يا مسلمون
يا عباد الله : وإلى الشام يحشر الناس قبل يوم القيامة من أقطار الأرض، أما خيار الناس فيهاجرون إليها طوعا، وأما شرارهم فيحشرون إليها كرها تحشرهم النار من بلادهم إلى بلاد الشام، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "تحشرون ها هنا -وأومأ بيده إلى نحو الشام- مشاة وركبانا وعلى وجوهكم"، والشام أرض المنشر فمنها تجمع الخلائق للحساب وينشرون من قبورهم ثم يساقون إليها، روى أبو ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه وسلم:"الشام أرض المحشر والمنشر" ، فإلى الشام منتهى الإسلام ،ومن الشام يقوم الناس من القبور للحساب ، فاللهم  احفظنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض وأدخلنا الجنة بغير حساب ..
أيها المؤمنون ، يا عباد الله :
والشام كان عاصمة الإسلام فمعاوية رضي الله عنه كان أول ملوك الإسلام وخيارهم  فيه، وعمر بن عبد العزيز كانت دمشق عاصمته ، وفي الشام يرقد الناصر يوسف، رافع لواء الإسلام وناصر السنّة ، وإلى الشام سيرجع الإسلام حاكما وسلطانا  ، ليعود للمسلمين مجدهم ، ولترجع للشام عزتها ، فأحفاد عمر وخالد لا يزالون يقرأون القرآن فيه ، ويقيمون الليل ، ويصومون النهار ، وبأياديهم المتوضأة سيشرق صبح الإسلام ، فهؤلاء الذين قيل فيهم :
يزهو صلاح الدين في أبرادهم       ويجول في ساحاتهم ويصول
فاحفظ اللهم شباب المسلمين وانصر بهم الدين ، وحبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم ، واجعلهم من الراشدين ...
عباد الله : توبوا إلى الله  فإن الله تواب حليم ، واستغفروه فإنه سبحانه الغفور الرحيم ...





الخطبة الثانية
فضائل الشام


   الحمد لله رب العالمين ، لا ربّ لنا سواه ، ولا نشكو ضعفنا إلاّ له  ، اللهم أنت ، حسبنا ومولانا ونعم الوكيل ، نشهد أنك لا  إله  إلا أنت ، سبحانك إنا  تبنا إليك ، وإنا من المسلمين  ، ونشهد أن محمدا عبدك ورسولك ، اللهم صل وسلم عليه وعلى آله كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد ،اللهم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد ،اللهم إنك تعلم حال أسرانا وحال أسرى المسلمين في كل مكان ، اللهم لك الحمد تبتلينا فنشكر ،



ولك الحمد تبتلينا فنصبر ، ولك الحمد تبتلينا فننصر ، اللهم  إنا ضعفاء ، ولا نملك لأسرانا في هذا المقام إلاّ الدعاء ، اللهم وأنت العلي الأكبر ، وأنت حسب أسرانا ونعم الوكيل ، اللهم عافهم من الأسر ، وعوّضهم عن سنيّ الاعتقال بكل خير ...
اللهم نجّ أسرى المسلمين في فلسطين ، اللهم نجّ أسرى المسلمين في كل مكان ، اللهم ارحم ضعفهم ، واجبر كسرهم ، اللهم اجعل لهم من كل عيب سترا ، ومن كل عسر يسرا ،  اللهم ثبتهم وثبت المضربين منهم على الإيمان ، وفكّ قيدهم وانصرهم على السجان ، فأنت الرحيم الرحمن ، وأنت الحنّان المنّان ،يا ألله ! يا ألله ! يا ألله ! رد أ سرانا إلى أهلهم أمنين ، وردهم إلى زوجاتهم غانمين ، وردهم إلى والديهم وأولادهم فرحين مسرورين ، اللهم اهد ضالهم ، ورد عاصيهم إلى طاعتك ، وجنبهم الفواحش والآثام ، يا ألله! يا ولي المؤمنين ويا ناصر المستضعفين يا ألله ، اجعل موعد أسرانا الحرية في الدنيا  ، والفردوس الأعلى في الآخرة ، اللهم اجعل كل دقيقة قضوها في السجون في ميزان أعمالهم ،وفي ميزان أعمال والديهم وزوجاتهم وأبنائهم ، اللهم نفعهم بالإسلام ،ونفع الإسلام بهم ، يا ولينا ويا مولانا أجعل أسرانا وكل المسلمين لفلسطين ذخرا ، ولدينك نصرا ، ولأمتنا فخرا ، اللهم نفس كربات أسرى المسلمين في كل مكان ، في سوريا والصومال وبورما والشيشان  وفي كل البلدان ، اللهم أنت حسبنا وحسبهم ونعم الوكيل ، اللهم اهدهم  واهدنا  فيمن هديت ، وتولهم وتولنا فيمن توليت ، اللهم اجعل لنا ولهم ولكل المسلمين من كل ضيق فرجا



، ومن كل همّ مخرجا ، ومن كل بلاء عافية ، اللهم ارزقنا الثبات على دينك ، واجعل بلاد الشام عامرة بالإسلام والمسلمين ، وأخرج منها الظلم والظالمين ، واجعلنا فيها من أوليائك وعبادك الصالحين ،اللهم مكّن لنا في بلاد الشام وسائر البلاد ، واجعلنا ممن يحكّم شريعتك في العباد ، اللهم اغفر لموتانا وموتى المسلمين ، وارزقنا حسن الخاتمة ، وأدخلنا جنات النعيم ، اللهم صل وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه صلاة وسلاما دائمين متلازمين إلى يوم الدين ، والحمد لله رب العالمين ، وأنت يا مقيم الصلاة أقم الصلاة ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون ).






0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More