تعديل

الاثنين، 21 أغسطس 2017

من فقه القرآن : فضائل الأيام العشر من ذي الحجة


من فقه القرآن
فضائل الأيام العشر من ذي الحجة
الشيخ الدكتور محمد سليم محمد علي
إمام وخطيب المسجد الأقصى المبارك
الأمين العام لهيئة العلماء والدعاة ببيت المقدس
www.algantan.com
 
  
 قال الله تعالى  :" والفجر وليال عشر والشفع والوتر" سورة الفجر (ا-3)
  فقه الآيات الكريمات وفوائدها في المسائل الآتية:
 المسألة الأولى :  ذكر المفسرون في  معنى الليالي العشر أقوالأ منها ما قاله القرطبي في تفسيره :" قَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (وَالْفَجْرِ وَلَيالٍ عَشْرٍ)، قَالَ: هُوَ الصُّبْحُ، وَعَشْرُ النَّحْرِ، وَالْوَتْرُ يَوْمَ عَرَفَةَ، وَالشَّفْعُ: يَوْمَ النَّحْرِ ، وَهُوَ قَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ وَعِكْرِمَةَ ، وَقَالَ: َيَوْمُ عَرَفَةَ وَتْرٌ، لِأَنَّهُ تَاسِعُهَا، وَيَوْمُ النَّحْرِ شَفْعٌ لِأَنَّهُ عَاشِرُهَا. وَعَنْ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ فَقَالَ: (الشَّفْعِ: يَوْمُ عَرَفَةَ وَيَوْمُ النَّحْرِ، وَالْوَتْرِ لَيْلَةَ يَوْمِ النَّحْرِ) . وَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: الشَّفْعِ: يَوْمَا مِنًى: الْحَادِي عَشَرَ، وَالثَّانِي عَشَرَ. وَالثَّالِثُ عَشَرَ الْوَتْرِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ: (وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ)  . وَقَالَ الضَّحَّاكُ: الشَّفْعِ: عَشْرُ ذِي الْحِجَّةِ، وَالْوَتْرِ: أَيَّامُ مِنًى الثَّلَاثَةُ. وَهُوَ قَوْلُ عَطَاءٍ.
المسألة الثانية : فالأيام العشر الأوائل من ذي الحجة هي أفضل أيام الدنيا ففي الحديث الصحيح قال النبي صلى الله عليه وسلم:"أفضل ايام الدنيا أيام العشر"أي الأيام العشر الأوائل من ذي الحجة.
المسألة الثالثة :  وهي أفضل أيام الدنيا لأن الله تعالى أتم علينا فيها النعمة بإكمال الدين وارتضائه لنا الاسلام دينا حيث أنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم هذه البشرى بقوله تعالى:"اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا".
المسألة الرابعة :  وكان ذلك بالموقف عشية عرفة حيث حج المسلمون مع النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك العام فاستجمع لهم الدين أداء لأركانه وقياما بفرائضه فإنه صلى الله عليه وسلم يقول:"بني الإسلام على خمس" ، وكانوا قد تشهدوا وصلوا وزكوا وصاموا وجاهدوا واعتمروا ولم يكونوا حجوا فلما حجوا ذلك اليوم مع اليوم النبي صلى الله عليه وسلم أنزل الله تعالى قوله "اليوم أكملت لكم دينكم"، أي أكمل وضعه لهم .
 
 المسألة الخامسة : وفي ذلك دلالة على أن الطاعات دين وإيمان وإسلام فما بال بعض المسلمين اليوم ينكصون عن الإسلام ويرتدون على أعقابهم فلا يحكمون شريعة الله في حياتهم ويتثاقلون عن أداء الفرائض ويتجرؤون على فعل المعاصي المهلكات ويعطون ولاءهم لغير الله ورسوله والمؤمنين ويتنازلون عن ثوابت دينهم وعقيدتهم وتاريخهم وتراثهم
 
إن من يعتدي ويكسب إثما   وزن مثقال ذرة سيراه
 ويجازي بفعله الشر شرا   وبفعل الجميل أيضا جزاه
 هكذا قوله تبارك ربي     في إذا زلزلت وجل ثناه

 المسألة السادسة :  فالمسلم العاقل يبادر إلى اغتنام هذه الأيام بالتوبة والأعمال الصالحات فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول:"ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر".
  المسألة السابعة : هذه أيام من شهر ذي الحجة الذي هو من الأشهر الحرم التي أمر الله بتعظيمها  فقال سبحانه: "إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم"، وقال قتادة رضي الله عنه"العمل الصالح أعظم أجرا في الأشهر الحرم والظلم فيهن أعظم من الظلم في سواهن وإن كان الظلم على كل حال عظيما".
 المسألة الثامنة : والأيام العشر الأوائل من ذي الحجة  من أفضل أيام الدنيا لأن فيها يوم عرفة فهو اليوم الذي يكثر فيه العتقاء من النار فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة".
 
 المسألة التاسعة : والأيام العشر الأوائل هي أفضل أيام الدنيا لأن فيها يوم النحر وقد ذهب بعض العلماء إلى أن يوم النحر هو أفضل أيام السنة لما ورد في الحديث الشريف:"إن أعظم الأيام عند الله يوم النحر" ، ويوم النحر هو يوم عيد الأضحى وهو يوم الحج الأكبر فيه يذبح الحجاج الهدايا تقربا إلى ربهم عز وجل وفيه يضحي المسلمون بالأضاحي استجابة لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وابتاعا لسنة إبراهيم عليه السلام.
 المسألة العاشرة : وفي هذه الأيام الفاضلة خطب النبي صلى الله عليه وسلم في المسلمين في يوم عرفة وفي يوم النحر وهاتان الخطبتان هما من أهم وصايا النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين إلى أن تقوم الساعة  حرم فيهما علينا دماءنا وأموالنا وأعراضنا ووضع الجاهلية تحت قدميه الشريفتين ،فضعوها تحت أقدامكم وأخرجوا الدنيا من قلوبكم  واجعلوها في أياديكم وأوصانا صلى الله عليه وسلم بالنساء خيرا فاستوصوا بنسائكم وأهلكم خيرا وأدبوهن على طاعة الله ورسوله وفي هاتين الوصيتين نهانا صلى الله عليه وسلم عن الاقتتال والخصومات فعلام تختصم ونقتتل وديننا وكتابنا وربنا واحد وقبلتنا واحدة وقضيتنا عادلة؟؟؟!!!
بارك الله لي ولكم في هذه الأيام التي تجتمع فيها أمهات العبادات  من صلاة وصيام وصدقة وحج فاغتنموها فقد صح في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم"لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسال عن أربع: عن عمره فيم أفناه وعن شبابه فيم أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وعن علمه ما عمل به".
 
والحمد لله رب العالمين


0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More