تعديل

الاثنين، 21 مارس 2016

خطبة الجمعة مكتوبة .. شد الرحال الى المسجد الاقصى المبارك

خطبة الجمعة 
شد الرحال الى المسجد الاقصى المبارك

الحمد لله رب العالمين جعلنا في بيت المقدس وأكنافه حماة المسجد الأقصى وأهل الرباط فيه ، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،اجتبانا وجعلنا من المسلمين،  اللهم أقر أعيننا بالصلاة في المسجد الأقصى ما حيينا،اللهم أقر أعين ذرارينا بالصلاة فيه الى يوم القيامة
ونشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله،سيد العالمين،وخاتم النبيين،بشر أهل بيت المقدس فقال في حقهم:"لا يضرهم خذلان من خذلهم،ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة"، رب صل وسلم وبارك على رسولك ونبيك محمد،وصل اللهم على آله الطاهرين،وعلى أصحابه الذين نصروا الدين،وعلى التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.



أما بعد:
ففي عام سبعة وستين من القرن الماضي احتل المسجد الأقصى ورغم إحراقه والاعتداءات المتكررة عليه بقي في أيدي المسلمين فهو حقهم الديني والتاريخي والسياسي والواقعي ، وفي الأسابيع الأخيرة أعاد الاحتلال  احتلال المسجد الأقصى مرة أخرى بصورة  أشد  بشاعة وضراوة من الاحتلال الأول ، لأنه يريد نزع حق المسلمين منه بتهويده ، وبالتقسيم الزماني والمكاني فيه ، وفي الأيام الماضية  بدأ الاحتلال الثاني للمسجد الأقصى بتنفيذ  مرحلة التقسيم الزماني والمكاني خطوة خطوة  منها الحملة ضد المرابطين ومنها تقييد زمن تواجد المصلين وحصرها في نصف ساعة لمن يسمح له بالدخول ومنها منع النساء وأعمار معينة من الرجال من الدخول ومنها إغلاق بعض أبواب المسجد الأقصى وهذه الممارسات تحدث للمرة الأولى لتهيأة الأجواء للإعلان رسميا عن تخصيص أوقات لدخول  المتطرفين إلى رحاب المسجد الأقصى التي هي جزء لا يتجزأ منه.

أيها المسلمون
 الاحتلال الثاني للمسجد الأقصى في هذه الأيام  يجب أن ينتهي لأنه في منتهى الخطورة وهذا الصمت العربي والإسلامي ،وانشغالكم بأنفسكم بالمشاجرات والقتل والجرائم في صفوف الشباب والشابات ،وهذا الانفلات من القيم والأخلاق وتعاليم الدين سيجعلكم تستيقظون ذات صباح على قرار منعكم من دخول المسجد الأقصى والصلاة فيه ،وستكون المسؤولية الأولى على عاتقكم عند الله لانشغالكم عن مسجدكم الأقصى بالدنيا وتفاهاتها فلماذا تتضعون المسؤولية على عاتق العرب والمسلمين وحدهم وأنتم في بيت المقدس وأكنافه مقصرون تجاه مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم ،فعلى كل مسلم نصيب من المسؤولية فإن أداها سلم وإن قصر فيها غرم .



يا عباد الله :
المسلمون  قبلكم   ظهر انشغالهم واهتمامهم ببيت المقدس والمسجد  الأقصى منذ عصر النبي صلى الله عليه وسلم،فهذه ميمونة مولاته- صلى الله عليه وسلم تسأله قائلة:يا رسول الله،أفتنا في بيت المقدس"وذاك أبو ذر رضي الله عنه يخبرنا عن تذاكر الصحابة الكرام أيهما أفضل:مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم أم المسجد الأقصى؟،وعمر بن الخطاب رضي الله عنه يأتيه فاتحا بالحق وبالعدل ويذكر التاريخ تسعة وثلاثين صحابيا جاؤوا إلى المسجد الأقصى لمجاورته والإقامة فيه،منهم سبعة دفنوا في القدس،وكان الصحابة والتابعون ومن تبعهم يحرصون على الإهلال بالحج والعمرة من بيت المقدس،استجابة لحث النبي صلى الله عليه وسلم وطلبا للأجر والثواب والتاريخ يذكر صلاح الدين الذي نشر فيها العدل بعد الظلم،والأمن بعد الخوف ، والمسلمون على اختلاف ديارهم وألوانهم وعصورهم،لا يزالون يتسابقون على حب المسجد الأقصى وبيت المقدس، أما المسلمون في هذا الزمان فأكثرهم منشغل عن المسجد الأقصى بحوائج الدنيا الزائلة ، والبقية الباقية من المسلمين تكتفي بالحوقلة والاحتساب والبكاء بعد أن تخلوا عن سلاحهم الضعيف الشجب والاستنكار، فماذا نقول لك يا أول القبلتين ؟ وبماذا نعتذر لك يا مسرى الرسول ومعراجه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟    يا عباد الله:
إن ارتباطكم بالمسجد الأقصى وبيت المقدس،هو ارتباط عقيدة



ودين،وارتباط تاريخ وحضارة فالمسجد الأقصى هو أول مسجد بني في الأرض ليعبد فيه المسلمون ربهم بعد المسجد الحرام ولم تكن يومئذ نفس منفوسة من بني إسرائيل فأين حقهم ومكانهم فيه!!،ففي الحديث الصحيح أن الرسول صلى الله عليه وسلم سئل:أي المساجد بني أولا؟

فقال:"المسجد الحرام"،قال الصحابي السائل:ثم أي؟قال النبي"المسجد الأقصى" وقد خص الله تعالى المسجد الأقصى بإسراء الرسول صلى الله عليه وسلم إليه من مكة المكرمة والمعراج منه إلى السماوات  العلى ، فأين السارون إلى الله بالرباط والطاعات ، وأين الذين يعرجون إلى  ربهم بالولاء له والانتماء الصادق لأحكامه وتشريعاته ؟؟ فلا يمكنكم يا مسلمون أن تحفظوا المسجد الأقصى من الاعتداء عليه والطمع فيه إلا بإسرائكم  ومعراجكم إلى الله ربكم بالطاعات وترك المعاصي والمحرمات ،فهل أنتم فاعلون ؟ وهل أنتم تستجيبون؟؟؟

أيها المسلمون :إن المسجد الأقصى قبلتكم الأولى،حيث صلى النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه من المسلمين نحو بيت المقدس ستة عشر شهرا أو سبعة عشرا شهرا،وهو أحد المساجد الثلاثة التي تشد الرحال إليها للعبادة فيها،فقد روي مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه،يخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إنما يسافر إلى ثلاثة مساجد،مسجد الكعبة،ومسجدي،ومسجد إيلياء"، فشد الرحال  إلى المسجد الأقصى للصلاة فيه وعبادة الله تعالى يكفر الذنوب،ويحط الخطايا،ويضاعف الأجر فيه،ففي حديث أبي الدرداء قول النبي عليه السلام:"والصلاة في بيت



المقدس بخمسمئة صلاة"،وفي حديث ميمونة قال النبي صلى الله عليه وسلم عن أجر الصلاة في المسجد الأقصى:"فإن صلاة فيه كألف صلاة في غيره"وأما حديث أنس،ففيه قول النبي عليه الصلاة والسلام:"وصلاة في المسجد الأقصى بخمسين ألف صلاة"،وروى أبو ذر رضي الله عنه قول النبي صلى الله عليه وسلم:"صلاة في مسجدي هذا أفضل من أربع صلوات فيه"أي في المسجد الأقصى،وكل هذه الروايات لا منافاة بينها، فيمكن أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أولا بالأجر القليل،ثم أعلمه الله بزيادة الأجر فأخبر به،وذكر الأجر القليل لا ينفي الأجر الكثير،ومعلوم أن مضاعفة الحسنات يختلف باختلاف أحوال المصلين في الصلاة،وإذا كان هذا هو فضل المسجد والصلاة فيه،فإن من الغرابة والعجب أن يزهد أهل بيت المقدس   في الصلاة فيه وعن شد الرحال إليه !!
عباد الله:والى بيت المقدس وما حوله يعود الخلق والأمر،ويحشر الخلق،فهو كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم"أرض المحشر والمنشر"،وقد بارك الله تعالى المسجد الأقصى وماحوله،فقال:"سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأٌقصى الذي باركنا حوله"،فهذه الأرض المباركة للأمة المباركة،وهذه الأرض الطاهرة للأمة الطاهرة،وهذه الأرض المقدسة للأمة المقدسة،والأمة الطاهرة المباركة المقدسة هي أمة محمد صلى الله عليه وسلم،فبركات الدين والدنيا تجتمع فيكم أيها المسلمون في بيت المقدس،فأنتم في مهبط الوحي،ومعبد الأنبياء،وأنتم جيران الله،وما كان الله ليعذب جيرانه،فاحمدوا الله على هذه النعم،واسألوه دوامها،واحفظوها بأداء حق الله عليكم فيها .


يا مسلمون:أنتم أهل الحق،وأنتم الطائفة المنصورة،وأنتم المؤمنون الذين يصبرون لكل زلزلة تصيبهم!كل هذه الصفات وصفكم بها الرسول صلى الله عليه وسلم!وكل هذه الصفات تجتمع فيكم!بالرغم من خذلان العرب والمسلمين فالنبي عليه الصلاة والسلام أخبرنا عن هذا الخذلان لبيت المقدس وأهله،فقال في خطبته  عن المسلمين من أهل بيت المقدس"لا يضرهم خذلان من خذلهم ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة"
فمتى سيتخلى العرب عن خذلانهم لكم ؟وهل سيلتئم الصف الفلسطيني الذي خذل المسجد الأقصى وبيت المقدس بتفرقه وانشغاله بالإنقسام على نفسه؟وهل سيقف العالم عند قراراته واتفاقياته في مجلس الأمن ولاهاي!لحماية المقدسات ودور العبادة!



يا عباد الله
إن الله عز وجل حرم بيت المقدس على الدجال وجنده ،وسيهلكه الله بأيدي المؤمنين فيها،فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عن الدجال:"وإنه سيظهر أوقال سوف يظهر على الأرض كلها إلا الحرم وبيت المقدس"
وللدجال جنود وأتباع في هذا الزمان،يخذلون المسلمين عن نصرة دينهم ونصرة علمائهم الصالحين ، ويخذلونهم عن نصرة مقدساتهم وقضاياهم المصيرية ،وتقول لهؤلاء الدجاجلة : خسئتم وخاب فألكم ولن تعدو قدركم فالله"غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون"....



أيها المسلمون:
إن بيت المقدس هو ملاذ المسلمين عند ظهور الفتن وقد قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:"نعم المسكن عند ظهور الفتن بيت المقدس!وليأتين على الناس زمان يقول أحدهم:يا ليتني تبنة في لبنة في لبنات بيت المقدس"
ومن صفات أهل بيت المقدس والشام ثباتهم مهما أصابهم من فتن،لحديث أبي الدرداء رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"بينا أنا نائم إذ رأيت عمود الكتاب احتمل من تحت راسي!فظننت أنه مذهوب به!فأتبعته بصري!فعمد به إلى الشام ،إلا وإن الإيمان حيث تقع الفتن الشام"


عباد الله:
لقد لفت النبي صلى الله عليه وسلم قلوب وعقول المسلمين إلى مجاورة المسجد الأقصى وسكنى ببيت المقدس!ودعاهم إلى الإقامة فيه،من خلال الزواج والذرية التي تعمر أولى القبلتين وتحافظ عليها،فحين سأله ذو الأصابع رضي الله عنه قائلا:"إن ابتلينا بالبقاء بعدك!أين تأمرنا؟قال عليك ببيت المقدس،فلعله ينشأ لك ذرية يغدون إلى ذاك المسجد ويروحون".
يا مسلمون:تعلمون أنه إذا أصاب ابن أحكم مرضا شديدا فإنه يظل مشغولا به حتى يشفيه الله ،ولا تغمض له عين حتى يراه سليما معافى ، والمسجد

الأقصى أغلى من أبائنا علينا ،وقد أكرمكم الله بالإقامة في القدس والذرية فيها،فحققوا أمل الرسول صلى الله عليه وسلم فيكم!بالغدو والرواح إلى المسجد الأقصى للصلاة فيه وتلاوة القرآن وعبادة الله تعالى فإنه سيأتي على المسلمين زمان،يتمنى أحدهم لو أنه يملك مكانا بمقدار قوسه ليرى منه بيت المقدس،وأن ذلك يعدل عنده الدنيا وما فيها،ففي الحديث الشريف:"وليأتين على الناس زمان ولقيد سوط-أو قال-قوس الرجل،حيث يرى منه بيت المقدس خير له أو أحب إليه من الدنيا جميعا"
يا مسلمون:في المسجد الأقصى صلى رسولكم،وإليه كانت قبلتكم وأي انفصال عنه!بأي شكل من الأشكال هو انفصال عن رسالة رسولكم صلى الله عليه وسلم فوثقوا صلتكم بدينكم من خلال توثيق صلتكم بأقصاكم ،وثقوا بالله ربكم وتوكلوا عليه ،فهو حسبكم ونعم الوكيل
اللهم ثبتنا على الحق والدين!وكن لنا خير معين!وانصرنا على الظالمين!

عباد الله
جاء في الحديث الشريف الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم:"إن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل ساه لاه!فادعوا الله و

الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين ونشهد أن لا إله إلا الله العظيم الحليم رب العرش الكريم العزيز الذي لا يغلب والقوي الذي لا يقهر ونشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله وصفوته من خلقه،بلغ الرسالة،وأدى الأمانة ،ونصح الأمة،اللهم صلى وسلم وبارك عليه،وعلى آله وأصحابه وأتباعهم إلى يوم الدين .......  أما بعد،أيها المسلمون:الصلاة في المسجد الأقصى واجبة على كل مسلم قادر لأمره صلى الله عليه وسلم بذلك"ائتوه فصلوا فيه ،وإن أجر المرابط فيه لا يتوقف حتى تقوم الساعة ،



0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More