تعديل

السبت، 19 مارس 2016

من فقه القرآن : سلسلة من سورة القصص

من فقه القرآن
« سورة القصص » (1)
الشيخ الدكتور محمد سليم محمد علي
خطيب المسجد الأقصى المبارك
عضو هيئة الدعاة والعلماء في فلسطين
استاذ الفقه المقارن/ جامعة القدس

هذه فوائد فقهية وتربوية من سورة القصص، نجملها في المسائل الآتية:

* المسألة الاولى: وصف الله تعالى القرآن ب المبين فقال تلك آيات الكتاب المبين! أي المبين الحق من الباطل، والحلال من الحرام

* المسألة الثانية: ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وقصص الانبياء واضحة بينه انها حق لا باطل فيها، واذا عرضنا هذا، وجب على اصحاب العقول من غير المسلمين ان يقفوا عند نبوة محمد صلى الله عليه وسلم بتفكر وروية وتجرد عن الحق لكي يرجعوا الى انفسهم! ويعلموا انهم على الباطل في معاداته وان عداءهم له، سيكون سبباً لخزيهم وهلاكهم في الدنيا والآخرة.

* المسألة الثالثة: قوله تعالى نتلو عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق«من » هنا للتبعيض، اي نتلو عليك بعض خبرهما، وموسى كان يمثل الحق، كالمسلمين اليوم، وفرعون كان يمثل الباطل كغير المسلمين في هذا الزمان.

* المسألة الرابعة: اذا جمعت المسلمين وغيرهم رابطة البشرية والانسانية من غير رابطة الايمان بمحمد صلى الله عليه وسلم ودينه! فلن تنفع البشرية الكافرة هذه الرابطة، فقرابة قارون من موسى لم تنفعه، وقرابة قريش لمحمد صلى الله عليه وسلم لم تنفعها! والبشرية غير المسلمة اليوم لا ينفعها مالها ولو كان كمال قارون، ولن ينفعها كفرها وظلمها ولو كانت كفر عون او أشد.

* المسألة الخامسة: ان غطرسة فرعون جنت عليه، وأهلكته! فعلوه في الارض! بالتفريق بين الناس «وجعل أهلها شيعاً » باثارة «الفوضى الخلاقة » واستمرائه قتل الناس كباراً وصغاراً! واسترقاق النساء! واتخاذهن بطانة لنشر الرذيلة والفاحشة: كل ذلك جعله يستحق لقب «المفسد » وجعله يستوجب العقاب بالهلاك والغرق في البحر! فالكفر بعلمانيته واشتراكيته، وما يحمل من بذار الشر، وما ينثر من رذيلة في الارض، وما يستبعد به الناس! كل ذلك مصيره في القريب العاجل كمصير فرعون! الهلاك والدمار! فتعسا للبشرية الكافرة الظالمة ان لم تستدرك ما فاتها من ايمان بمحمد صلى الله عليه وسلم، واتباع لشريعته التي فيها الحق والخير والسعادة لها ولمن بعدها من الاجيال.



* المسألة السادسة: وقاعدة القواعد في سنة الله في الارض ان (العاقبة للمتقين)، وان النصر والتمكين في الارض للمسلمين المستضعفين! فلا يجزع مسلم لضعفه وقلة حيلته في هذا الزمان! فأهل الحق دائماً عددهم قليل! ولكن صبرهم كبير! وثباتهم كثير! والله بشرهم فقال ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين .»

* المسألة السابعة: وقوله تعالى «واوحينا الى ام موسى ان ارضعيه » هذا وحي الهام لا وحي جبريل عليه الصلاة والسلام! وامة المسلمين في هذا العصر ملهمة بالعودة الى دينها والخير في ابنائها وبناتها كثير...وهذا الهام وتوفيق من الله لها، لانه يريد ان تكون عاقبتها خيراً.

* المسألة الثامنة: وقوله تعالى لام موسى الهاماً «فاذا خفت عليه، فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني وانا رادوه اليك وجاعلوه من المرسلين » وكأني بأمة المسلمين اليوم يلهمها ربها ان تلقي بدينها بين البشر، اي ان تعمل به ولا تخشى في الله لومة لائم، وان تصبر وتحتسب لما يصيبها من اذى واضطهاد بسبب ذلك، فإن عاقبته هو التمكين للاسلام في الارض والخروج به في الارض لدعوة الناس اليه «انا رادوه اليك وجاعلوه من المرسلين .».

* المسألة التاسعة: قوله تعالى «فالتقطه آل فرعون ليكون له عدواً وحزنا » والاسلام اليوم يعيش في امريكا ودول اوروبا «الغرب » ويشكل لهم رعباً وخوفاً وحزناً، فهم يطالبون بمنع الحجاب والنقاب وطرد المسلمين من بلدانهم، ويعملون على منع اقامة شعائر الاسلام كالآذان وغيره! وهم في ذلك مخطئون، لان الله سينشر الاسلام في الارض من بين اظهرهم! كما نشره في قوم فرعون الطاغية.


* المسألة العاشرة: ورغم ذلك كله، فأمريكا والغرب أي: فرعون وامرأته، متفقان على ان وجود المسلمين في بلادهم لا غنى لهم عنه، فهم عقول مفكرة، وايد عاملة منتجة، ولذلك يحرصون رغم عدائهم للاسلام واهله على بقاء المسلمين ولو على مضض، كما قالت امرأة فرعون «قرة عين لي ولك لا تقتلوه عسى ان ينفعنا او نتخذه ولداً وهم لا يشعرون !» المسألة الحادية عشرة: والمسلمون في الغرب وامريكا يضعون اياديهم على قلوبهم خوفاً مما ستؤول اليه حياتهم في تلك البلاد، كما فعلت ام موسى وكما آل حالها «واصبح فؤاد ام موسى فارغاً ان كادت لتبدي به لولا ان ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين .

من فقه القرآن
سورة القصص (2)
الشيخ الدكتور محمد سليم محمد علي
خطيب المسجد الأقصى المبارك
عضو الهيئة الإدارية للدعاة والعلماء في فلسطين
استاذ الفقه المقارن/ جامعة القدس

ومن الفوائد الفقهية والتربوية في سورة «القصص » ما سنذكره في المسائل الآتية

المسألة الاولى: قوله تعالى عن موسى عليه الصلاة والسلام «وحرمنا عليه المراضع » من صيغ التحريم في القرآن الكريم، ومثلها قوله تعالى «ويحرم عليهم الخبائث » ومن صيغ التحريم في القرآن صيغة النهي، كقوله تعالى: «فاعتزلوا النساء في المحيض » وصيغة «لا تقربوا » وهي من اشد صيغ النهي والتحريم كقوله تعالى «ولا تقربوا مال اليتيم الا بالتي هي أحسن » وهناك صيغ أخرى يرجع اليها في كتب «اصول الفقه .

المسألة الثانية: وقوله تعالى: «وحرمنا » تبيان وتأكيد ان الله وحده هو الذي يملك تشريع الحلال والحرام، لا احد سواه، ايا كانت منزلته وقوته، ولهذا وصف الله تعالى اهل الكتاب بالشرك، لأنهم جعلوا التحليل والتحريم في ايدي الرهبان والاحبار فقال سبحانه «اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله والمسيح بن مريم وما امروا الا ليعبدوا الها واحدا لا اله الا هو سبحانه عما يشركون .»

المسألة الثالثة: ولا يطلق الحرام الا على ما علم تحريمه قطعا، وهذا ينطبق على ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من تحليل وتحريم لقوله تعالى«وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا » قال ابن تيمية.

المسألة الرابعة: قوله تعالى: «وقالت لاخته قصيه، فبصرت به عن جنب قالت هل ادلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون »، فيما فعلت ام موسى وابنتها، دلالة على حب المسلم لاخيه المسلم، وحرصه عليه وعلى نجاته، وان المسلم ينزل مواطن الخطر للذود عن اخيه المسلم، وهو مع كل ذلك متيقظ من كيد الاعداء، وتآمرهم عليه، وتفطنهم اليه، فأخت موسى دلت فرعون على امها ليكفل موسى ويرضعه من غير ان يعرف بأنها امه، وهكذا تكون علاقة المسلم مع اخيه في النسب وفي العقيدة، علاقة تقوم على الشفقة والنصح والتضحية، فهل يتفطن المسلمون الى هذه العلاقة، ويعيونها من جديد، لنصرة المظلوم منهم

المسألة الخامسة: قال القرطبي: «قال ابو عمران الجويني وكان فرعون يعطي ام موسى كل يوم ديناراً. قال الزمخشري: فإن قلت: كيف حل لها ان تأخذ الاجر على ارضاع ابنها؟ قلت: ما كانت تأخذه على انه اجر ولكنه مال حربي تأخذه على وجه الاستباحة

المسألة السادسة: الولد قرة العين لابويه، وفراقه ابتلاء لهما، وعليهما بالصبر على فراقه، والتقوى على اثناء غيابه، حتى يرده لهما سالماً غانماً... فالله عزوجل ردّ موسى الى امه، كي تقر عينها به، ولا تحزن بفراقه، ولتعلم ان وعد الله حق برده اليها

المسألة السابعة: قوله تعالى «ولما بلغ اشده » الاشد هو الحلم لقوله تعالى«حتى اذا بلغ اشده »، فذلك اول الاشد، واقصاه قيل: اربعون سنة، وقيل: اربع وثلاثون سنة.

المسألة الثامنة: وقد رزق الله موسى عليه السلام حين بلغ اشده الفقه في الدين، فعلم دينه ودين آبائه، وكان له تسعة من بني اسرائيل يسمعون منه، ويقتدون به، ويجتمعون اليه، وهذا كان قبل النبوة واذا علم المسلم هذا، وجب عليه حين بلوغه الحلم، اي سن البلوغ، ان ينزل منازل الرجال والعقلاء، ويعلم انه مكلف بعبادة ربه، وانه صار بحلمه اهلاً للعبادة، لا تسقط عنه الا بعذر شرعي، ثم اذا بلغ المسلم اشده، وجب عليه ان يتذكر ان دنياه بدأت بالادبار، وان آخرته تسرع بالاقبال، فيقلع عن التقصير في اداء الفرائض، وينتهي عن الاجتراء على المعاصي ويرجع الى ربه بالانابة والتوبة، وهكذا كان يفعل السلف الصالح من سكان المدينة المنورة، فكان اذا بلغ احدهم اربعين سنة، اعتزل ولازم المسجد، وعد نفسه من اهل القبور.

المسألة التاسعة: وقد وصف الله ام موسى بمرتبة الاحسان، فقال في حقها: «وكذلك نجزي المحسنين » لانها استسلمت لامره سبحانه بإلقاء ولدها في البحر، وصدقت بوعده برده اليها، فالتصديق بوعد الله، والاستلام لامره تعالى، يرقى بالمسلم الى مرتبة الاحسان، وهي ثالث مراتب العبادة وقبل المرتبة الاخيرة.

من فقه القرآن
سورة القصص (3)
الشيخ الدكتور محمد سليم محمد علي
خطيب المسجد الأقصى المبارك
عضو «الهيئة الإدارية » لهيئة العلماء والدعاة في فلسطين
استاذ الفقه المقارن/ جامعة القدس

ومن الفوائد الفقهية والتربوية في سورة القصص ما سيأتي في المسائل الآتية:

* المسألة الاولى: قوله تعالى (فالتقطه آل فرعون) فيه دلالة على مشروعية«اللقطة »، فآل فرعون التقطوا الصندوق ولم يعرفوا ان به بشراً وهو موسى عليه الصلاة والسلام الا بعد ان فتحوه .»

* المسألة الثانية: واللقطة في لغة العرب: «ما وجد من غير طلب ولا ارادة «وفي الشرع هي » المال الذي يوجد على الارض ولا يعرف له مالك .»

* المسألة الثالثة: وقوله تعالى(ليكون لهم عدواً وحزناً)، آخذ آل فرعون موسى ليكون لهم قرة عين، فكان عاقبة التقاطهم له ان كان لهم عدواً وحزناً، وعلاقة هذا المعنى، للمعنى الشرعي للقطة، ان الملتقط اللقطة ان اخذها ناوياً عدم ردها لأصحابها، أثم وأصبح ذلك في حقه حراماً، وعاقبة الحرام والاثم وان لم يتب منه الانسان هو الحزن لعذاب الله الذي سيحل به، فيكون التقاطه للقطة في هذه الحالة عداوة لمصيره الذي سيؤول اليه من غضب الله تعالى وعذابه.

* المسألة الرابعة: ومسؤولية المسلم اذا التقط لقطة انه يجب عليه تعريفها اذا كانت مالاً متقوماً محترماً ذا قيمة، لمدة سنة، فإن جاء مالكها ردها اليه، وان لم يجيء، جاز له تملكها وتكون كسائر امواله، لقوله صلى الله عليه وسلم (فإن جاء صاحبها فأعطاها اياه، والا فهي لك).

* المسألة الخامسة: قوله تعالى (فوكزه موسى فقضى عليه) تربية لمسلم على الصبر عند المنازعات والخصومات، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم ليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) فموسى عليه السلام اراد رفع الظلم عن الاسرائيلي من القبطي الذي اعتدى عليه، فوكزه موسى، اي ضربه بيده في صدره، لا يريد قتله، فقتله، فالمسلم يحذر من استخدام يده عند الخصومة، ضرب ضربة تكون قاتلة، ويعقبها الندم والخسارة، واستخدام اليد في فض الخصومات من الشيطان واغوائه، والمسلم يعلم عداوة الشيطان، فيعمل على تصبير نفسه، ولهذا رجع موسى الى نفسه وقال عندما قتل القبطي «هذا من عمل الشيطان، انه عدو مضل مبين.
* المسألة السادسة: ومن سمات المسلم الصالح، المبادرة الى التوبة، والانابة الى الله تعالى، فور صدور الذنب او المعصية منه، ونتعلم هذا من موسى عليه الصلاة والسلام، حيث قال بعد موت القبطي خطأ بيده( رب اني ظلمت نفسي، فاغفر لي فغفر له انه هو الغفور الرحيم). وكان هذا الفعل، اي القتل الخطأ من موسى عليه الصلاة، والسلام على سبيل الخطأ، وقبل النبوة.

* المسألة السابعة: ويعطي موسى عليه الصلاة والسلام، علماء المسلمين في كل عصر وجيل، درساً في الثبات على الحق والدين، وعدم الانجراف وراء نعيم الدنيا الزائل بمظاهرة الحكام الظلمة او الكفرة بالولاء لهم او منافقتهم، فيقول(رب بما انعمت علي فلن اكون ظهيراً للمجرمين)، اي بما انعمت عليّ من المعرفة والحكم والتوحيد فلن اظاهر المجرمين بمصاحبة فرعون والانتظام في جملة اتباعه، وتكثير سواده، وهكذا يكون العالم الرباني، بما انعم الله عليه من المعرفة والتوحيد، لا ينافق جباراً ولا يواليه.

* المسألة الثامنة: وكل حاكم ينكر وجود الله تعالى، ويكفر به سبحانه فقد حكم عليه بالاجرام، فلن اكون ظهيراً للمجرمين ومعلوم ان المجرم غير الحاكم، يسفك الدماء ولا يراعي لها حرمة، ويعتدي على الاعراض والاموال، فكيف اذا كان المجرم حاكماً كافراً، فان تلك الجرائم تسهل عليه، ولا يتحرك له ضمير بارتكابها! وهذا واقع تعيشه البشرية اليوم، فلا حرمة لحقوق الانسان، وبخاصة الانسان المسلم الذي يريد للفضيلة ان تبقى، للرذيلة ان تفنى.

* المسألة التاسعة: والمسلم قد يكون شجاعاً، وهذا هو الأصل، وقد يخاف ويكون جباناً، وهذا لا يتنافى مع المعرفة بالله تعالى، ومع التوكل عليه سبحانه، فهما صفتان يخلق عليهما الانسان، اي انسان كان، والخوف في حق الانبياء غير الجبن، فالانبياء يخافون ولكن لا يجبنون، وعلى المسلم الاقتداء بالانبياء والمرسلين فلا يجبن وان اعتراه الخوف في حالة من الحالات، وقد وصف الله عز وجل في الآية موسى بالخوف والترقب، فقال (فأصبح في المدينة خائفاً يترقب) اي يلتفت من الخوف، ويترقب الطلب، وما يتحدث به الناس.

*المسألة العاشرة: وفي قوله تعالى يترقب والتي من معانيها: انتظار ما يتحدث به الناس حث المسلم على التيقظ، ومتابعة ما يجري حوله من احداث تتعلق به وبالمسلمين جميعاً، لكي يظل متأهباً لمواجهة ما يدور من حوله، وما يحاك ضده من مؤامرات.

* المسألة الحادية عشرة: الانسان الجبار في الارض هو الذي يقتل نفسين بغير حق، فحين ظن الاسرائيلي ان موسى سيقتله حين استنصره في اليوم الثاني قال له (أتريد ان تقتلني كما قتلت نفساً بالامس ان تريد الا ان تكون جباراً في الارض وما تريد ان تكون من المصلحين). فكم في الارض من جبار غير مصلح، لفساد عقيدته
وخلو قلبه من الايمان نسأل الله العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة.

من فقه القرآن
سورة القصص (4)
الشيخ الدكتور محمد سليم محمد علي
خطيب المسجد الاقصى المبارك
استاذ الفقه المقارن /جامعة القدس

ومن الفوائد الفقهية والتربوية في سورة القصص ما سيأتي بيانه في المسائل الآتية :

المسألة الاولى: في قوله تعالى «ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون » لفظان هما:
أمة، وورد.. اما الأمة فلهاعدة معان » منها الجمع الكثير وهو المراد هنا، واما لفظ ورد فتأتي بمعنيين، الاول: الدخول، والثاني: بلوغ الشيء والاطلاع عليه.
وفي الآية الكريمة صورة لتزاحم الناس على الماء ليستقوا، ولموسى وهو يشاهد هذه المزاحمة ويشاهد امرأتين تمنعان من ورود الماء «ووجد من دونهم امرأتين تذودان » تذودان: اي تمنعان وتحبسان من السقيا.

المسألة الثانية: والماء مباح من المباحات! ولكن قد يمنع البعض من المباح والاستيلاء عليه، لضعفه، كحال المرأتين اللتين رآهما موسى عليه الصلاة والسلام فما هو واجب المسلم ازاء المضطر المباح للاستيلاء عليه مع عدم قدرته! والجواب في المسألة الثالثة وهي:

المسألة الثالثة: يشرع للمسلم مساعدة الضعيف لقضاء حاجته، ويصبح الأمر فرضا عليه في حقه وان لم يوجد غيره، وكان الآخر مضطر للشيء: وهذا ما فعله موسى عليه الصلاة والسلام مع المرأتين «فسقى لهما ثم تولى الى الظل .»

المسألة الرابعة: في سؤال موسى عليه الصلاة والسلام للمرأتين «ما خطبكما » ومساعدته لهما، دليل على جواز، اعانة الرجل المرأة، اذا أمن الفتنة على نفسه وعليها، وفيه دليل على جواز كلام الرجل مع المرأة عند الحاجة

المسألة الخامسة: ودل سؤال موسى عليه الصلاة والسلام للمرأتين بقوله «ما خطبكما » على انهما كانتا في موقف حرج ومصاب، تحتاجان الى الاعانة والشفقة عليها
المسألة الخامسة: واجابة المرأتين لموسى عليه السلام فيه دلالة واضحة على انهما كانتا في ضيق وعسر من امرهما، فقالتا: ابونا شيخ كبير لا يستطيع مباشرة امر غنمه، ونحن امرأتان ضعيفتان لا نقدر على مزاحمة الاقوياء والرجال

المسألة السادسة: وقول المرأتين «لا نسقي حتى يصدر الرعاء » في اشارة الى حياء المرأة وعفتها، فهي لا تزاحم الرجال، ولا تفعل ما يخدش المروءة والكرامة

المسألة السابعة: وفي قول المرأتين «وابونا شيخ كبير » اشارة الى جواز عمل المرأة وان لم تجد من يعيلها او ينفق عليها، ولكن بشرط الا تخالف حكما او أدبا من آداب الاسلام كالتبرج والخلوة وغير ذلك

المسألة الثامنة: لا يجوز لأحد من المسلمين منع المباحات عن غيره ان ظلت مشاعا! وعلى القادر منعه من ذلك، فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: «لما استقى الرعاة نمط على اكبر صخرة لايقلعها الا عشرة رجال، فجاء موسى فاقتلعها واستقى ذنوبا «دلوا » واحدا لم تحتج الى غيره فسقى لهما .»

المسألة التاسعة: والظل في قوله تعالى «ثم تولى الى الظل » نوعان، ظل مادي، وظل معنوي، اما الظل المادي فهو المراد من الآية، واما الظل المعنوي فالاية تشير اليه من خلال دعاء موسى ربه «رب اني لما انزلت الي من خير فقير .»

المسألة العاشرة: وفي دعاء موسى لربه «ربي اني لما انزلت الي من خير فقير » تعلم للمسلمين ادب الدعاء، فموسى عليه الصلاة والسلام مكث عدة ايام لم يذق فيها طعاما، فلم يقل لربه اني جائع ولم اذق طعاما منذ ايام، ولم يشك جوعه، وانما سأل ربه ان يغنيه من فضله سبحانه عن غيره من الخلق، فلا يكون لاحد «منه » ولا فضل عليه سوى الله عز وجل.

المسألة الحادية عشرة: ودعاء المضطر مجاب من الله تعالى! وكذلك دعاء الانبياء! فبعد دعائه جاءته احدى المرأتين تدعوه الى ابيها شعيب عليه الصلاة والسلام وقد اغنى الله موسى بوساطة هذا النبي الكريم شعيب! وقد كانت استجابة دعاء موسى مباشرة، ومما يدل على هذا الغاء في قوله تعالى: «فجاءته احداهما تمشي على استحياء

المسألة الثانية عشرة: ومن صفات المرأة المسلمة الحياء، وقد اشارت اليه القصة عند قوله تعالى «لا نسقي حتى يصدر الرعاء » اي لا نزاحم الرجال حياء، وهنا نطقت الايات بصفة الحياء للمرأة المسلمة فقالت «فجاءته احداهما تمشي على استحياء » ويحضرني هنا قول عمر بن الخطاب في وضع المرأة المسلمة «ليست بسلفع من النساء ولا ولاجة ولا خراجة ». وسلفع: اي تكثر الالتفات، والولاجة الخراجة: كثير الخروج من البيت للحاجة وغير الحاجة فليت بناتنا ونساءنا يتأدبن بأدب الحياء في الطرقات والاماكن العامة، وينتهين عن كل ما يخل بحيائهن وبخاصة كثرة الضحك والالتفات ورفع الصوت، والمحادثة بالهاتف النقال بشكل بعيد عن المروءة. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.

من فقه القرآن
سورة القصص (5)
الشيخ الدكتور محمد سليم محمد علي
خطيب المسجد الأقصى المبارك
عضو الهيئة الإدارية لهيئة العلماء والدعاة في فلسطين

 ومن الفوائد الفقهية والتربوية في سورة «القصص » المسائل الآتية

المسألة الاولى: قوله تعالى على لسان الرجل الذي جاء محذراً موسى عليه الصلاة والسلام:ان الملأ يأتمرون بك..، فيه بيان لكل مسلم ليكون على أهبة الاستعداد لحماية اخيه المسلم بشتى الوسائل، وتحذيره من اي شر او خطر قد يصيبه، وهذا ما أكده الرسول صلى الله عليه وسلم في اكثر من حديث، منها قوله: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه..)، وأرى ان في هذا المقطع القرآني، دليل على وجوب نصرة المسلم لأخيه المسلم على الفور، وليس على الأقرب فالأقرب كما أفتى علماء الامة في القرون السابقة حين تحدثوا عن نصرة المسلمين لبعضهم البعض، وعلى هذا تكون نصرة المسلمين في بيت المقدس غير مخصوصة بالأقرب فالأقرب حتى تحدث الكفاية بهم، ولكن تكون واجبة على جميع المسلمين على الفور حتى تحدث الكفاية بهم، فإن لم تحدث الكفاية لجميع المسلمين فحينئذ يكون قضاء الله وقدره، فالنصر من الله تعالى، والمسلم يأخذ بالاسباب وعلى الله تعالى النتائج، والنصرة الواجبة للمسلم على اخيه المسلم نصرة مادية وأخرى معنوية، وما فعله الرجل الذي جاء من أقصى المدينة الى موسى عليه الصلاة والسلام، نصرة بنوعيها، المادية حين جاءه محذراً، ومعنوية حين أخبره انه له من الناصحين المشفقين عليه.

المسألة الثانية: والملأ في قوله تعالى(ان الملأ يأتمرون بك) هم بطانة الحاكم وأعوانه، أصحاب شورته، وأمره ونهيه

المسألة الثالثة: قوله تعالى (يأتمرون بك) أي يتشاورون في أمر قتلك يا موسى، لقتلك القبطي، أو انهم يأمر بعضهم بعضاً بقتلك كما قتلت الرجل القبطي ويستفاد من هذا المقطع القرآني عدة أمور وهي:
1-     ان الطبقة الحاكمة في كل دولة، لها صلاحية القضاء وتنفيذه، وهذا هو حال الملأ في الآية الكريمة.
2-     ان القضاء يجب ان يكون عادلاً، فهم تشاوروا في أمر قتل موسى عليه الصلاة والسلام لانه قتل رجلاً قبطياً بالأمس.
3-     ان القضاء لا يكون الا بالبنية اولاً قبل غيرها، والبينة هنا هي ان قتل موسى للقبطي كان قد عُرف للملأ.
4-     ان الملأ الطبقة الحاكمة عليها ان تحكم بما يرضي الله تعالى وان تكون اوامرها موافقة لذلك
5-     ان المسلم عليه ان يتشاور مع غيره لتحقيق الخير، وبالمعروف لا بالمنكر، فالله تعالى يقول وأتمروا بينكم بمعروف.

6-     جواز فرار المسلم بنفسه من الظالمين ليتقي شرهم واذاهم، ان كان ضعيفاً لا يستطيع دفعه، وقد فعل موسى هذا فخرج منها خائفاً يترقب
7-     ان النصيحة من الدين، وهي واجبة للمسلم على المسلم، كما قال الرجل لموسى عليه الصلاة والسلام اني لك من الناصحين.

المسألة الرابعة: قوله تعالى فخرج منها خائفاً يترقب فيه دلالة على ان الخوف والحذر لا ينافيان التوكل على الله، والأخذ بالأسباب لدفع المحذور

المسألة الخامسة: وجوب حفظ المسلم لنفسه من الهلاك على الفور من غير انتظار ان تيقن الهلاك، فحفظ النفس من الضروريات الخمس التي اوجب الاسلام حفظها، ونعرف هذا الحكم من «الفاء » في قوله تعالى «فخرج »، فهي تفيد الفورية، فبعد ان سمع موسى عليه الصلاة والسلام تحذير الرجل له من القتل، باشر بالفرار مع الاخذ بالأسباب من ترقب مشوب بالحذر

المسألة السادسة: والمسلم حين يأخذ بالاسباب المادية للنجاة وغيرها، فهو لا يعتمد عليها، بل يعتمد ويتوكل على الله تعالى، ويلجأ اليه بالدعاء والتضرع ليحفظه وينجيه من اعدائه وهذا نتعلمه من موسى عليه الصلاة والسلام حين خرج خائفاً يترقب فقال رب نجني من القوم الظالمين

المسألة السابعة: ويستفاد من دع􀀼اء موسى عليه الصلاة والسلام رب نجني..ان يتخير المسلم اسماً من اسماء الله تعالى في دعائه مناسباً لحاجته، فموسى لم يقل يا الله نجني وانما دعا قائلاً رب، لان الالوهية تعني ان الله له الحق في الامر والنهي، واما الربوبية فتعني ان العبد بحاجة الى ربه في خلقه ورزقه وحفظه وغير ذلك، لذلك استخدم موسى عليه الصلاة والسلام لفظ «الرب » في الدعاء، وهكذا يفعل المسلم، فمثلاً لو دعا فقير ربه فقال «يا مغني أغنني » ولو دعا مذنب ربه فقال «يا غفور يا تواب اغفر لي وتب علي » لكان في دعائه مصيباً، وأشد قربا الى ربه عز وجل

المسألة الثامنة: والظلم صفة لها معان تتنافى مع الانسانية بمعانيها اللائقة بها، فالظلم في قوله تعالى القوم الظالمين هو الضرب والقتل بغير حق، وعدم النظر في عواقب الامور، وعدم الدفع بالتي هي أحسن، وترك التواضع لأمر الله تعالى. والمسلم لا ينبغي له ان يتصف بالظلم الذي يحمل كل تلك المعاني والصفات
المسألة التاسعة: ومن الظلم في واقعنا، ظاهرة الضرب المبرح في المدارس من قبل بعض المدرسين، وهذه ظاهرة تزيد من ظاهرة التسرب من المدارس في صفوف التلاميذ، في الوقت الذي نحتاج فيه الى حضانة ابنائنا، وتغذية صدورهم بالحب والحنان والأمل، وما اسوأ المدرس حين يسقط ما في نفسه من اضطرابات نفسية على تلميذ من التلاميذ! وبهذه المناسبة فإن ضرب المعلم للتلميذ في شريعة الاسلام، لا يجوز الا بشروط، منها اذن ولي الطالب للمعلم بضربه، وان لا يكون الضرب مبرحاً، وألا يكون في اماكن منهي عنها كالوجه والاماكن القاتلة والمؤذية، وان يكون آخر وسيلة يلجأ اليها... الخ
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


من فقه القرآن
سورة القصص (6) والأخيرة
الشيخ الدكتور محمد سليم محمد علي
خطيب المسجد الأقصى المبارك
استاذ الفقه المقارن /جامعة القدس
عضو الهيئة الادارية لهيئة العلماء والدعاة في فلسطين

ومن الفوائد الفقهية والتربوية في سورة «القصص » المسائل الآتية:

المسألة الاولى: قوله تعالى على لسان احدى ابنتي شعيب عليه الصلاة والسلام«يا ابت استأجره » فيه عدة فوائد:

1-     وجوب بر الوالدين بكل انواع البر واسبابه، ومنه التلطف في مخاطبة الابوين واختيار الالفاظ المناسبة المرضية لهما، كما فعلت ابنة شعيب فقالت «يا ابت » و«ابت » هنا للتحبب، ومثله قوله تعالى «ولا تقل لهما اف ولا تنهرهما » وما يغضب الابوين من الالفاظ وغيرهما حقوق يحذر منه المسلم.

2-     ان مكانة الوالدين يجب ان تظل قريبة من قلوب الابناء، وان تكون هي المقدمة على غيرها، يدل على ذلك اداة النداء «يا » للقريب التي استخدمتها ابنة شعيب في نداء ابيها فقالت: «يا ابت .»

3-     جواز الاجارة ومشروعيتها، دل على ذلك قول ابنة شعيب لأبيها عن موسى«استأجره .»

4-     والاجارة تمليك منفعة لا تمليك رقبة، لا تسقط حق المالك في ملك الرقبة«العين » بالتقادم. ومن الأمثلة التي نعيشها اليوم، ما يسمى «بالخلو »، فالمستأجر ملك منفعة العقار، ولم يملك رقبته، فاذا طلب صاحب العقار ملكه حين انتهاء العقد وجب على المستأجر اخلاءه وتسليمه لمالكه، وما يفعله بعض المستأجرين من طلب بدل خلو حرام شرعا وسحت يأكله المستأجر ان اخذه، وهذا يدل على ضعف ايمانه وقلة ورعه.

المسألة الثانية: قوله تعالى على لسان شعيب «اني اريد ان أنكحك احدى ابنتي هاتين » فيه عدة فوائد:

-1 جواز عرض الرجل ابنته على الرجل الصالح، وقد عرض عمر بن الخطاب رضي الله عنه ابنته حفصة على ابي بكر وعثمان، وهذا لا غضاضة فيه، بل يتخير الاب لابنه الزوجة الصالحة، يتخير لابنته الزوج الصالح.


-2 ان عقد الزواج لا ينعقد اذا لم يكن الايجاب موافقا للقبول، فلا بد من التعيين، كأن يقول الاب زوجتك ابنتي فاطمة، فيقول الخاطب: قبلت واما ان يكون كما قال شعيب عليه الصلاة والسلام «احدى ابنتي هاتين » فلا ينعقد النكاح الا بتعيين احداهما.

المسألة الثالثة: واذا كان ولي المرأة يجوز له عرضها على الرجل الصالح، فان للرجل الصالح صفات يجب ان تتوافر فيه، وقد اجملتها الآية الكريمة على لسان ابنة شعيب فقالت في شأن موسى عليه السلام «انه قوي امين » و «اخي » تعني صلاحه واستقامته، و «قوي » تعني قدرته على القوامة على الاسرة شقيها المعنوي والمادي، وهما النفقة وادارة الاسرة وفق احكام الشريعة الاسلامية. ولقلة العدالة في صفوف المسلمين والمسلمات في هذا الزمان، فانهم يطلبون في الخاطب ان يكون غنيا، فلا يسألون الا عن جيبه وممتلكاته ولذلك نرى ازدياد حالات الطلاق وتخريب البيوت، لأنها تقوم على اساس مادي جشع فحسب، والاسلام لا يمنع من ان يكون الخاطب غنيا، بل يجب ان يكون قادرا على المهر والنفقة حين الزواج، ولكن مع هذا يجب ان يكون عدلا تقيا كريما، والا فما قيمة حياة زوجة مع زوج بخيل ولا يخاف الله تعالى؟؟؟




المسألة الرابعة: وفي قوله تعالى على لسان شعيب عليه الصلاة والسلام «اني اريد ان انكحك احدى ابنتي هاتين » دليل على وجوب الولي في عقد الزواج، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول «ايما امرأة نكحت بغير اذن ولي فنكاحها باطل » فالمرأة لا تعقد نكاحها الا بولي، والا كان نكاحها باطلا.



المسألة الخامسة: واستدل القرطبي من خلال الآية الكريمة السابقة على جواز تزويج الولي ابنته من غير استئمار.

المسألة السادسة: ولا يتعارض قول القرطبي مع حق المرأة في اختيار زوجها، فان ولاية الاب على ابنته ولاية ارشاد ونصح ودلالة على الخير، والمعروف ان المرأة لا تخبر الرجال ولا تعرفهم، فكان للعارف بهم حق النصح والتوجيه للابنة كي لا تغرر.


المسألة السابعة: واذا ظلم الولي ابنته اي 'عضلها » فمنعها من ان تتزوج من الكفىء وبمهر المثل كان للابنة حق الاعتراض عن القاضي، وهو بدوره ينصفها ويرجع لها مظلمتها.


المسألة الثامنة: وقوله تعالى على لسان شعيب عليه الصلاة والسلام «والله على ما نقول وكيل » اشهاد على النكاح، والشهادة على النكاح واجبة لا ينعقد الزواج الا بها، فهي تفرق بين النكاح والسفاح، ويترتب على الزواج حقوق، كحق النسب، والنفقة والميراث وغيرها، فلا بد من الشهادة لحفظ هذه الحقوق وعدم ضياعها.

المسألة التاسعة: قوله تعالى في شأن موسى عليه الصلاة والسلام وسار بأهله فوائد منها:

1-    ان الزوجة تسمى «اهلا » وكذلك الذرية.

2-     ان تسمية الزوجة ب «الاهل » فيه دلالة على متانة العلاقة الزوجية وقوتها، وعلى انها علاقة انس وحب وتوادد، ولعل هذا السبب يجعل المرأة تترك بيت أبيها الذي نشأت فيه وترعرعت، لتذهب وتنفرد بالسكن مع زوج غريب لا تعرفه.

3-     جواز سفر الزوج بزوجته، كما فعل موسى عليه الصلاة والسلام، ولكن بشرط ان يكون مأمونا عليها.


المسألة العاشرة: على الزوج ان يكون غيورا على زوجته، فلا ينزلها منازل الريبة والتهم، ولا يتركها تخالط الرجال وتجالسهم لغير حاجة مشروعة، ووفق اداب الدين، وهذا يؤخذ من فعل موسى عليه الصلاة والسلام حيث كان غيورا، فكان في سفره من مدين الى مصر يصيب الناس بالليل ويفارقهم بالنهار غيره منه لئلا يروا امرأته، فلما اخطأ الرفقة مع الناس في ذات ليلة قال لأهله «امكثوا اني آنست نارا.. » وان من غيرة المسلم على أهله، الا يخرجها متبرجة بزينتها، والا يسمح لها تحمير وجهها ليراه الرجال، وان يؤدبها بآداب الدين وشرعه.


اللهم اهدنا واهد بنا يا رب العالمين




0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More