تعديل

الاثنين، 21 مارس 2016

خطبة الجمعة مكتوبة 11/3/2016م .. العودة إلى الدين سبب النصر.

العودة إلى الدين سبب النصر
11/3/2016م

الحمد لله رب العالمين،أمرنا فقال: "وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون "، فيا أبناء بيت المقدس وأكنافها، اجمعوا أمركم على كلمة الله ودين الله ،  فأعماركم  في الحياة الدنيا محدودة  ، وأيامكم معدودة ، وأما على هذه الأرض فأنتم الباقون  إلى قيام الساعة ،فلا تقصروا بما أمركم الله به ،ولا تعملوا  بما نهاكم الله عنه ، لينتهين أقوام منكم كثيرون عن معصية الله أو لينتقمن الله منهم ، فالهلاك كل الهلاك أن تقترفوا السيئات في زمن الإبتلاءات ، والضياع كل الضياع أن  تغفلوا عن العودة إلى شريعة الله وأنتم تعيشون الرباط في سبيل الله  تحت حراب الكافرين ...

قل للمفرط يستعد    ....................           ما من ورود الموت بد
أو ما يخاف أخو المعاصي  .......................  من له البطش الأشد
فالإم يشتغل الفتى في لهوه  .................................   والأمر جد
يختال في ثوب النعيم   .........................         ودونه قبر ولحد
ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الناصر النصير والعزيز ذو القوة المتين ، نلجأ إليك يا ربنا ونستجير بك من ظلم الظالمين، ومن تسلط الكافرين ، ومن نفاق المنافقين ،  اللهم سلمنا ولا تسلمنا ، وامنحنا ولا تمتحنا ، اللهم ابسط علينا من بركات رحمتك ورزقك  ونصرك وتأييدك وتثبيتك ، اللهم إننا في المسجد الأقصى وفي القدس وأكنافها في لأواء ولا رافع لهذه اللاواء إلا أنت ،لا إله إلا أنت  ،سبحانك إنا كنا من الظالمين ، مسنا  وأهلنا والمسلمين الضر فاكشف ما بنا من ضر  فأنت أرحم الراحمين.  
ونشهد أن سيدنا محمدا ، مالك القلوب والأرواح  بحبها له ، ،هو عبد الله ورسوله ، سلطه الله على الكفار فأدبهم ، ورفع به المسلمين وجعلهم خير أمة أخرجت للناس ، يأمرون  بالمعروف وينهون عن المنكر  ،
 فالزموا هديه ونهجه وسنّته  ، قال وهو الصادق المصدوق: "وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري" ، وقال أيضا: "لن يهلك الناس حتى يعذروا من أنفسهم" ،أي:لن يهلك الله الناس ويعذبهم حتى تكثر ذنوبهم ومعاصيهم ، اللهم احشرنا في زمرته ،واجعلنا من أهل شفاعته واقبض أرواحنا ونحن ننافح عن شريعته ، اللهم صل وسلم وبارك عليه ،  وصل اللهم على آله الأطهار،وعلى أصحابه الأبرار ، وعلى التابعين ، وعلى من سار على هديهم ونهجهم إلى يوم الدين ...          أما بعد،أيها المسلمون:


المعاصي والذنوب شؤم على الإنسان ، وسبب من أسباب الإبتلاءات والنكبات والمصائب ، تلك هي سنة الله تعالى: "ولن تجد لسنة الله تبديلا"4 ، فالفرد يهلكه الكفر والشرك والمعاصي إن لم يرجع إلى الله بالتوبة والاستغفار والإنابة والندم ،فآدم وحواء أُخرجا من الجنة بالذنب أذنباه ،وإبليس طرد ولعن بمعصيته لله ، وفرعون أغرقه الله لإدعائه الألوهية والربوبية ،ولتجبره  في خلق الله ، والأمم والجماعات كالأفراد ، تشقيها  المعاصي  وتهلكها الذنوب إن هي أصرت عليها،ولم يعمل أحد منها على إنكارها وتغييرها ، فقوم نوح لما أصروا على معاداة نبيهم أغرقوا بالطوفان ، وعاد سلط الله عليهم الريح العقيم ، وأرسل الله  الصيحة على ثمود ، ورفع سبحانه  قرى قوم لوط ثم قلبها عليهم ، وما هي منكم ببعيد ، وسلط الله على بني إسرائيل قوما أولى بأس شديد ، وقد قال الله عز وجل:"فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم  ولكن كانوا أنفسهم يظلمون".
يا عباد الله:
........ إن القرآن الكريم يخبرنا بهلاك من سبقنا من الأمم والأفراد بسبب كفرهم وعصيانهم ليكون ذلك لنا ولغيرنا عبرة وعظة ودرسا "ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى!وصرفنا الآيات لعلهم يرجعون"  ، فهل انتفعنا بهذه الدروس؟  وهل استقمنا على أحكام شريعتنا؟ وهل أدينا حق الله علينا؟..........   أيها المسلمون:إن واقعنا الذي نحياه ونعيشه ينبىء عن سوء علاقاتنا مع ربنا عز وجل ، فقد نقضنا عهدنا مع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ،ولم يحكمنا  الحكام بكتاب الله تعالى بل عادينا القرآن ، وجعلنا التحاكم إليه رجعية  وتخلفا وإرهابا ، وصارت مؤتمرات قادة شعوبنا وقراراتهم حبرا على ورق  فماذا كانت النتيجة ؟، ضاعت فلسطين ،وانتهكت حرمة المسجد الأقصى وحرمة سائر المقدسات وغدونا حقل تجارب لبرلمان الاحتلال  ليسن التشريعات المنتهكة لحرمة مقدساتنا والمعادية لشعائر ديننا وآخرها التصويت على منع الأذان بمكبرات الصوت ،


،  يا مؤمنون : إن سكوت المسلمين والعرب عما جرى ويجري لفلسطين وشعبها ومقدساتها  كبيرة من كبائر الذنوب ، وإن عداء بعضهم   للإسلام جهارا وجعلهم الدين مصدر استهزاء فيهم  كبيرة من كبائر 0الذنوب أيضا  ، ولهذا أشغلهم الله بأنفسهم لعلهم يراجعون أنفسهم ويتوبون ، لقد هان أمرهم على الله حيث أضاعوا أمره  ،وانقلب حالهم من الغنى إلى الفقر ،ومن الأمن إلى الخوف ،  فمتى نرجع إلى الدين ونتمسك بحبله المتين فإن الله تعالى يقول:"إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم"........   


               عباد الله: وما يجري من تسلط المحتلين علينا بقتل نسائنا  وأطفالنا  وإعدامهم من غير ذنب ، والعقوبات الجماعية ، والاعتقالات التعسفية ، وكذلك بسومهم لنا سوء العذاب يتفننون فيه ويبتكرونه فهو سنّة الله فينا  ونحن أهل الرباط لتعلو درجاتنا عنده ، ولترفع مقاماتنا في عليين ، ولتكفر عنا سيئاتنا ومعاصينا ، أليس فينا من  يرتكب الكبائر ويعلن بها ويصر عليها وعلى رأسها الزنى ومقدماته  أليس من نسائنا من يخرجن متبرجات  ملعونات ؟ أليس منا من يأكل الحرام ويعتدى على حرمات الناس ؟ أليس من شبابنا من هو ضائع من غير أخلاق ؟ أليست أسرنا منها ما هو مفكك ، مقاطعات وخصومات ونزاعات ؟  ألبس من الأبناء من يعق الآباء ؟ ألم نأكل الربا من غير نكير ؟ فلا عجب إذن أن يشدد الله علينا  لمقامنا عنده ، ولحبه لنا ، وما  أقامنا الله على هذه الأرض للرباط فيها إلا لأننا كذلك ،"وأشد الناس ابتلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل" وأنتم أهل الحق وأهل الصبر وأهل الرباط ، فلا تنسوا هذه الكرامات لكم فالزموها ،وتوبوا إلى الله من كل ذنب  ومعصية ... 

     أيها المسلمون:
ترون غيرنا من الكافرين تتوحد كلمتهم ويجتمع  صفهم على الباطل والظلم ونحن أهل الإيمان وأصحاب الحق تفترق كلمتنا ولا يتوحد صفنا بأسنا بيننا شديد ، نزعم أننا  نريد المصالحة بيننا ولا نفعل ،كأن إخوة الإسلام لم تجمعنا وكأن آيات الرحمن لم تتنزل علينا ! ارتضينا لأبنائنا وبناتنا مناهج تربوية تخر ج ناشئة لا تتقرب إلى ربها ،ولا تعرف دينها ، أذللنا المعلمين فينا وهم سادة أبنائنا وأمراؤهم الذين بهم نصول وبهم نجول ، لم نعطهم حقهم ، ولم نضعهم  في مكانتهم التي يستحقونها  ثم نرفع أيادينا إلى السماء:يا رب يا رب فأنى يستجاب لنا! خرج أهل البصرة يستسقون أي:يصلون صلاة الاستسقاء فلم يمطروا فعادوا قالوا:عجبا والله استسقينا فلم تمطر ، فقال لهم مالك بن دينار:سبحان الله!تستبطئون المطر!  ، أما والله إني لأستطبىء الحجارة من السماء! هذا في زمان مالك بن دينار وزمانه خير من زماننا وناسه خير من ناسنا! فلا حول ولا قوة إلا بالله لديننا!ولا حول ولا قوة إلا بالله لدنيانا! ، ولا حول ولا قوة إلا بالله لخلاصنا ، ولا حول ولا قوة إلا بالله لكل ما أهمنا
يا عباد الله:
إن ذنوبنا ومعاصينا أخوف علينا من عدونا ،فهي سبب الهم والغم والهزائم والذل والضنك في الحياة الدنيا وفي البرزخ وفي الآخرة ،قال الله عز وجل:"ومن أعرض عن ذكري!فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال:كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى"





فتوبوا إلى ربكم واستغفروه ،وارجعوا إليه بالأعمال الصالحات ،
اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا وألهمنا رشدنا  وباعد بيننا وبين معاصينا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم...
عباد الله:
"إن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل ساه لاه فادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة "ا




الخطبة الثانية
الحمد لله له الحمد كله ، وله الملك كله وإليه يرجع الأمر كله علانيته وسره ،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، وصفيه وخليله ،بلغ الرسالة ،وأدى الأمانة ،ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك عليه ، وعلى آله الطاهرين ،وعلى أصحابه المرضيين ،وعلى التابعين وأتباعهم إلى يوم الدين...
أما بعد،أيها المسلمون:........  إنكم شعب تتطلعون إلى  الحرية وإلى الأمن والسلام وإلى الخلاص من الظلم والاعتداء المتكرر عليكم ليل نهار ، ، فإذا أردتم ذلك كله فعليكم بالإسلام ،التزموا أحكامه وعضوا عليها بالنواجذ ، وتراحموا فيما بينكم ، لا  تبالغوا في رفع أسعار العقارات بيعا وكراء ، وحاربوا كل معتقد  غريب عن عقائدكم ،واضربوا عرض الحائط كل العادات والتقاليد والقيم المخالفة لتعاليم الدين ، فالله تعالى يقول:"الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون"


 استقيموا على هدي القرآن ، وعضوا على سنة النبي عليه السلام بالنواجذ ، فهذا هو أمر الله تعالى لنبيكم ولكم حيث يقول سبحانه:"فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير"
...عباد الله:............ لا تركنوا إلى الظالمين،"الذين يصدون عن سبيل الله ويبعونها عوجوا وهم بالآخرة هم كافرون" ،لا تسربوا العقارات إلى المتحلين ، ولا تعطوهم الدنية في الدين ، فمن يركن إلى الظالمين ويتبعهم يهلك ورب الكعبة قال ربنا  عز وجل يقول عن قوم هود:"واتبعوا أمر كل جبار عنيد واتبعوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة ألا إن عادا كفروا ربهم ألا بعدا لعاد قوم هود"... اصبروا  يا مسلمون على طاعة الله فأدوا فرائضه ،واصبروا عن معصية الله فاجتنبوا نواهيه ، واصبروا على البلاء فإن الصبر جزاؤه الفرج في الدنيا ،والجنة في الآخرة ، والله تعالى يقول:"واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين" ...  بادروا يا مسلمون إلى التوبة النصوح ، واستغفروا ربكم ليلا ونهارا سرا وجهارا يمددكم بالأموال والبنين ويزيدكم قوة إلى قوتكم ويرسل السماء عليكم مدرارا ، كما وعد في كتابه العزيز ...وأما أنتم يا مسلمون في دولنا العربية والإسلامية ،متى تترجمون ما تتخذونه من قرارات  بشأن قضيتنا وشعبنا إلى أفعال؟ ومتى تنصرون القدس وأهلها ومقدساتها نصرا حقيقيا ؟ متى يرجع عمر الفاروق فينا من جديد ، ومتى يحط صلاح الدين رحاله في رحاب المسجد الأقصى من جديد ، متى يا مسلمون متى؟

 اللهم أيدنا نصرك المبين وبقائد تعز به الدين ، وأمددنا بجندك المخلَصين المخلصين ، اللهم انصر من في  بلاد الشام من المسلمين وانصر المسلمين في كل مكان يا ذي القوة المتين، اللهم واحفظ  المسجد الأقصى من الظالمين ، اللهم احفظ المسجد الأقصى من الطامعين ، اللهم واحفظ المسجد الأقصى من كيد الكائدين اللهم أعزنا بالإسلام وبالاحتكام إلى الدين ،اللهم من وال المسلمين فواله ،ومن عاداهم فعاده!ومن كادهم فكده وخذه وعذبه يا رب العالمين ،  اللهم أعل بفضلك كلمة الحق والدين ، وارفع عنا ما نحن فيه من بلاء ولأواء،اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمن له حق علينا ،واغفر اللهم للمسلمين والمسلمات!الأحياء منهم والأموات ،اللهم اجعلنا سلما لأوليائك ،حربا على أعدائك ،اللهم اجعلنا هداة  مهتدين غير ضالين ولا مضلين ، وتوفنا وأنت راض عنا  يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين ...وأنت يا مقيم الصلاة أقم الصلاة!"إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون".20



0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More