تعديل

السبت، 19 مارس 2016

من فقه القرآن : «الصلاة والصلاح »

من فقه القرآن
«الصلاة والصلاح »
الشيخ الدكتور محمد سليم محمد علي
خطيب المسجد الأقصى المبارك
أستاذ الفقه المقارن/جامعة القدس


قوله تعالى: ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله .. الخ الاية «سورة البقرة الاية 17. من فقه الاية الكريمة وفوائدها المسائل الاتية:


المسألة الاولى: تبدأ الاية الكريمة بقاعدة تحدد فيها ان المسلم الصالح، الذي يبادر الى فعل الخيرات، وينشط للقيام بالاعمال الصالحات ليس مقتصرا في صلاحه على اداء الصلوات المفروضات، فليس فعل الخير والعمل الصالح محصورا في ان يتوجه الانسان في صلاته جهة المشرق او المغرب فقط، بل الاسلام يشمل فعل كل خير، والانتهاء عن فعل كل شر.

                 
المسألة الثانية: ومن مصائب الاسلام في هذا الزمان، ان بعض المسلمين، مثله مع دينه، كمثل الدهان مع الجدار، فالجدار حين يطلى بالدهان يسر الناظرين، ويعجبهم، ويصبح مقبولا عندهم، فاذا مرت عليه فترة من الزمان، وتعرض للرياح والامطار والرطوبة وغير ذلك، تعرّى من لونه الزاهي، وظهرت حقيقته كما هي قبل طلائه.


المسألة الثالثة: واذا عرفنا ذلك ! وجب على كل مسلم ان يبني حياته على الامور الآتية:

* الاول: ان نزرع الايمان باركانه الستة في قلوبنا، وان تنتج عنه اثاره في حياتنا، فاذا آمنا بالله، ايضاً انه المستحق للعبادة وحده بالاخلاص والطاعة وان الرياء خلق ذميم، ندرس العلم الشرعي، ونعلم احكام الدين، ثم نتخذها مطية لاهدافنا الدنيوية، والاعتداء على حقوق الآخرين. واذا آمنا باليوم الآخر، علمنا ان ذرابة السنتنا، وقدرتنا على قلب الباطل حقاً، لا يغني عنا شيئاً، يوم القيامة الذي قال الله فيه: )وبرزوا لله جميعاً( اي: ظهروا فلا تخفى على الله منهم خافية.


وهكذا في كل ركن من اركان الايمان، نخرجه من قلوبنا، ليتحقق سلوكاً في واقعنا.

* الثاني: ان نحافظ على اداء الفرائض، كما ذكرت الآية )واقام الصلاة وآتى الزكاة(، فاداؤها مفتاح الجنة، والانتهاء عن المعاصي، قفل لنار جهنم.

* الثالث: ان نكون قدوة لهؤلاء الناس الذين يتخذون من اداء الصلوات، والتظاهر بمظاهر الاسلام، طريقاً لكسب الناس وثقتهم للتغرير بهم. فلا يغرنكم فقيه عاص! فهو اقبح الخلق، واسوؤهم عند الله تعالى، ولنجعل من صلاتنا سلوكاً واخلاقاً في حياتنا، كما قال ربنا عز وجل: )ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر(.


* الرابع: ان نحذر من تلك الطائفة التي شعارها أدّ الصلاة، ثم افعل ما تشاء! وان نقف منهم موقفاً حازماً، بالنصح تارة والغلظة تارة كمقاطعتهم الى اجل، لعل الله يقلب قلوبهم على طاعته.

* الخامس: ان نربي السنتنا وجوارحنا على الطاعات، كالصدق، والوفاء بالعهد والصبر على الشدائد، كما قالت الآية التي نتدارسها، ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين واتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وآقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم اذا عاهدوا والصابرون في البأساء والضراء وحين البأس اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون.

* السادس: ان نوقن ان الله عز وجل يريد منا جميعاً ان نكون مؤمنين، نؤدي الفرائض، وننتهي عن المعصيات، قلوبنا مخلصة، مقبلة على ربها، جوارحنا نظيفة، من كل شر وفعل.

* السابع: وان نعلم ان هذه الآية مفتاح التغيير في حياتنا ، ان اردنا التغيير ومفتاح محاربة الظلم وأهله وان زعموا انهم مسلمون، فالقرآن هو الذي يصنع التغيير، وهو الذي يجب ان نجتمع حوله، وننطلق من حوله بأوامره ونواهيه، وليس «الفيس بوك » وشتان بين سلام الرحمن وكلام الانسان..





0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More