خطبة الجمعة
الدجال
والدجاجلة
15/1/2016م
الحمد لله رب العالمين جعل عيسى بن مريم مسيحا ، يمسح الأرض في آخر
الزمان فلا يقبل من الناس إلا الإسلام فهو
عليه الصلاة والسلام حبيبنا ، وجعل الدجال مسيحا ، يمسح الأرض بباطله وكذبه وضلاله
فهو عدونا وبغيضنا ،اللهم إنا نكره كل دجال ، ونبغض كل ضلال ، فأجرنا وأعذنا من
فتنة المسيح الدجال ، ومن فتن دجاجلة هذا الزمان . ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، إياه نعبد
،وله نسجد ،وبه نستعين على القوم الكافرين . ونشهد أن سيدنا وحيبينا محمدا عبد
الله ورسوله ، إذا طلب أرواحنا قلنا له لبيك ، وإذا طلب أموالنا قلنا له لبيك ،
وإذا طلب أهلينا وما نملك قلنا له لبيك ،فهو الحبيب الذي ترجى شفاعته لكل هول من ا لأهوال مقتحم ، قام في الناس ذات
يوم فأثنى على الله بما هو أهله ثم ذكر الدجال فقال :" إني أنذركموه ،وما من
نبي إلا وقد أنذره قومه " ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وعلى التابعين
وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد ، أيها المسلمون:
فتنة المسيح الدجال من أشراط الساعة الكبرى ،وهي من أكبر الفتن للناس
حيث يمكنه الله تعالى من إحداث بعض
الخوارق ، فيجعل له مقاليد كثير من الخيرات والأرزاق التي تجعل الناس يفتتنون به ويقولون بألوهيته ،
والعصمة من فتنته تكون بالفرار منه وعدم الاقتراب منه ، قال النبي صلى الله عليه
وسلم :" من سمع بالدجال فلينأ عنه ،فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن
فيتبعه".
أيها المؤمنون ، يا عباد الله :
والدجال مأخوذ من الكذب والتضليل والخداع ،وهذا كله منتشر في هذا
الزمان على مستوى دول العالم كلها ، اليس مفهوم السياسة عندها : فن الكذب؟ فهو
الدول تسير على خطى الدجال ، فالقضية الفلسطينية منذ عقود عديدة ، تعقد لها
المؤتمرات واللجان وغيرها تدجيلا وتكذبا على الشعب الفلسطيني ، فهذه اتفاقية أسلو
على سبيل المثال ألا تمثل قمة الدجل والكذب ؟؟ وهذا المسجد الأقصى الذي يقتحم كل
يوم ،ولا تراعى حرمته وخصوصيته للمسلمين ، ويزعم كذبا ودجلا أنه جبل الهيكل ؟
والمؤامرة الكبرى على بلاد المسلمين وإشعالها بالحروب ،وإشغالها بالفتن الداخلية ،
وتقاسم الدول الكبرى الأدوار فيها لتحقيق مكاسب على حساب دماء المسلمين وعلى حساب
أعراضهم وأمنهم ، وزعمهم إن الإسلام هو إرهاب يجب أن يلاحق ويحارب أينما وجد أليس
كل ذلك من الدجل .
يا عباد الله : وإذا كان الدجال الحقيقي الذي هو من علامات الساعة الكبرى
أعور البين ،مشوّه الخلقة، وضخم الجثة ، و"مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل
مؤمن كاتب وغير كاتب " فإن دجل الدول الكبرى المتحكمة بمصير الشعوب وبخاصة
بمصائر المسلمين دجل بين فهي كافرة عداؤها ظاهر للمسلمين لا يرجى منها خير ، ولا ينبغي
لمسلم أن يعطيها ولاءه أو يتحيز إليها بل
يفر منهم كما يفر من الدجال ، ولا فرار منها إلا بالعودة إلى الإسلام وتحكيمه ليس
في واقع المسلمين فحسب بل في الأرض كلها ،وأنتم أيها المسلمون أهل لذلك ،فاعتصموا
بالله ربكم ، وسارعوا إليه بالطاعات ،وقد أمركم الله فقال :" ففروا إلى الله
إني لكم منه نذير مبين".
أيها المسلمون ، أيها المؤمنون :
أيها المسلمون ، أيها المؤمنون :
إن الله حرم على الدجال دخول
المسجد الأقصى المبارك فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :" لا يقرب –أي
الدجال – أربعة مساجد وذكر منها المسجد الأقصى " ، ولعل في هذا بشرى لكم أن
دجل الاحتلال وزعمه أن المسجد الأقصى هو حقهم ، سيظل دجلا ،مكشوفا ، يعرفه الناس جميعا
،فاحذروا أن تقبلوه، أو أن تصدقوه ، بل اجهروا ببيان دجله ،واعملوا على قطع زيفه
باستمراركم في الرباط فيه في كل أوقات الصلوات الخمس ، ولا تتوانوا في ذلك ،وكونوا
كذلك الشاب المؤمن الذي يقف للدجال الحقيقي
ويقول له : أنت المسيح الدجال ،وما ازددت فيك إلا بصيرة " .
يا مؤمنون ، يا مسلمون:
إن المسيح الدجال يدعي الألوهية
فيكون" معه جنة ونار فناره جنة وجنته نار" ،وهو سريع في الأرض حتى قال النبي صلى الله
عليه وسلم في سرعته :" كالغيث استدبرته الريح"، والعالم اليوم بدجله
يعبد الناس لغير ربهم ويدعي الألوهية ، أليست العلمانية والاشتراكية ادعاء
للألوهية ؟ وهي منتشرة في الأرض كلها ، إن
جنة العلمانية والاشتراكية نار ،وهو هو العالم يصطلي بها ، فإياكم إياكم من نار
العلمانية ونار الاشتراكية ، سارعوا إلى الفرار منها إلى جنة الإسلام ،وعضوا عليه
بالنواجذ تفلحوا وتنجوا وتسودوا ،فالله الله في دينكم اتبعوه ! الله الله في
إسلامكم احتكموا عله وحكموه ، فإن الله تعالى يقول :" وأن هذا صراطي مستقيما
فاتبعوه".
يا عباد الله ، يا مسلمون:
والدجال الذي هو من علامات الساعة الكبرى يجري الله على يديه من
العجائب ما تعظم به الفتنة بين البشر ، واليوم في عصر الدول الدجاجلة عجائب كثيرة
نتيجة التقدم العلمي كالأسلحة الفتاكة المدمرة ،وقنوات التواصل الاجتماعي المسمّى
الفيسبوك ، ولأن الذي يتحكم فيها الدجاجلة من الدول فإنها شر ووبال على الناس
،فأسلحة الدمار يقتل بها الناس وبخاصة المسلمين بل إن شعوب المسلمين هي حقل تجارب
لهذا الأسلحة، فأين همّة وصحوة المسلمين ؟ ولماذا لا يقفون لهاذ الدجل ويحاربونه ؟
أليس فيهم شعب رشيد ؟ أليس فيهم أمة رشيدة ؟ والفيسبوك لماذا نترك دجله يخرب
بيوتنا وأولادنا وبناتنا وزوجاتنا وأزواجنا ؟ ألا يتواجهون هذا الدجل ، أين مربوكم
وعلماؤكم ومفكروكم ليضعوا حدا لكل هذا الدجل قبل أن يجعل حياتكم كحياة من لا يعقل
؟ وأعيذكم أن تكونوا من الذين قال الله فيه :" أولئك كالأنعام بل هم
أضل"؟
يا مؤمنون :
ومن فتنة المسيح الدجال أنه يسيطر على خزائن الطعام في زمن تكون فيه الفاقة والجوع ، وعندما سأل المغيرة بن شعبة النبي صلى الله عليه وسلم قائلا :" إنهم يقولون إن معه –أي الدجال – الطعام والأنهار ،طمأنه الرسول صلى الل عليه وسلم وقال له:" إنه أهون على الله من ذلك" ، وها هي الدول الكبرى التي تنشر دجلها بين الناس تتحكم في اقتصاد الشعوب ومصائرهم ،فكم من الناس يموتون جوعا وكم من الشعوب تعيش فقرا مدقعا ، ومع هذا الدجل الذي هو ظلم فإن تلك الدول أهون على الله فالرزق بيده سبحانه ومقادير الخلائق بيده ، وهو زائلون زائلون لآن سنّة الله في الدجال ومن هم على شاكلته الهلاك ،يقول الله ربنا :" وكم من قرية عتت عن أمر ربها ورسله فحاسبناها حسابا شديدا وعبناها عذابا نكرا. فذاقت وبال أمرها وكان عاقبة أمرها خسرا . أعد الله لهم عذابا شديدا فاتقوا الله يا أولي الألباب الذين آمنوا قد أنزل الله إليكم ذكرا".
ومن فتنة المسيح الدجال أنه يسيطر على خزائن الطعام في زمن تكون فيه الفاقة والجوع ، وعندما سأل المغيرة بن شعبة النبي صلى الله عليه وسلم قائلا :" إنهم يقولون إن معه –أي الدجال – الطعام والأنهار ،طمأنه الرسول صلى الل عليه وسلم وقال له:" إنه أهون على الله من ذلك" ، وها هي الدول الكبرى التي تنشر دجلها بين الناس تتحكم في اقتصاد الشعوب ومصائرهم ،فكم من الناس يموتون جوعا وكم من الشعوب تعيش فقرا مدقعا ، ومع هذا الدجل الذي هو ظلم فإن تلك الدول أهون على الله فالرزق بيده سبحانه ومقادير الخلائق بيده ، وهو زائلون زائلون لآن سنّة الله في الدجال ومن هم على شاكلته الهلاك ،يقول الله ربنا :" وكم من قرية عتت عن أمر ربها ورسله فحاسبناها حسابا شديدا وعبناها عذابا نكرا. فذاقت وبال أمرها وكان عاقبة أمرها خسرا . أعد الله لهم عذابا شديدا فاتقوا الله يا أولي الألباب الذين آمنوا قد أنزل الله إليكم ذكرا".
يا مسلمون :
والمسيح الدجال يستعين
بالشياطين والجان لتضليل الناس وإخراجهم من الإيمان إلى الكفر،فقد قال النبي صلى
الله عليه وسلم :" وإن من فتنته – أي الدجال – أن يقول للأعرابي : أرأيت إن
بعثت لك أباك وأمك ، أتشهد أني ربك ؟ فيقول: نعم ، فيتمثل له شيطان في صورة أبيه
وأمه ، فيقولان : يا بني هو نبي اتبعه فإنه ربك " ، - وللأسف فإنه تنتشر بين
صفوف النساء الاستعانة بالشياطين من الجن ، وذلك بعمل السحر والذهاب إلى السحرة ،
وهذا كفر مخرج من الملة ، وفاعلته إن لم تتب فإن مصيرها نار جهنم ،قال الله تعالى
:" ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر " ولهذا ننصح النساء اللواتي
يتعاملن بالسحر بالتوبة العاجلة مما اقترفته من عمل السحر ولا تصح توبتها حتى تعمل
على إبطال كل سحر عملته بالطرق المشروعة التي أحلها الله ،فإن لم تتب كان مصيرها
كمصير الدجال والشياطين " نار جهنم خالدين فيها أبدا"
يا مسلمون :
0 التعليقات:
إرسال تعليق