تعديل

الاثنين، 21 مارس 2016

خطبة الجمعة مكتوبة 20/6/2014م .. التحذير من الجاهلية.

خطبة الجمعة
التحذير من الجاهلية
20/6/2014م

الحمد لله رب العالمين أخرجنا من ظلمات الجاهلية إلى نور الإسلام ،فتبا تبا إلى من يعود إلى الجاهلية من جديد ،وقد قال الله عز وجل:(أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما  لقوم يوقنون)، رضينا بالله ربا ،وبالإسلام دينا ، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا، وبالقرآن دستورا ومشرّعا ومنهاج حياة.
 ونشهد إن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،أتم لنا الدين وأتم به علينا نعمه ، فقال :" اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا" ،فلا تطيعوا الكافرين والمنافقين ،واسألوا الله الثبات على الدين ،اللهم إن نستهديك فاهدنا ، ونستغفرك فاغفر لنا ، ونتوكل عليك فاكفنا ما أهمّنا ، اللهم بلغنا رمضان سالمين غانمين ،وعلى طاعتك مجتمعين ، وفي المسجد الأقصى مرابطين ، وبشريعتك عاملين .
ونشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله ، أرسله الله تعالى في زمن الجاهلية الجهلاء، فكبّل يديها ،وفقأ عينيها،وجعلها أشلاء، ورمى بها تحت أقدام الإيمان والطاعة للرحمن، وقال :" وجعل الصغار على من خالف أمري" ، فمن اتبع الرسول صلى الله عليه وسلم وما جاء به عاش عزيزا ومات كريما ،ومن خالف أمره عاش صاغرا ومات مهينا ، وواقعكم الذي تحيونه يصدق ما أقول ، فاللهم صل على عبدك ورسولك محمد صاحب لواء الحمد والمقام المحمود ، سيد الأولين والآخرين وقائد الغر المحجلين ،وصل اللهم على آله وأصحابه الذين خلعوا الجاهلية على عتبات الإسلام ،ونصروا الدين ،وصل اللهم على أتباعهم بإحسان إلى يوم الدين.


أما بعد :
الجاهلية بصورها وأشكالها القبيحة والمقيتة تعشعش في واقع المسلمين عامة،وفي حياة الشعب الفلسطيني خاصة ،وهذا نذير شؤم عليهم جميعا ،فإن من يعيش تسلط القوى المستكبرة عليه من أباء جلدته وغيرهم ، يعود حثيثا إلى ربه والى التمسك بتعاليم دينه، لأن هذا أقوى العدة على الأعداء كما أخبرنا الفاروق عمر ،ولأن من يعيش ظروف الاحتلال يجب عليه أن يحافظ على شخصيته الإسلامية وقيمه وعاداته المنبثقة عن دينه ، وليس أن يذوب في قيم الاحتلال وعاداته وضلاله،وقد قال الله تعالى "أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون".
أيها المؤمنون :
لقد أعلن النبي صلى الله عليه وسلم حربا لا هوادة فيها على الجاهلية فقال ": ألا إن كل شيء من أمور الجاهلية تحت قدمي موضوع"، فما بال الناس يرجعون إلى الجاهلية؟ ألا يعلمون أن فيها  معصية الله وفيهاعذابه ؟ فضعوا كل أمر من أمور الجاهلية تحت أقدامكم كما وضعها النبي صلى الله عليه وسلم تحت قدميه ،وأحسنوا إسلامكم لربكم ،فإن دينكم مراتب :إسلام وإيمان وإحسان وورع ويقين ، فارتقوا في هذه الدرجات ،وتوبوا من الجاهلية بجميع صورها وأشكالها ،فالتوبة منها واجبة  حيث أمرنا الله بها بقوله":وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون".
أيها المسلمون:
ومن أقبح صور الجاهلية التي تعيشونها التحاكم إلى غير شريعة الله في حياتكم على اختلاف أشكالها ، فالرضا بأحكام وقوانين البشر جاهلية ،زجركم الله عنها بقوله ":أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله قولا لقوم يوقنون" ،وحكم التوافه والتحوت لكم بغير كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم جاهلية؟ومن مات منكم في هذا الزمان الذي لا حاكم فيه يحكمكم بالإسلام فمييته جاهلية ،أي يموت كما مات الجاهليون الأوائل حيث لا حاكم يحكمهم بالإسلام كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله": من مات وليس في عنقه بيعة فميتته جاهلية" ، فهل تقبلون هذه الميتة وأنتم مسئولون غدا عن حياتكم ،فاتقوا الله واخلعوا ربقة الجاهلية من حياتكم وموتوا كما أمركم الله بقوله": ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون".
يا عباد الله:
كل معصية يقترفها المسلم من خصال الجاهلية، فقد بوب البخاري في كتابه الصحيح بابا بعنوان " باب المعاصي من أمر الجاهلية"،فمن ترك فرضا كانت فيه خصلة من خصال الجاهلية ،ومن فعل محرما كان فيه خلق من أخلاق الجاهلية،فعلى سبيل المثال لا الحصر :ترك الصلاة وعقوق الوالدين والتعامل بالربا وشرب الخمر وإيذاء الجيران وقطع الرحم ولعب القمار والتبرج  والاختلاط والزنا والحفلات الموسيقية في الأفراح والأعراس والغناء الفاحش وغيرها خصال وأخلاق جاهلية ، ويستطيع كل مسلم أن يقيّم نفسه ويرى نسبة الجاهلية في سلوكه وأخلاقه ،ليراجع نفسه ، ويعدّل سلوكه ،ليبرأ من الجاهلية وسلوكها ،وصورها وأعمالها ، فالله تعالى يقول":  الذين كفروا لهم عذاب شديد والذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر كبير"
يا مؤمنون:
كانت المرأة في الجاهلية تخرج كاشفة لجزء من صدرها وظهرها وجيدها وساقيها فسمى الله ذلك جاهلية وأمر المسلمة باجتنابه  بقوله لنساءالمسلمين ": ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى"، فخروج المرأة كاسية عارية جاهلية، وشكواها لشرطة الاحتلال أن زوجها يغتصبها جاهلية، ودفعها بناتها وأولادها للشئون الاجتماعية جاهلية ، وعنف الزوج مع زوجته جاهلية ، واستعباده لها جاهلية، وتركها تعمل وهو يعتاش على راتبها جاهلية ،وترك الأبوين لأولادهم من غير تربية لسلوكهم ومراقبتهم وتوجيهم جاهلية ، وجبان يخاف شتم الناس فيسب دينهم وربهم وقرآنهم ولا يترك لفظا فيه فحش إلا تلفظ به ،هذا جاهلي في قمة الجاهلية ، وملاحقة بنات المسلمين جاهلية ، وتنزه الفتيات في الأسواق جاهلية
، وعدم احترام الصغير للكبير جاهلية ، وسباب المسلم لأخيه المسلم جاهلية ، وحين عيّر أبو ذر رجلا بأمه قال له النبي صلى الله عليه وسلم " إنك امرىء فيك جاهلية"
أيها المسلمون ،يا عباد الله :
وقد اتخذ العرب  في الجاهلية قبل الإسلام أزمان وأماكن العبادة كمكة المكرمة وموسم الحج  للتفاخر بالمحرمات كالنهب والسلب ولعبادة الأصنام ،ولإنشاد الأشعار ،والتفاخر بالآباء والأنساب ، بل كانوا يطوفون بالبيت عراة لجهلهم ،فحرم الله عليهم كل ذلك ،وأمرهم بتعظيمه سبحانه بالنسك وإفراده بالعبادة ،وقال لهم:" فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا"،  وبعض المسلمين في هذه الأزمان عادوا إلى هذا النهج الجاهلي ،  حيث يتخذون زمان العبادة وهو شهر رمضان ومكان العبادة وهو المسجد الأقصى لأعمال الجاهلية ، ففي رمضان تكون سهرات تشرب فيها الأراجيل ،ويكون فيها الغناء والاختلاط ،وفي رمضان تحصل الشجارات والنزاعات ، ونرى فيه انتهاكا لحرمات الله ومعاصيه ، ونرى فيه التزاحم في الأسواق بين الرجال والنساء ، ونسمع فيه في حلقات الرجال في المسجد الأقصى في نهار رمضان ذكر النساء والتشبيب بهن ،والغيبة والنميمة واللغو والكذب ، وفي المسجد الأقصى وفي ليلة القدر يحصل من المنكرات ما لا يرضاه الله ، فحافظوا على حرمة شهر رمضان ، وعلى حرمة المسجد الأقصى،وألقوا بالجاهلية وراء ظهوركم (واتقوا الله لعلكم تفلحون).
يا مسلمون ، يا عباد الله:
ومن خصال الجاهلية التي بين ظهرانينا الحمّية الجاهلية ،ونصرة العشيرة والعائلة والقريب على الباطل ،واستحلال الاعتداء على الدماء والأعراض والأموال ، وقد حرم الله تعالى علينا ذلك كله ، وأمرنا بنصرة الظالم بردعه عن ظلمه ،ونصرة المظلوم بإرجاع حقه له، بغض النظر عن قرابة الظالم أو المظلوم ،فالقرابة الحقيقية هي قرابة الإسلام ،قال النبي صلى الله عليه وسلم " انصر أخاك ظالما أو مظلوما "وقال أيضا": مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر " ، فاجتمعوا على أخوّة الدين ،وتناصروا تناصر المؤمنين ،وكونوا كما أمرتم عباد الله إخوانا ، اللهم ألف بين قلوبنا ،واجمع على الحق كلمتنا ،ووحد على اجتناب الجاهلية صفنا ،وانظر لأسرانا وأسرى المسلمين بعين رحمتك ،وتولهم برعايتك ،وفك أسرهم وقيدهم ،وارفع الظلم عنا وعنهم ،فأنت ولي المؤمنين ،وأنت أرحم الراحمين .
عباد الله : استغفروا الله وادعوه وأنتم موقنون بالإجابة.

  

                                                                           

الخطبة الثانية
20/6/2014م

الحمد لله رب العالمين،ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له جعل الجنة دار قرار للمؤمنين الطائعين ، وجعل النار مثوى الكافرين والعصاة المجرمين ،ونشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله ،بلغ رسالة ربه ، ونصح أمته ،وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين ،اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله الأطهار ،وعلى أصحابه الأبرار ،وعلى التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم القيامة.




 أما بعد ، يا مسلمون:
ومن صور ا لجاهلية في واقع المسلمين المعاصي التي عمّت بها البلوى حتى ظن بعض المسلمين لكثرة انتشارها أنها حلال ، وبعضهم استمرأها فلا يخطر على باله أن ينكرها وهي تقع أمامه وفي واقعه، فالربا كبيرة وهي من أعمال ا لجاهلية ، وهي سبب لإعلان الله تعالى الحرب على فاعلها، ولقمة من الربا تعدل ستة وثلاثين زنية ،فهل ينتهي المرابون ويتوبون؟ وخروج المرأة متعطرة جاهلية جعلها النبي صلى الله عليه وسلم كالزانية
فقال:"أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية"، فهل ترجع المسلمات إلى الحشمة والعفاف ويتقين نار جهنم ؟ والزنى واللواط جاهلية لبشاعتهما شدد الله عقوبتيهما ، فهل نطهر مجتمعاتنا من مقدمات الزنا وأسبابه ، لنحفظ أنفسنا ونرضي ربنا ؟؟




وتضييع الصلوات وترك الجمع والجماعات وأكل الحرام والغش في المعاملات والرشوة، وأكل أموال الناس بالباطل وشهادة الزور والأيمان والفاجرة في الخصومات  وارتفاع أصوات المعازف والمزامير والمغنيات في  بيوتنا وحاراتنا ، أليس كل ذلك جاهلية؟ وضياع الشباب ونشأتهم على الأخلاق الرذيلة والعادات السيئة والجهل بأمور دينهم وتقليدهم الكافر في


شعره ولباسه وكلامه ومشيته  حتى أرسلوا شواربهم وشعر رؤوسهم وأطالوا أظافرهم وتختموا بخواتيم الذهب وزاد الطين بلة حتى رفعوا أصوات مسجلات سياراتهم بالأغاني العبرية يتباهون بها ، يضيعون أوقاتهم ويصرفون طاقاتهم فيما لا يفيد لا في الدين ولا في الدنيا فأصبح الكثير منهم لا صلة له بالقرآن ولا صلة له بالمسجد ولا صلة له بأهل الخير، لا



صلة له بوالديه، لا يعرف إلا النوادي الرياضية والمقاهي وقرناء السوء وغير ذلك من الجاهلية العمياء ، فالله الله في واقعكم الذي تعيشونه في ظل الاحتلال ، سارعوا في إخراجه من هذا الانهيار في وحل الجاهلية حتى لا تفقدوا بعد سنوات أعز ما لديكم ، دينكم وقيمكم وكرامتكم وعزتكم ، الله هل بلغت اللهم فاشهد.
يا عباد الله ، يا مؤمنون:
أقبلوا على دينكم كما أقبل الصحابة الكرام عليه ، فقد عاشوا ظروفا أسوأ من ظروفكم ، عاشوا الجاهلية بكل ما تحمل من معنى ، لكنهم بالإسلام وفي سنوات معدودات ، غيروا الأرض ومن عليها ، بل صنعوا تاريخا جديدا للإنسان ، وسعدت بهم الأرض ، وفاخرت بهم الدنيا



، لأنهم تلقوا أوامر الله لتنفيذها ، وخلعوا الجاهلية على عتبات الإسلام ، فهيا لنعود إلى ديننا ، نأتمر بأوامره ،وننتهي عن نواهيه ، هيا لنخلع المعاصي ونتنها على عتبات إيماننا وتقوانا ، تعالوا نصنع تاريخ أمتنا المسلمة من جديد ، فنحن الذي وصفنا رسولنا صلى الله عليه وسلم بأننا الطائفة الظاهرة ، المنصورة على شيطانها ، المنصورة على عدوها ، المنصورة على شهواتها ، المنصورة على ضعفها .
يا أخوتي إن الفضاء ملبد   سحائب التغريب للمستسلم
يا أخوتي هيا نعود لديننا     فالنصر في دين الإله المنعم



0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More