تعديل

الاثنين، 21 مارس 2016

خطبة الجمعة 9/11/2012 .. فضل الوقف وأهميته


خطبة الجمعة 9/11/2012 بعنوان فضل الوقف وأهميته

فضل الوقف وأهميته

الحمد لله الذي قال : ( آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه فالذين آمنوا منكم وأنفقوا لهم أجر كبير )
ربكم يا مسلمون ، جعل أعماركم محدودة فأطيلوها بترك أعمال صالحة بعد موتكم ، فمن مات نسي ومن ماتوترك أثرا صالحا ظل حيا على ألسنة الناس وفي قلوبهم .
مات قوم وما ماتت مكارمهم                                     وعاش قوم وهم في الناس أموات
ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، يحيي ويميت ، بيده الخير وهو على كل شيء قدير ، قال على لسان إبراهيم وهو يدعوه ( واجعل لي لسان صدق في الآخرين ) أي اجعل لي في الناس ذكرا جميلا ، وثناء حسنا باقيا فيما يجيء من القرون بعدي ..
ونشهد أن سيدنا وقائدنا وحبيبنا وقرة عيوننا ومهجة قلوبنا محمدا ، عبد الله ورسوله ، ورثنا الإسلام ، فجزاه الله عنا خير الجزاء .. قال ـ وهو الصادق المصدوق ـ ( من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له ، ومن كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له ) قال أبو سعيد الخدري راوي الحديث : " فذكر النبي من أصناف المال ما ذكر ، حتى رأينا أنه لا حق لأحد منا في فضل .
يا رب صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك النبي الأمي ، وارزقنا شفاعته في الآخرة ، ومتّعنا بصحبته في الفردوس الأعلى ، وصل اللهم على آله الطاهرين ، وعلى أصحابه الذين فتحوا بيت المقدس وبلاد الشام وعلى غيرهم من الصحابة الكرام ، وصل اللهم على أتباعهم وتابعيهم بإحسان ، وعلى كل من يشد الرحال إلى المسجد الأقصى للصلاة فيه إلى يوم الدين .
أيها المؤمنون ، أيها المسلمون :
عظيم نعم الله على عباده المسلمين كثيرة ، لا تعد ولا تحصى ، ومنها أعمال البر والإحسان التي يجري ثوابها بعد الموت ، فإذا انتقل المسلم من دار الدنيا وهي دار العمل إلى الدار الآخرة ظل ثواب عمله مستمرا وهو في قبره ..
ومن هذه الأعمال الصالحة الباقي أجرها بعد موت المسلم ، وقف العقارات والأراضي والأموال لمصالح المسلمين ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إنّ مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته ، علما علّمه ونشره ،وولدا صالحا تركه ، ومصحفا ورثه ، أو مسجدا أو بيتا لابن السبيل بناه أو نهرا أجراه أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته يلحقه من بعد موته )
أيها الصابرون المرابطون :
الوقف الذي هو حبس العين على ملك الواقف ، وتسبيل منفعتها على جهة من جهات البر والإحسان ، وهو من سمات المجتمع الإسلامي حيث لم يعرفه العرب في جاهليتهم ، وهو عبادة مالية من أفضل العبادات ، وقربة من أفضل القربات ، وبخاصة إذا كان المسلمون يعيشون على التطور مرابطين ، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم وكان مما قاله : ( من احتبس فرسا في سبيل الله إيمانا بالله وتصديقا لموعده ، شبعه وريّه وبوله وروثه حسنات في ميزانه يوم القيامة ) واستجاب الصحابة الكرام لرسولهم صلى الله عليه وسلم كعادتهم ، فلم يكن أحد منهم ذو مقدرة إلا وقف ،وهذا إجماع منهم على فضل الوقف وأهميته ، وكان أول وقف في الإسلام هو مسجد قباء ، ومن الوقف في زمن الصحابة بئر رومية الذي اشتراه عثمان بن عفان رضي الله عنه على دفعتين ، ثم جعله وقفا يستقي منه المسلمون ..
أيها المؤمنون :
إن بيت المقدس وقف إسلامي ، تنوع بين الوقف الخيري والوقف الأهلي ، والمسجد الأقصى أول الوقوف في القدس بدليل حديث أبي ذر رضي الله عنه الذي قال فيه : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أول مسجد وضع في الأرض فقال : المسجد الحرام قلت : ثم أي ؟ قال : المسجد الأقصى ، قلت : كم بينهما ؟ قال : أربعون عاما ) ...
وإذا كانت بيت المقدس والمسجد الأقصى وقفا إسلاميا فهذا يدل على الرباط الديني الوثيق للمسلمين بهذه المدينة المقدسة وبمسجدها المبارك ، وبكل أكناف بيت المقدس لأنه وقف إسلامي ولهذا لا يجوز التفريط فيها ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين ) فكيف بحيز التخاذل عن الأرض التي هي ملك للمسلمين لغيرهم ؟!
أيها المسلمون ، أيها المؤمنون :
إن الاعتداء على العقارات والأراضي والممتلكات في القدس والتي هي وقف إسلامي ، بتهويدها في شتى السبل هو اعتداء على الحقائق التاريخية والثوابت الدينية ، والقوانين الدولية ، ونحذر من استمرار المساس بها أو التعرض إليها ، فالله القوي العزيز يمهل ولا يهمل ، وإذا أخذ الظالم لم يضله . ومن جانب آخر ، فالاعتداء على أملاك الوقف في بيت المقدس من قبل بعض المسلمين ، بتسريبها عن طريق قانون أملاك          ، أو قيام البعض ـكما هو حاصل الآن ـ باللجوء إلى المحاكم الإسرائيلية لانتزاع ملكية الوقف من العقار لصالحه الشخصي حرام شرعا ، وولاء لغير المسلمين ويخشى على فاعله أن يموت على غير دين الإسلام ـ لا سمح الله ـ فيخسر الدنيا والآخرة ، وقد حذرنا الله تعالى من ذلك فقال : ( يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون ) ..
يا عباد الله ، يا مسلمون :
 إن حماية الوقف من الاعتداء عليه واستثماره في بيت المقدس في مختلف المجالات ، لتثبت صمود المسلمين فيها ، هو عبادة واجبة على كل واحد منا ، وهي رباط في سبيل الله تعالى ، وواجب المرابط هو حماية الثغر الذي يكون عليه ، فكونوا لبيت المقدس خير أمناء ، وخير أوفياء ، وليس لكم على هذه الأرض وفي ظل المتغيرات الدولية والسياسية من حولكم ، إلا أن ترجعوا إلى ربكم بالتزام الرباط على الأعمال الصالحة ، والتزام الرباط على اجتناب المعاصي ، وعلى رأسها عدم التفريط في بيت المقدس وفي المسجد الأقصى المبارك ..
عباد الله :
 وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل ساه لاه فادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة .





الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين ، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، ولي المؤمنين الصابرين ، وناصر المرابطين في سبيله إلى يوم الدين ، ونشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله ، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة
اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه وتابعيهم بإحسان إلى يوم القيامة .
أما بعد ، أيها المسلمون .. أيها المؤمنون :
إن رسولنا صلى الله عليه وسلم حث المسلمين على إهداء الزيت إلى المسجد الأقصى ليسرج في قناديله ، وإن من إهداء الزيت البيت المقدس تفصيل كالمحافظة عليه ، وعلى ثبات المسلمين فيه دور الوقف التنموي في جميع المجالات الدينية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والتربوية وغيرها ..
واقترح ثلاثة اقتراحات في هذا المجال ، الاقتراح الأول : تشجيع المسلمين على وقف الدراهم بالتعاون بين دائرة الأوقات والمصارف الإسلامية ، لتعزيز صمود المسلمين في بيت المقدس ، ولتكون بابا من أبواب استثمارها ، لتوفير فرص عمل للشباب من خلال شركة المضاربة ، فالله سبحانه يصف المسلمين قائلا : ( وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله ) ..
وأما الاقتراح الثاني : فهو استثمار الأراضي الوقفية بالمزارعة والمساقاة وبإشغالها لحمايتها من استيلاء الأعداء عليها ، ولتكون بابا من أبواب الرزق والعمل لأبناء بيت المقدس قال الله تعالى ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب )
أيها المسلمون :
وأما الاقتراح الثالث فهو للمسلمين في الخارج ، وهو  أن تقوم مؤسسات أو دول  إسلامية بالتعاون مع دائرة الأوقاف لاستثمار الأراضي والعقارات في أكناف بيت المقدس ، باستثمارها ببناء المدارس والمشافي والشقق السكنية للأزواج الشابة وللعائلات الفقيرة وكذلك ترميم المساجد والمؤسسات الوقفية ، وأيضا متابعة الأموال الوقفي المعتدى عليها من قبل الاحتلال لإرجاعها إلى حيز الوقف  الإسلامي من خلال المؤسسات الدولية ليكون هذاعملا   في سبيل الله ، ونصرة للقدس وأهلها المرابطين فيها ..
وتقصير المسلمين في هذا الجانب إفساد في الأرض ، والله سبحانه قال ( ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ) ويقول الله تعالى ( فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون ) وهذا ترهيب وتحذير وزجر للمسلمين كي لا يقصروا في العمل لدينهم وأوقافهم وأمتهم ، فهل هم مزدجرون؟!
اللهم إنا نسألك العفو والعافية في ديننا ودنيانا ، وأهلينا وأموالنا ،
اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا واحفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا وعن شمائلنا ومن فوقنا ونعوذ بعظمتك أن نغتال من تحتنا .
اللهم أكرمنا ولا تهنا وأعطنا ولا تحرمنا وزدنا ولا تنقصنا وأثرنا ولا تؤثر علينا وارض عنا وأرضنا .ز
اللهم انصر كل من نصر الإسلام ، واخذل كل من خذل الإسلام ، وأهلك كل من تآمر على الإسلام .
اللهم اهزم أعدائك أعداء الدين
اللهم اخذل الكفرة والمنافقين
اللهم انصر عبادك المستضعفين
اللهم أنزل بأسك وعقابك على الظالمين
اللهم حرم أجسادنا على النار ، وأدخلنا الجنة مع الأبرار ..
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمن لهم حق علينا واغفر اللهم للمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات ..
عباد الله : إن الله يأمر بالعدل والإحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ..
فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه يزدكم واستغفروه يغفر لكم واسألوه يعطكم

وأنت يا مقيم الصلاة أقم الصلاة ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون )



0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More