تعديل

الاثنين، 21 مارس 2016

توضيح الحكم الشرعي فيما جرى في صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك

توضيح الحكم الشرعي فيما جرى في صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك

أم الإمام المأمومين في صلاة الجمعة في23/11/2013م في المسجد الأقصى المبارك،ووقف عند آية السجدة في سورة النجم وركع ولم يسجد،فتابعه أغلب المصلين في صلاته فركعوا معه،وبعضهم سجد ثم عاد وتابع الإمام في ركوعه،والبعض الآخر سجد ولم يركع،وآخرون لم يركعوا مع الإمام وأعادوا الركعة بعد أن خرج الإمام من الصلاة بالتسليم
فلما انتهت الصلاة حصلت فوضى عارمة من بعض المصلين وهذا هو بيان الحكم الشرعي في حكم الصلاة بحالاتها الثلاثة السابقة.
أولا:الإمام صلاته صحيحة ولم يخطأ في صلاته،فإن من صلى وأتى على موضع سجود استحب عند جمهور الفقهاء للإمام والمأموم السجود وهذا السجود ليس بواجب،والإمام لم يسجد بناء  على رأي جمهور العلماء وعن نافع عن ابن عمر :إن الله لم يفرض السجود إلا أن نشاء.
ثانيا:العادة عندنا في المسجد الأقصى المبارك أن الإمام إذا أراد أن يسجد نبه المصلين قبل تكبيرة الإحرام أنه سيسجد سجدة التلاوة وهنا الإمام لم ينبه المأمومين إلى أنه سيسجد وبالتالي فإن الواجب على المأمومين متابعة الإمام في صلاته لقوله صلى الله علليه وسلم"إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا وإذا ركع فاركعوا...الخ"
ثالثا:الذي ركع مع الإمام فصلاته صحيحة،وكذلك الذي سجد ثم تدارك وعاد وركع مع الإمام وهو راكع فكذلك صلاته صحيحة،لأن المأموم إذا فعل ذلك سهوا لم تبطل صلاته.
رابعا:والذي لم يركع مع الإمام ثم أعاد الركعة بعد أن خرج الإمام من صلاته بالتسليم وهو لم يخرج منها بالتسليم بل قام مباشرة وأعاد الركعة فصلاته صحيحة،لأن الركعة الثانية التي لم يركع فيها ترك فيها ركنا وهو الركوع،لأن من تركه سهوا أو جهلا مثل هذه الحالة فإنه يلغي الركعة التي ترك منها الركن فقط.
خامسا:والذي ترك الركوع مع الإمام،ولم يأت بركعة مكان التي ترك فيها الركوع فهو الذي أخطأ وليس الإمام وعليه أن يعيد صلاة الجمعة ظهرا.
سادسا:ما فعله الإمام من إعادة الصلاة هو فقط من أجل درء فتنة كانت قد تؤدي إلى أمور لا يحمد عقباها،ولذلك تدارك الإمام ذلك وأعاد الصلاة لإخماد الفتنة،أما الحكم الشرعي في الصلاة وما جرى من المأمومين أثناءها فقد تم توضيحه  في النقاط السالفة.
سابعا:على بعض الناس أن يتقوا الله وألا يكونوا سببا لإثارة البلبلة والفتنة بين الناس كما حدث في صلاة الجمعة في المسجد الأقصى بتاريخ23/11/2013 وكان الأولى بهؤلاء الناس أن يتوجهوا بالسؤال بهدوء إلى الإمام في حكم صلاتهم،وليس السب والشتم وغير ذلك مما لا يليق بأخلاق المسلم وبخاصة أن الخطبة كانت حول الأخلاق وفضائلها.
ثامنا:بعض الإذاعات المحلية أثارت موضوع الصلاة بعد تلقيها اتصالات من بعض المصلين وللأسف تم اتهام أئمة الأقصى بالجهل بالعلم الشرعي،والأمر ليس كما يقولون وهو أمر لا يليق بإذاعة رائدة،وخصوصا أن أئمة المسجد الأقصى من علماء الشريعة المشهود لهم ومن حفظة القرآن الكريم هذا عدا عن أن الإمام جزاه الله خيرا لم يخطأ في صلاته كما تم توضيحه آنفا
والحمد لله رب العالمين
الشيخ الدكتور محمد سليم محمد علي
خطيب المسجد الأقصى
أستاذ الفقه المقارن/جامعة القدس



0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More