تعديل

السبت، 19 مارس 2016

من فقه القرآن : أحكام الحج 4

من فقه القرآن
أحكام الحج: 4
الشيخ الدكتور محمد سليم محمد علي
خطيب المسجد الأقصى المبارك

قال الله تعالى: » إن الصفا والمروة من شعائر الله، فمن حج البيت او اعتمر فلا جناح عليه ان يطوف بهما، ومن تطوع خيرا فان الله شاكر عليم( سورة البقرة: 158 فقه الآية الكريمة وفوائدها في المسائل الآتية:
المسألة الاولى:كان المسلمون يرون ان الصفا والمروة من الجاهلية، فامسكوا عنهما، فأنزل الله تعالى هذه الآية. وقد طاف الرسول صلى الله عليه وسلم بالصفا والمروة، اي سعى بينهما. وفي توقف الصحابة الكرام عن الطواف بالصفا والمروة، ظنا منهم انها من امر الجاهلية، تنبيه لنا نحن المسلمين في هذا الزمان، الا نتجرأ على اعمال الجاهلية كما هو حاصل منا اليوم، فكثير من اعمال الجاهلية نفعلها دون ان تعاتبنا ضمائرنا على اقترافها، مثل: العصبية القبلية، والتبرج، والتبرك بقبور الصالحين، ودعاؤهم، وسوء الاخلاق وغير ذلك.
المسألة الثانية: الصفا والمروة جبلان معروفان في مكة، والسعي بينهما ركن من اركان الحج، فلا يصح الحج الا بالسعي بين الصفا والمروة.
المسألة الثالثة: والسعي بين الصفا والمروة هو: المشي بينهما سبعة اشواط، ويكون المشي من الصفا الى المروة شوطا، والعودة من المروة الى الصفا شوطا اخر، وعلى هذا فالسبعة اشواط بين الصفا والمروة تبدأ بالصفا، وتنتهي بالمروة.
المسألة الرابعة: ويجب على الحاج والمعتمر التنبه الى انه لا يجوز له السعي بين الصفا والمروة راكبا الا من عذر.
المسألة الخامسة: وحتى يصح السعي بني الصفا والمروة يشترط الامور التالية:
اولا: ان يكون السعي بينهما بعد طواف صحيح، مثل طواف القدوم او طواف الافاضة.
ثانيا: ان يكون سبعة اشواط.
ثالثا: ان يبدأ السعي من الصفا، وان ينتهي منه في المروة، لان الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «ابدؤوا بما بدأ به الله، وقد بدأ الله عز وجل بالصفا فقال : »ان الصفا والمروة من شعائر الله .»

المسألة السادسة: وعلى المسلم الحاج والمعتمر ان يحرص على سنن السعي بين الصفا والم 􀀼روة، كما يحرص على سائر السنن، فيأتي بها، ومن سنن السعي بين الصفا والمروة الاتي:
اولا: ان يسعى بين الصفا والمروة بعد انتهائه من الطواف دون تأخير.
ثانيا: ان يسعى بينهما وهو على وضوء.
ثالثا: في بداية السعي يصعد الى الصفا، وهناك يستقبل البيت، فيحمد ويهلل ويكبر الله، ويصلي على الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم.
رابعا: ان يسعى ماشيا على قدميه ولا يركب الا لعذر.
خامسا: على الرجل دون المرأة ان يهرول بين الميلين الاخضرين في كل شوط.
سادسا: الا يفصل بين اشواط السعي بين الصفا والمروة بفاصل طويل.
سابعا: ان يشغل نفسه بالدعاء.
المسألة السابعة: بعد الانتهاء من السعي بين الصفا والمروة يتوجه، الحجاج جميعهم الى عرفات.
المسألة الثامنة: والوقوف بعرفة من اركان الحج بنص الحديث الشريف «الحج عرفة »، وعرفة كلها موقف، وليس كما يظن بعض الحجاج انه يجب الوقوف على الجبل الصغير الذي في عرفة، فالوقوف عليه ليس له ميزة تذكر، ولكن لا يقف الحاج في بطن عرنة ، لنهيه عليه السلام عن الوقوف فيها بقوله كل عرفة موقف، وارفعوا عن بطن عرنة ، والمملكة العربية السعودية وضعت علامات ظاهرة تبين حدود عرفة.
المسألة التاسعة: ووقت الوقوف بعرفة يبدأ من الظهر الذي هو وقت الزوال، وينتهي حين يطلع فجر اليوم العاشر من ذي الحجة، ولو بدأ الوقوف بعرفة من فجر اليوم التاسع من ذي الحجة جاز كما يرى الحنابلة.
المسألة العاشرة: ومن واجبات الوقوف بعرفة ان يقف جزءا من النهار وجزءا آخر من الليل، فمن وقف بعد الزوال ولكن نزل قبل الغروب وجب عليه دم، لتركه واجبا من واجبات الحج، فعلى الحاج التحلي بالصبر وعدم التسرع في مغادرة عرفة الى المزدلفة الا بعد غروب الشمس.
المسألة الحادية عشرة: ويسن لمن يريد الوقوف بعرفة، الاغتسال والطهارة من الحدث الاصغر، وان يقف حيث وقف الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، وعدم الصوم، والاستماع الى خطبة عرفة، والاكثار من الدعاء وتلاوة القرآن والصلاة على النبي عليه السلام، مع العلم ان الحاج يجمع بين الظهر والعصر في عرفة، ويقصر الصلاة فيهما. وبعد غروب شمس التاسع من ذي الحجة يفيض الناس الى المزدلفة التي سنذكر الاحكام المتعلقة بها في الحلقة القادمة - ان شاء الله تعالى.



0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More