تعديل

الاثنين، 21 مارس 2016

خطبة الجمعة 2/10/2015 .. حتى تبرأ الذمة في نصرة المسجد الأقصى

خطبة الجمعة
2/10/2015
حتى تبرأ الذمة في نصرة المسجد الأقصى

الحمد لله الذي تستودع عنده الودائع فاللهم إنا نستودعك المسجد الأقصى رحابه ومرابطيه ،وأشجاره ومرافقه وأهله  وكل شيء فيه فإنها لا تضيع عندك الودائع ، اللهم كما رددت أبرهة عن المسجد الحرام مخزيا مخذولا وأهله حينئذ على الشرك فرد كيد الاحتلال عن المسجد الأقصى مخزيا مخذولا ففي المسجد الأقصى عباد  لك  مسلمون آمنوا بك ربا فنشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك  أنت الحفيظ فاحفظنا واحفظ لنا أقصانا وقدسنا وشعبنا ، وأنت يا ربنا تجير ولا يجار عليك فأجرنا من كل ظلم وظالم ،


 ونشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله ، قبلته الأولى وإسراؤه إلى المسجد الأقصى ومعراجه إلى السماوات العلى منه ، أوصى به المسلمين وجعل القائم فيه مرابطا يضاعف له الأجر على رباطه حيا وميتا ،ولا يفتن في قبره بسؤال الملكين ، صلى الله عليه ما نبضت قلوبنا بحبه ، وما شهد مسلم برسالته ونبوته ،نبشرك يا رسول الله أنا في المسجد الأقصى  في رباط رجالا ونساء كبارا وصغارا شيبا وشبانا إذا لم نشتم رائحته ونسيمه لحظة نموت ونحن أمة لن تموت ،فاللهم ارض عن الفاروق عمر وعمن جاء معه فاتحا للمسجد الأقصى وارض اللهم عن صلاح الدين الذي عاد إليه محررا ،وارض اللهم عن آل الرسول وعن صحابته وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين...
أما بعد
أيها المسلمون في بيت المقدس وأكنافه
أيها المسلمون في بلاد العرب والمسلمين
أيها المسلمون في كل مكان
لن تبرؤ ذمتكم  عند الله تعالى وأنتم ترون الاحتلال يعلن حربه الظالمة  على المسجد الأقصى وعلى المرابطين فيه لن تبرأ ذمتكم  حتى تقولوا قولتكم  وتقفوا موقفا يرضي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ،فالله الله في المسجد الأقصى! الله الله في المرابطين والمرابطات فيه ! آما آن للمسجد الأقصى أن يأمن كما يأمن أخواه المسجد الحرام والمسجد النبوي ؟


أيها المسلمون في بيت المقدس وأكنافه
لن تبرأ ذمتكم عند الله تعالى حتى تغدو ذراريكم وتروح إلى المسجد الأقصى في الصلوات الخمس كلها وفي أيام الأسبوع كلها فهذا واجب المسجد الأقصى عليكم وأنتم أول المطالبين بهذا الواجب فعلماء الإسلام متفقون على أن واجب دفع العدو إذا صال على المسلمين وحرماتهم يكون على الأقرب فالأقرب وأنتم أقرب الناس إلى المسجد الأقصى بل أنتم أهله وخاصته في الرباط فيه والدفع عنه ،وعليه فإن واجب المسجد الأقصى عليكم أن تتنافسوا على الرباط فيه عائلات وقرى وضواح وذلك باتفاق العائلات والقرى على برنامج لشد الرحال إلى المسجد الأقصى يوميا كل يوم يكون فيه نصيب لعائلات وقرى ،وقد كان المسلمون في عهد النبي صلى الله عليه وسلم تتنافس عشائرهم في ميادين اللقاء مع الأعداء فخذوا سنة الصحابة الكرام  وانهضي يا عائلات القدس بهذا الواجب وهذا الشرف كما تتنافسون في أفراحكم وأتراحكم ،بل هذا التنافس أولى وأحب إلى ربكم وفيه رفعة درجاتكم في الدنيا والآخرة وفي مثله من الأعمال الصالحات قال الله تعالى :" وفي ذلك فليتنافس المتنافسون " وهو من الخيرات التي أمركم الله بالاستباق إليها  حيث يقول :" فاستبقوا الخيرات" أليس من المخجل والعار عليكم أن يتسابق المتطرفون  إلى انتهاك حرمة مسجدكم الأقصى بالمئات وأنتم عنه غافلون ولاهون وساهون ؟؟؟


أيها المسلمون في بيت المقدس وأكنافه
إن الحرب التي أعلنها الاحتلال على المسجد الأقصى بالاقتحامات اليومية واعتلاء الشرطة سطح المسجد القبلي وتخريب بعض نواحيه والاعتداء على المصلين فيه تتحمل وزره القيادة السياسية لشعبنا بانقسامها على نفسها وانشغالها بهذا الانقسام ،ولا تبرؤ ذمتها عند ربها ولا عند شعبها ، وندعوها إلى وحدة الصف ونبذ الخلاف ،قال الله عزّ وجلّ :" وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السُّبُلَ فتفرق بكم عن سبيله، وقال سبحانه :" واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا" ويقول الله تعالى :"
"إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء" ،  والآيات واضحة في معناها ودلالتها ولا تحتاج إلا  أن تأخذوا بها بجد وإخلاص،  فحذار حذار من الفرقة ! والزموا  الوحدة وجمع كلمة والسير في طريق واحد
 فالأوضاع الخطيرة التي يعيشها المسجد الأقصى وقضيتنا  لا تتحمل خلافات داخلية ،ولا تستوعب الاتقسامات وتداعياتها فاتقوا الله في شعبكم وفي قضيتكم ولا تتركوا المسجد الأقصى يخرج من أياديكم وأنتم قادرون على إن

قاذه مما هو فيه  ...نعم يا عباد الله : ولن تبرأ ذمّة الاحتلال مما يجري في المسجد الأقصى حتى يقلع عما هو عليه من ظلم واستكبار وحتى يمنع المستوطنين من دخول المسجد الأقصى وحتى يكف عن طيشه وغروره وعن الاعتداء على المسجد الأقصى وعلى المصلين فيه وحتى يعيد مفتاح بباب المغاربة لدائرة الأوقاف في القدس وحتى يمتنع عن التدخل بشؤون المسجد الأقصى لأنه احتلال والمواثيق الدولية تمنعه ،


وننبه الاحتلال أن اعتداءاته على المسجد الأقصى هي نذير شؤم عليه لأنه بهذه الاعتداءات يشعل فتيل حرب دينية إقليمية ،ونذكر كل مسئول فيه يريد أن يرفع مكانته الاتنخابية بتدنيسه المسجد الأقصى أن أبرهة من قبلهم غزا الكعبة ليهدمها ليرفع منزلته ، فأعاده الله مهزوما ذليلا ، فالمسجد الأقصى بيت الله الذي خص المسلمين به ومن حارب الله قصمه الله, فالله أكبر من العباد ونواصيهم بيده وفي القرآن الكريم هدد الله طاغية فقال :" كلا لئن لم ينته لنسفعا بالناصية...........أيها المسلمون في بلاد العرب والمسلمين وفي كل مكان .......تحركوا للدفاع عن  المسجد الأقصى وعن القدس في شتي الميادين وفي كل اتجاه ،  فالرسول صلى الله عليه وسلم قال :" الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ, لَا يَظْلِمُهُ, وَلَا يُسْلِمُهُ, وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ, كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ, وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً, فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ, وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا, سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ))،فأكدوا  للعالم بأسره بأن قضية المسجد الأقصى كما أن حق المسلمين فيها ثابت دينيا وتاريخيا فهو ثابت سياسيا  بٌإقرار المجتمع الدولي في بدايات القرن الماضي حيث أكد على هذا الحق للمسلمين ...قولوا للعالم يا مسلمون أن قضية المسجد الأقصى قضية إنسانية أيضا يجب أن يدافع عنها كل الذين يدافعون عن حقوق الإنسان  ويقفون ضد الظلم والاستكبار والطغيان ،ففي أي شرعة وفي أي ملّة وفي  أي قانون يجوز انتهاك حرمة العبادة والدين إلا في شريعة الغاب ؟



اعتصموا بحبل الله  جميعا وتعاونوا على نصرة القدس ومقدساتها ولا تخذلوها ، اتخذوا موقفا موحدا مشرّفا لنصرة مسرى رسولكم صلى الله عليه وسلم  واجتمعوا حول الإسلام، وحكموا  شريعته،  فبهذا ينصركم الله ، وهذا  وسيلة إنزال الله الرعب في قلوب الأعداء من الكافرين، حتى يهابوكم ويعطوكم حقوقكم كاملة غير منقوصة، كما حصل لأسلافكم المؤمنين. فلم يوالوا الكافرين ولم يستعينوا بهم، بل والوا الله وحده، واستعانوا به وحده، فحماهم وأيدهم ونصرهم على عدوهم والقرآن والسنة شاهدان بذلك، والتاريخ الإسلامي ناطق بذلك، قد علمه المسلم والكافر. فالواجب على الزعماء أن يكرسوا جهودهم لنصرة القدس والمسجد الأقصى والقضية الفلسطينية  قال الرسول صلى الله عليه وسلم :" ما من عبد يسترعيه الله رعية فيموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة"


يا مسلمون ، يا عباد الله
راقبوا الله سبحانه، وتوبوا إليه، وخافوا عذابه واشكروه على إنعامه، وذلك بتعظيم كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والعمل بهما ودعوة الناس إلى ذلك، وتحذيرهم مما يخالفه، ففي ذلك عز الدنيا والآخرة والسعادة العاجلة والآجلة، والأمن من عذاب الله في الدنيا والآخرة قال الله في كتابه المبين: فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى" نسأل الله أن يصلح قلوبنا، وأن يعرفنا بذنوبنا، ويمن علينا بالتوبة منها، وأن يهدينا وسائر إخواننا سواء السبيل، إنه على كل شيء قدير......عباد الله : استغفروا الله وادعوه وأنتم موقنون بالإجابة







الخطبة الثانية
حتى تبرأ الذمّة في نصرة المسجد الأقصى
الحمد لله رب العالمين ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ونشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وتابعيهم بإحسان إلى يوم القيامة .....أما بعد ، يا مسلمون .........قضى الحجاج من المسلمين فريضة الحج بعد أن شدوا الرحال إلى المسجدين المسجد الحرام والمسجد النبوي وعادوا إلى بلادهم سالمين فنهنئهم ونهنىء حجاج فلسطين بأداء فريضة الحج وعودتهم سالمين مغفورة ذنوبهم إن شاء الله


 ونقول لهم : حجا مبرورا وسعيا مشكورا وذنوبا مغفورة ،ونقول لحجاج فلسطين  إنكم تمتازون عن باقي حجاج المسلمين بأنكم تشدون الرحال إلى المساجد الثلاثة المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى وفي هذا تشريف من الله لكم ونعمة منه عليكم تستوجب شكرها بإدامة شد الرحال إلى المسجد الأقصى ، ونذكر مسلمي العالم أن ينصروا المسجد الأقصى لكي يستطيعوا شد الرحال إليه على صفة شد الرحال إلى المسجد الحرام من الأمن والأمان وفي ظل سيادة الإسلام والمسلمين ....... يا عباد الله
قال الله تعالى :"فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا "

يا مسلمون
هذا الأمر الرباني للحجاج ، دليل على وجوب استقامة الحاج بعد أدائه فريضة الحج على طاعة الله وامتثال أوامره واجتناب نواهيه . والمعنى : إذا فعلتم مناسك الحج وانتهيتم من أدائها ، فاذكروا الله بقلوبكم وألسنتكم وجوارحكم على نعمه وآلائه ، وهذه الآية دعوة للحاج إلى أن يجعل حجه مبرورا ، وذلك بأن يرجع بعد أدائه فريضة الحج أفضل مما كان عليه قبل ذلك ، ايمانا وطاعة لربه ، واجتنابا لمعاصيه ،والحاج بعد  أدائه فريضة الحج ، والمسلم غير الحاج أيضا ، يجب على كل واحد منهم ، ذكرا كان أم أنثى ، أن يذكر الله كذكر الطفل الصغير أمه فاذكروا الله وعظموه وذبّوا عن حرمه .


اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين. اللهم أحسن عاقبتنا  في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة. اللهم برحمتك وفضلك أصلح أحوال المسلمين، أصلح أحوال أمة سيد المرسلين، اللهم آمنهم في أوطانهم، أصلح أحوالهم اللهم أصلح شباب المسلمين، اللهم حبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم، وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان، واجعلهم من الراشدين يا أرحم الراحمين.اللهم أصلح نساء المسلمين، اللهم ارزقهن العفاف، والحشمة، والحياء، وأعذهن من التبرج والسفور يا رب العالمين.اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك المؤمنين، اللهم من أرادنا وأراد المسجد الأقصى  وأراد بديننا سوء فاشغله بنفسه يا رب العالمين، ورد كيده إلى نحره يا أكرم الأكرمين، واجعل تدبيره تدميراً عليه يا سميع الدعاء.اللهم ارحم ضعفنا، واجبر كسرنا، وتولى أمرنا، واختم بالصالحات أعمالنا، وبالسعادة أحوالنا..




اللهم انصرنا على أنفسنا حتى نستحق أن تنصرنا على أعدائنا، استجب دعاءنا، واشف مرضانا، وارحم موتانا، وأهلك أعداءنا، ولا تخيب فيك رجاءنا، اختم بالباقيات الصالحات أعمالنا، ، واكشف كروبنا، ألّف بين قلوبنا، اختم بالباقيات الصالحات واغفر لجميع المسلمين والمسلمين الأحياء منهم والأموات وحرّم يا ربنا أجساد من يشد الرحال إلى المسجد الأقصى على النار

وأنت يا مقيم الصلاة أقم الصلاة :" إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون"


0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More